العدد 2666 - الأربعاء 23 ديسمبر 2009م الموافق 06 محرم 1431هـ

مقاطع من مجموعة «المرايا تُحَدِّثُ أخْبارَها»

يذهب عبدالله السبب إلى حدود باعثة على مراجعة حقيقية لقيمة ما يُكتب اليوم من قصيدة النثر. ذهابه فيه من الرؤيا والنبوءة الشيء الكثير. وفوق هذا وذاك ذهاب يحرر اللغة من أغلالها المقيمة.

شعر - عبدالله محمد السبب

إقرار ...

حين يكون « فان جوخ « ،

أقرب المقربين إلى احتضاري ..

و «أبو الطيب المتنبي» ..

ألذ الناقمين،

وأعذب الثائرين،

على مائدة هذياني ..

أكون أنا ..

أحق البائسين تِجْوالا،

في ملكوت قصائدي!

لذا..

لتَكن الكارثة

القصيدة

مهر النوم المغتصب!

أصابع ...

في المرآة وجوه :

وجهي أحدها ..

والبقية ، أوجهي الأخرى !!

(1)

زيارة من حنجرة الذاكرة

ترسم وجها

يباغتني

كل مساء

تتدلى منه

عناقيد صمت

وفي عينيه

تراتيل جنون

الصمت ..

صافرة تثاؤب

وينام !!

(2)

مثل شتاء يانع ..

تتلبد في رأسي ،

كوابيس نهار ..

وكنجمة

في جوف نهار

تحلب عبثا ضروع الشمس ..

أمشي

خلف ظهري

أبحث عن وجهي

في محفظة غبار

أنفاسي تضج برائحة فزع ..

هذياني كاد يفقد عذريته

ووجهي ،

عند ناصية الشمس يحتضر .

إني أقع ،

فوق صابونة دخان !!

(3)

أي المدائن ،

تسع وجها يشبه وجهي ؟!

أي الجماجم ،

تبارك وجها يشبه وجهي ؟!

وجهي لغة ،

لم تعتدها أدمغة بشر !

وجهي مدينة ،

موبوءة ،

بأمنيات !

وجهي حلمٌ ..

أنتم منجمون !!

(4)

مثل شتاء يانع ..

تتلبد في رأسي ،

كوابيس نهار :

كلما تزأبقت الكآبة في دمي ،

كلما تنزهت العتمة في عيني ،

وكلما تمدد الموت على وجهي ..

جمجمتي أقذفها للعراء ..

هناك ..

سأتقيأ ذاكرتي

سأبصق وجها يشبه وجهي

هنالك .. سأشيد مقبرة !!

العدد 2666 - الأربعاء 23 ديسمبر 2009م الموافق 06 محرم 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً