ردّا على استبعادها من عضوية مجلس الحكم العراقي المؤقت نظرا إلى ممانعة ممثلي الأحزاب الإسلامية، كافأ الحاكم المدني الأميركي في العراق بول بريمر السيدة رند رحيم فرانكي بتعيينها سفيرة للعراق لدى واشنطن.

وكانت فرانكي اغتاظت لطول فترة التداولات بين أعضاء المجلس للموافقة على ضمها إلى عضويته، فأعلنت انسحابها من الترشيح قبل صدور قرار نهائي بالموضوع لأنها سمعت أن عددا من ممثلي الأحزاب الإسلامية، وخصوصا حزب الدعوة بشقيه يرفضون اعطاءها المقعد الشاغر لأسباب مختلفة، منها أن المناصفات في المجلس تمت على أساس توافقي بين ممثلي الفئات والطوائف والقوميات، وكانت حصة الفقيدة عقيلة الهاشمي تعود إلى التيار الشيعي، في حين ان السيدة فرانكي تنحدر من أب شيعي (نجفي الأصل) وأم سنية (موصلية الأصل)، فضلا عن كونها متزوجة من مواطن أميركي هو السيد فرانكي.

وبدلا منها رشح حزب الدعوة طبيبة أسنان هي السيدة الخفاجي من مدينة كربلاء، وهي المدينة نفسها التي ينحدر منها ممثل حزب الدعوة في مجلس الحكم إبراهيم الجعفري، وتقول بعض المصادر إن هنالك صلة قربى بين السيدة الخفاجي والجعفري. وكان الجعفري هدد بانسحاب حزبه من مجلس الحكم إذا لم تضم إلى عضويته السيدة الخفاجي بدلا من السيدة فرانكي، واستجاب أعضاء المجلس وكذلك بول بريمر لهذا التهديد خوفا من انفراط لحمته بعد أن اهتز قليلا حينما هدد عضو المجلس الآخر قبل أسابيع وهو السيد محمد بحر العلوم بالانسحاب.

وأعلنت رند الرحيم بعد انسحابها من الترشيح أنها ترفض الصيغة الطائفية في الترشيح، وقالت إنني أرشح نفسي بوصفي عراقية، وإذا رفض البعض هذه الصيغة فإنني أنسحب.

وفرانكي لها علاقات وطيدة مع إدارة بوش، وتقول بعض المعلومات إنها تعمل إضافة إلى نشاطها في «إدارة المعهد العراقي» في واشنطن مستشارة غير رسمية لكوندليزا رايس في الشأن العراقي.

واتصل الحاكم المدني الأميركي بها بعد أن استبعدت من مجلس الحكم، وقال لها إنه يقدر موقفها الرافض للانضمام إلى المجلس ويقيمه تقييما عاليا، وقد وصف بريمر هذا المجلس في حديثه معها بأردأ الأوصاف.

وتنحدر رند من عائلة غنية، فأبوها واحد من أكبر تجار النجف وبغداد، وقد درست في جامعة كامبريدج البريطانية والسوربون الفرنسية وحصلت على الجنسية الأميركية العام 1987. وكانت عملت في المجال المصرفي في لندن والبحرين وساهمت في المعارضة العراقية ومؤتمري نيويورك ولندن