العدد 2666 - الأربعاء 23 ديسمبر 2009م الموافق 06 محرم 1431هـ

الشعراء الشباب يقيمون مهرجانهم في نسخته الأولى

في برنامج «مسامرات ثقافية» الذي يبث اليوم على «الوسط أون لاين»

هكذا انتهى مهرجان الشعراء الشباب العرب ولم تنته مداولاته، سواء على مستوى التقييم، أو على مستوى الأمل والطموح الذي كان أكبر من الحدث لدى كل المشاركين طبعا، وفي استطلاع برنامج مسامرات ثقافية تعلقت الأمنيات بأن تكون النسخة القادمة أجمل مما لم تُسعف به نسخته الأولى، إلي ذلك أشار رئيس الوفد الإماراتي عبدالله السبب أن المهرجان نجح لحد ما، ولكن كنا ننتظر الأفضل دائما، فيما توقف الشاعر مهدي سلمان مع آلية اختيار الشعراء فأشار بأنها كانت خاطئة جدا، فيما صدق على ذلك رئيس المهرجان الشاعر أحمد رضي من أن مسألة اختيار الشعراء تحتاج لإعادة نظر، ونحتاج إلى تقييم الثغرات حتى يخرج المهرجان بشكل أفضل في نسخته القادمة.


السبب يقترح كتابا يوثّق الفعالية وينتقد طريقة التكريم

في تقييمه للمهرجان أشار رئيس الوفد الإماراتي الشاعر عبدالله محمد السبب إلى الجو العام في المهرجان كان حميميّا وكانت الأسرة - في كل لحظات المهرجان - تتنفس الشعر بتنوعه بين العمودي والتفعيلة والنثر، وقد استمتعنا بالاستماع للشعراء الشباب الذين كانوا بقدر الشعر وبقدر الحب والاحترام الذي يكنه أفراد المهرجان الذين احتفوا بكافة الوفود بلا استثناء، مما أشعرنا بأننا في بيتنا، محاطون بأفراد أسرتنا من إخوة لنا ومن أبناء يكنون لنا كل تقدير.

وأضاف رئيس التأليف والنشر باتحاد كتاب وأدباء الإمارات: أن المهرجان نجح لحد ما، وكنا ننتظر الأفضل دائما، وقد تمنينا لو أن المساهمات تم جمعها في كتاب يوثق المناسبة، ويكسر الحاجز، ويمد جسور التعاون فيما بين الشباب العربي، وقد تقدّمنا - وفد الإمارات - بهذا المقترح لرئيس الأسرة علوي الهاشمي الذي أبدى موافقته واستحسانه للفكرة، وقد وجّه تعليماته بالفعل إلى القائمين على شأن المهرجان، ولكن لم تحدث حتى الآن خطوة عملية، إذ بالإمكان مخاطبة الاتحادات، واختيار ثلاثة نصوص لكل شاعر من الشعراء المشاركين حتى يتسنى لأسرة المهرجان اختيار نص واحد لكل شاعر لأجل إدراج النصوص المنتقاة في الكتاب التوثيقي للمهرجان، مشفوعا بسيرة ثقافية يسيرة لكل شاعر مع صورة شخصية، كما أنه يمكن الاستفادة من النصين الآخرين في مناسبات أو إصدارات أخرى.

وتابع «السبب»: «تعرفنا على نموذج من شعراء البحرين الشباب عبر كتاب (انطلوجيا الشعراء الشباب)، ولكن هناك الكثير من الشعراء لم نتعرف عليهم، وقد تمنينا التعرف أكثر على التجارب البحرينية وغيرها من خلال تبادل الإصدارات فيما بين الوفود، وما حدث هو تبادل تلك الإصدارات بشكل شخصي فقط، مما جعل البعض يحصل على شيء من تلك الحصيلة الشعرية العربية دون الآخرين، ولعل هذا الخطأ الفادح ـ كما وصفه السبب ـ يقع على عاتق جميع الاتحادات العربية المشاركة في المهرجان، بما في ذلك أسرة أدباء وكتاب البحرين، ولا أعفي اتحاد كتاب وأدباء الإمارات من ذلك الخلل الذي نتمناه أن يكون اضطراريا».

وعن تنوع المشاركات للشعراء الشباب أشار «السبب» إلى أن غالبية المساهمات الشعرية تركزت في جانب الشعر الكلاسيكي وشيء من التفعيلة بينما ظلت قصيدة النثر شبه غائبة، الأمر الذي يدعو إلى إعادة النظر في المشاركات القادمة إلى المهرجان الثاني، حيث إنه من الضرورة في شيء تجاور جميع الأشكال الشعرية إلى جانب بعضها البعض، من أجل كسر الحاجز الوهمي الفاصل بين شعراء تلك الأشكال، ولعلني هنا أذكر موقفا طريفا حصل أثناء إحدى الوجبات في فندق الضيافة، حيث جلس اثنان من شعراء العمود الشعري، وكانا يتندران بأشعار أمير الشعراء «أحمد شوقي رحمه الله»، وحين جلست والشاعر الكلاسيكي الإماراتي «طلال سالم» حولا مجرى الحديث إلى الإشادة بالشاعر «أدونيس» ، وقد أوهمهما طلال بأنه شاعر حداثي، وحين قرأ عليهما من شعره اكتشفا أنه شاعر كلاسيكي إلا أن جملته الشعرية حداثية باقتدار، وحين قرأ أحدهما شعرا، أشرت إليه بأن عنوان القصيدة حداثي من الدرجة الخالصة.. أؤكد هنا إلى ضرورة تجاور الأشكال كافة من أجل إزاحة الأسلاك المكهربة التي تفصل بين شعرائنا الشباب الذي نتمناه أكثر وعيا وحذرا من دعاة الشر الشعري من جميع الأطراف.


سلمان: اختيار الشعراء مسألة تحتاج لإعادة نظر

وحول اختيار الشعراء أشار الشاعر مهدي سلمان بأن آلية اختيار الشعراء كانت خاطئة جدا لأنها همّشت دور الأسرة من أجل ما كان معروفا سلفا وهو أن تختار الاتحادات نماذج تمثلها والتي عادة تجيء عبر سلطات شمولية في أغلب الدول العربية إذ الاختيار لا يأتي عبر القيمة الفنية للشاعر بل عبر ولاء الشاعر للنظام الذي ينتمي إليه الاتحاد.

وتساءل سلمان هل من الأفضل ربط المهرجان بالاتحاد العام وبالتالي بقية الاتحادات المنضوية تحته؛ إذا كان من الضروري ربط المهرجان بهذا الاتحاد فعلى الأسرة أن تضع شروطا في مسألة اختيار الشعراء، كأن تضع هي نصف المشاركين ويختار الاتحاد النصف الآخر، وهذا سيؤمن للمهرجان نجاحا بقدر ما، وإن كنت أرى أن يتم اختيار الشعراء على أساس القيمة الفنية لتجربتهم لا على أساس انتمائهم إلى الاتحاد وإلى ما وراء هذا الاتحاد.

أما بالنسبة للتنظيم فإن الأسر وقعت في إشكالية أخرى هي أن الأيام الثلاثة غير كافية لأربعين شاعرا يقدمون مشاركاتهم خلال أربع فعاليات فقط بحيث لم يعد بالإمكان أن يستمع المتلقي إلى التجارب بشكل كافٍ لتقييمها ومناقشتها، أعتقد أنه كان من المفترض على الأسرة أن تبحث عن آلية لجعل المهرجان يجري في فترة أطول بدل ثلاثة أيام؛ مما يتيح للمشاركات أن تكون أكثر هدوءا، وأن يقدم الشاعر نماذج فعلية لتجربته من خلالها يمكن الحكم عليه بشكل أعمق لا أن يقدم قصيدة أو قصيدتين.

وأضاف سلمان «بشكل عام لا أستطيع أن أقول إن المهرجان فشل، ولا أستطيع أن أقول إن المهرجان كان سيئا، ولكن ملاحظاتنا كلها تنصب في أنه إذا كان هناك من نسخ قادمة للمهرجان، أو فعاليات أخرى ستنظمها الأسرة أن تكون أكثر جدية في التنظيم وأكثر جدية في الأسئلة التي تسبق هذه المهرجانات، لا نستطيع أن نقول إن المهرجان فاشل فهو نجح لاسيما في هذا التجمع الشبابي الذي كان مميزا وجميلا في الالتقاء بتجارب مختلفة، وإن كانت بعض التجارب ضعيفة، لكننا استمعنا لأصوات شعرية من داخل الوطن العربي، هذا شيء جيد، ويعطينا دافعا لأن نقرأ هذا المشهد الشعري في عموم الوطن العربي، أعتقد أن المهرجان بشكل عام نقل صورة جيدة عن المشهد الشعري في البحرين والخليج، ولكنه أخفق في نقل صورة جيدة عن دول مهمة، كنا نتوق لأن نسمع الصوت الحقيقي للشعر فيها مثل مصر سوريا تونس لبنان فلسطين كنا نتوق لأن نستمع لأصوات شعرية حقيقية من داخلها».


رضي: 38 شاعرا في فترة زمنية محددة مثل تحديا تم اجتيازه

وفي التقييم النهائي للمهرجان أشار مدير المهرجان أحمد رضي بأننا «نحتاج إلى تقييم الثغرات سواء في مستوى التجارب المقدمة من قبل الشعراء أو في الأمور التنظيمية حتى يخرج المهرجان بشكل أفضل إذا أقمناه مرة أخرى، ومن الأمور التي تحتاج إلى إعادة نظر مسألة طريقة اختيار الشعراء فقد تم اختيار شعراء جيدين ولكن هناك في المقابل شعراء تجاربهم ضعيفة؛ وهذا يشير إلى أنه هناك خلل في طريقة الاختيار، وحتى مسألة وجود الأعضاء الإداريين في المهرجان لم يكن له من داع، فالمهرجان مهرجان شبابي يختص بالشعراء الشباب وذلك كفيل بأن يخفف الأعباء المالية والإدارية فمن اختيار شاعر واحد من كل دولة يكون ذي تجربة جيدة.

وعن توزع الفعاليات في أكثر من مكان ومدى نجاح عملية التوزيع أشار رضي بأن هذا الأمر يحتاج لدراسة ومسألة توزع 38 شاعرا وشاعرة على ثلاث فعاليات في فترة زمنية محددة كان يمثل صعوبة فالأسرة لا تتسع للعدد الكبير من الحضور المتابع للفعالية خاصة في الافتتاح الذي استدعى لاختيار محل أوسع من صالة الأسرة وقد تم اختيار نادي الخرجين فالقاعة أكبر وتتسع للعدد المتوقع من الحضور أما توزع الفعاليات جغرافيا في أكثر من مكان فإن ذلك أيضا كان لإتاحة الفرصة للحضور وللمشاركة فمن لم يستطع الحضور في الافتتاح استطاع الحضور في الجامعة أو في الأسرة.

وحول مدى استعداد الأسرة لمتابعة الفعاليات كحدث ثقافي تابع رضي بأن الحدث تجربة أولى وله ما له، وقد كان هناك تأخر في استلام بعض النصوص، وتأخر في إجراءات السفر وأمور الفيزا وغيرها وكذلك الأمور الإعلامية التي كان من قبل أسبوع فقط وذلك بعد تأكد انطلاق المهرجان، وفي المرة القادمة إذا تم عمل المهرجان يفضل أن يتم ذلك أن يتأكد قبل شهر أو شهرين على الأقل على حتى يتم الاستعداد له على المستوى الإعلامي.

وأضاف رضي بأن المهرجان تجربة أولى فهو حسب علمي أول مهرجان شبابي بهذه الضخامة يقام في بلد عربي وإذا استمر وتم تكريسه كمؤتمر شعري مهم فسيكون رافدا للوضع الثقافي في البلد ونحن محتاجون لدعم وزارة الإعلام والجهات الحكومية والتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني بشكل أكبر؛ لأن هذا لا يخدم فقط أسرة الأدباء والكتاب، بل يخدم البحرين بشكل عام ونتمنى إنه إذا كان هناك قصور هنا أو هناك المساعدة في النقد والتقويم لنأخذ ذلك في الحسبان.

العدد 2666 - الأربعاء 23 ديسمبر 2009م الموافق 06 محرم 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً