العدد 472 - الأحد 21 ديسمبر 2003م الموافق 26 شوال 1424هـ

نجاح بيكر في خفض ديون العراق يجعله فوق باول وسنو

محمد دلبح comments [at] alwasatnews.com

.

عودة وزير الخارجية الأميركي الأسبق وموفد الرئيس جورج بوش لحل ديون العراق، جيمس بيكر إلى واشنطن، بعد جولة أوروبية زار فيها باريس وبرلين وروما ولندن وموسكو، دفعت محللين وخبراء إلى التساؤل عما إذا كانت حققت نجاحا لتخفيف ديون العراق البالغة نحو 120 مليار دولار؟ وقد اعتبرت الولايات المتحدة الجمعة على لسان نائب الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية آدم إيريلي أن جولة بيكر «شكلت بشكل عام بداية جيدة» مشيرا إلى ان «كل هذه الدول قبلت العمل معنا بشأن مسألة تخفيف الديون وهو أمر مهم لمستقبل الشعب العراقي».

وعبر ايريلي عن ارتياحه لتأكيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رغبته «العمل بروح التعاون» ليتمكن نادي باريس من التوصل إلى اتفاق في أسرع وقت ممكن. لكن إيريلي أوضح انه «ما زال هناك الكثير من العمل الذي يجب القيام به»، مشيرا الى أن بيكر «سيواصل جهوده». وعلى رغم أنه رفض التكهن بنتائج المفاوضات مستقبلا، إلا أنه قال أن المفاوضات «ستكون معقدة وتتطلب عملا شاقا»، مؤكدا إن الولايات المتحدة من جهتها «ستعمل على الحصول على أقصى ما تستطيع» من شركائها الدوليين. وأوضح إيريلي أن بيكر سيتوجه «خلال الأسابيع المقبلة إلى عواصم أخرى» لم يحددها.

غير أن الحكومة اليابانية أعلنت أن بيكر سيصل إلى طوكيو الاسبوع المقبل. كما ذكرت مصادر دبلوماسية أن الدول الخليجية العربية ستكون أيضا على قائمة جولة بيكر الأسبوع المقبل.

وتقول مصادر سياسية أن ما اعتبرته واشنطن نجاحا حققه بيكر يبقى حتى الآن في العموميات، فقد ذكر بيكر أن الزعماء الأوروبيين الذين التقاهم وافقوا على ضرورة أن يتم التوصل إلى صفقة بشأن تخفيف الديون العراقية في العام المقبل في نادي باريس للدول الدائنة. وقال الناطق باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان «إن إقرار الجميع بأهمية تخفيف عبء الديون العراقية يشكل مؤشرا كبيرا يستحق الترحيب. ويذكر أن نحو ثلث الديون العراقية تعود الى الدول الـ 19 الاعضاء في نادي باريس الذي يضم الدول الغربية الكبرى وروسيا. فيما تعود الـ 80 مليار دولار الباقية لدول أخرى معظمها دول عربية.

وفيما أعلنت ألمانيا موافقتها على خفض الديون العراقية أكدت لندن انها ستبذل جهودا لدى دول اخرى للانضمام الى هذا الموقف ودعا رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني الى خفض الديون العراقية. الا أن أيا من هذه الدول لم تذكر رقما محددا. ويقول مسئولون أميركيون إن أية دفعات كبيرة للديون من شأنها أن تخنق أي انتعاش اقتصادي عراقي. وتقول تقارير إن الولايات المتحدة ربما كانت تسعى إلى شطب نحو ثلثي الديون العراقية وسيكون ذلك مماثلا لصفقة نادي باريس مع يوغسلافيا بعد الحرب التي قادتها الولايات المتحدة والتي أسفرت فيما بعد عن الإطاحة بالرئيس سلوبودان ميلوسفيتش الذي يحاكم حاليا أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي.

وتسعى الدول الأوروبية الدائنة للعراق التي حرمتها وزارة الدفاع الأميركية من الحصول على أية عقود لإعادة إعمار العراق، إلى استخدام ورقة الديون كمسالة مهمة في المساومة من أجل الحصول على نصيب من العقود. وعلاوة على ذلك فإن نادي باريس يستطيع فقط تغيير شروط الديون مع حكومات معترف بها دوليا، وكما أبلغت فرنسا بيكر بأن أي عرض تقدمه بشأن تخفيف الديون سيكون مشروطا بوجود حكومة عراقية ذات سيادة كاملة وهو أمر لن يحصل قبل يوليو 2004 على أقرب تحديد إذا قامت سلطة الاحتلال الأميركي بتنفيذ اتفاقها مع مجلس الحكم المعين في العراق بشأن الجدول الزمني بإقامة جمعية وطنية مع حلول شهر يونيو المقبل وحكومة عراقية مؤقتة ذات سيادة مع حلول شهر يوليو المقبل.

ويقول مسئولون أميركيون إن بيكر الموثوق جدا لدى عائلة بوش يريد أن يرسل رسالة بأنه لا يزال أمام فرنسا وألمانيا وروسيا فرصة لتأمين عقود فرعية مربحة، مشيرا إلى أن مهمته الحقيقية هي أوسع من ذلك بكثير من مسألة الديون العراقية، إنه يريد التفاوض مع الدول الثلاث التي تعارض حرب أميركا على العراق، لإدخالها في عراق ما بعد الحرب. ويواجه بيكر أيضا خلافات بشأن سياسات واشنطن تجاه العراق، على الرغم من الجهود التي بذلت في الشهر الأخيرة لإعادة بناء العلاقات التي أضرت بها حرب أميركا على العراق بدون موافقة الأمم المتحدة، إذ تريد فرنسا على سبيل المثال دورا فعليا أكبر للمنظمة الدولية في رسم مستقبل العراق.

ويسود اعتقاد في واشنطن أن مكانة بيكر أكبر من أن يسعى إلى موافقة دولية لإعادة ترتيب ديون وأنه سيعمل كسفير غير رسمي لتوضيح خطط البيت الأبيض بالنسبة للعراق للدول المتشككة في أوروبا والمنطقة العربية. ويثير تعيين بيكر كمبعوث خاص للرئيس بوش تساؤلات عن دور وزير المالية الأميركي جون سنو الذي يقود جهود حكومة بوش بشأن ديون العراق، وفي الوقت نفسه فإن تعيين بيكر يعطيه مسؤولية دبلوماسية ودورا ملموسا لدور وزير الخارجية كولن باول. فبيان تعيينه يظهر أن بوش يحتاج إلى رجل بمؤهلات أفضل من باول للعمل كوزير خارجية خاص وشخصي لمهمة قد لا يتمكن باول وسنو من القيام بها بـ «الحصول على إجماع دولي لحل مناسب وفعال» لمسألة الديون العراقية.

يذكر أن بيكر يعمل حاليا كمستشار كبير في مجموعة كارليل للاستثمار التي لها علاقات واسعة مع العائلة السعودية المالكة، كما أنه شريك في شركة «بيكر بوتس» للمحاماة في هيوستن التي لها مكتب فرعي في العاصمة السعودية الرياض، ولها أيضا فرع في دولة الإمارات العربية المتحدةـ ومن بين عملائها شركة هاليبرتون للخدمات النفطية التي كان يترأسها نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني

العدد 472 - الأحد 21 ديسمبر 2003م الموافق 26 شوال 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً