العدد 447 - الأربعاء 26 نوفمبر 2003م الموافق 01 شوال 1424هـ

ما وراء المنع

محمود السيد الدغيم comments [at] alwasatnews.com

-

مرة أخرى وزارة الإعلام في الواجهة ضد حرية التعبير، بمنعها مسرحية «ليش يا بو العيش» التي تعرضها جمعية الوفاق الوطني الإسلامية. اللافت في موقف «الإعلام» الأخير أنه تجاهل منظمي المسرحية وذهب إلى المستضيفين لها «جمعية المهندسين»، فبالإضافة إلى التعاطي المدروس والمبرمج مع الحريات من حيث القبض والبسط ضمن إطار غير قانوني في اختيار الضحية، يفهم موقف «الإعلام» الأخير بأنه يسن سابقة خطيرة ومشتركة مع أجهزة الدولة الأخرى في ضرب الفعاليات السياسية أيا كانت، وذلك من خلال ضرب الحلقة الأضعف (الجهات المستضيفة) ، التي لا تشتغل بالعمل السياسي، وإنما ترفده من خلال قاعاتها وصالاتها. التداعي الآخر الذي لا يعرفه الناس، أن ورشة «التحالف السداسي» التي كانت «جمعية المهندسين» ستستضيفها هي الأخرى تم إلغاؤها، كما ألغيت الورشة نفسها في موعدها الأصلي في نادي العروبة إثر تداعيات «ندوة التمييز»، وقد كان منظورا منذ تداعيات «ندوة التمييز» والتضييق على نادي العروبة حينها، أن أمرا كهذا سيحصل مع أكثر من جهة، ما يعني أن فعاليات كبرى للمعارضة كالمؤتمر الدستوري في طريقها إلى المنع ضمن استهداف واضح، وما هذه إلا البداية.

لذلك وجب توجيه رسالتين خاصتين إلى المعارضة تحديدا، الأولى: من الآن أوجدوا البديل لأن «الجهات المستضيفة» ستكون في حرج، ولا تقعوا في فخ اللحظات الأخيرة، وهذه دعوة لإيجاد مقرات للمعارضة تتسع لمثل هذه الفعاليات الضخمة، وأن يبادر أصحاب الأموال ممن يدعمون هذه الجمعيات إلى تبني ذلك، فقد حان وقت صراع المؤسسات ضمن إطار التعارض السلمي، والثانية: عليكم بتقييم خطابكم السياسي ومدى فاعليته وتواصله مع الجمهور بما لا يضر بحركة المطالب، وها قد أعطتكم حركة «الإعلام» الأخيرة وسيلة سياسية جديدة بالغة التأثير

العدد 447 - الأربعاء 26 نوفمبر 2003م الموافق 01 شوال 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً