العدد 466 - الإثنين 15 ديسمبر 2003م الموافق 20 شوال 1424هـ

الصين تنضم إلى سباق الفضاء

كانت عبارة «رائع للغاية» العبارة التي استخدمها يانغ ليوي أول رائد فضاء صيني في وصف منظر الأرض من على بعد مئات الاميال. وقد انعكس شعوره بالسعادة على جميع المسئولين عن الرحلة وعلى الشعب الصيني الذي انضم أخيرا إلى الولايات المتحدة وروسيا بإرسال رجل إلى الفضاء. وكانت روسيا قد ارسلت يوري جاجارين إلى الفضاء منذ 42 عاما تبعه بعد شهر رائد الفضاء الأميركي ألن شبرد.

ولكن المراقبين يرون أن الصين غير قلقة من التأخير في الوصول إلى سباق الفضاء وأنها تعتزم الحصول على اكبر قدر من الفائدة العسكرية من انجازاتها الجديدة بالاضافة إلى ازاحة روسيا من الساحة لتصبح ثاني قوة فضاء بعد الولايات المتحدة.

لقد بدأت المغامرة العسكرية إذ قامت الكبسولة الفضائية سنزهو - 5، وهي نسخة معدلة من الكبسولة الروسية سيوز، بترك زجلة فضائية (وحدة مستقلة عن العربة الفضائية) تحتوي على معدات للمراقبة مزودة بإشارات وأجهزة تصوير عالية الاستبابة (قدرة التبين والتحليل).

وفي غضون ذلك انهى يانغ (38 عاما) المهمة بعد انهاء الأربعة عشر دورة المقررة في الفضاء والتي استغرقت حوالي 21 ساعة وعاد إلى الأرض في الكبسولة الفضائية الأكبر.

وقد تم تصميم الزجلة الفضائية بواسطة الصينيين، يقول بيتر بوند، مستشار علوم الفضاء لدى الجمعية الملكية لعلم الفلك الذي كان يتابع تطورات برنامج الفضاء الصيني طيلة العقد الماضي.

وبإمكان هذه الزجلة الفضائية أن تطير من دون مساعدة - بخلاف سيوز - لمدة ستة أشهر.

وقد انطلق الصاروخ الصيني من منصة الاطلاق في صحراء جوبي في أقصى شمال غرب الصين واتخذ مداره حول الأرض بعد عشر دقائق. وسارت الكبسولة الفضائية بسرعة حول الأرض مع تغيير مخطط في مدارها إذ تم وضعها على زاوية ميل لتمر فوق الولايات المتحدة واليابان. وأرسلت الولايات المتحدة وروسيا التهاني إلى الصين على ما أسمته وكالة الفضاء الاميركية ناسا انجازا مهما في تاريخ الاستكشاف البشري. وتأتي عملية الاطلاق بعد أربع تجارب بدأت العام 1999 باستخدام كبسولات شنزهو غير المأهولة وتتويجا لجهود استمرت عقدا لبرنامج الفضاء الصيني السري المرتبط بأغراض عسكرية. ويأمل القاده الشيوعيون في الصين أن يدعم البرنامج صورة الصين في الخارج وموقفهم داخل الصين.

وكان التلفزيون المركزي الصيني قد قطع برامجه ليعلن نبأ إطلاق المركبة الفضائية ثم أذاع بعد ذلك أول المشاهد المثيرة لإطلاق الصاروخ ولكنه ألغى خططا لنقل عملية الإطلاق حية على الهواء. ولربما يكون السبب في ذلك هو قلق القادة الصينيين من التأثيرات السياسية في حال وقوع حادثة. وكانت الصين تذيع انباء اطلاق الاقمار الاصطناعية ولكنها توقفت عندما انفجر صاروخ عقد الاطلاق العام 1995 ما أودى بحياة ستة أشخاص على الأرض. ويوجد لدى الصين برنامج صاروخي منذ الخمسينات وقامت بإطلاق برنامج فضاء مأهول في السبعينات وسط الفوضى السياسية اثناء الثورة الثقافية من العام 1966 إلى 1976 ثم تخلت عن هذا البرنامج.

وأعيد اطلاق البرنامج في العام 1992 تحت اسم «المشروع 921». وتبقى موازنة البرنامج سرية ولكن الخبراء الأجانب يقدرونها بحوالي 700 مليون جنيه استرليني وهو مبلغ كبير بالنسبة إلى الصين إذ يصل معدل دخل الفرد هناك 350 جنيه استرليني سنويا.

وتقول الحكومة الصينية ان يانغ قام كذلك بنشر علمين - علم الصين وعلم الأمم المتحدة - كي يراهما المسئولون في برج المراقبة لتسليط الضوء على موقف الصين الثابت من الاستغلال والاستكشاف السلمي للفضاء، تقول الحكومة الصينية.

(خدمة الاندبندنت خاص بـ «الوسط»

العدد 466 - الإثنين 15 ديسمبر 2003م الموافق 20 شوال 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً