العدد 2669 - السبت 26 ديسمبر 2009م الموافق 09 محرم 1431هـ

الإنترنت يساعد في تكوين سريع لعلاقات مباشرة بين ذوي الاهتمامات المشتركة

بصوت يخالطه الضحك قال جان مارك: «إن هذا مضرب تنس وليس مذبة لقتل الذباب». وترد ديلفين وهي تضرب الكرة بقوة في اتجاه ركن الملعب: «احترس... سأجعلك تهرب».

وتبادل اللاعبان الكثير من القفشات الطريفة في مباراة تنس جرت في صباح يوم بارد من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي في باريس، وقد يتبادلان عبارات السخرية أو الكلمات اللاذعة كما يفعل الأصدقاء القدامى على رغم أن جان مارك وديلفين التقيا منذ دقائق معدودة فقط. إنهما جزء من جماعة باريسية متنامية يبحث أفرادها عبر شبكة الإنترنت الدولية عن أشخاص تربطهم بهم اهتمامات وهوايات مشتركة ويمكنهم أن يتقابلوا معهم بشكل سريع.

ويعد الموقع الإلكتروني الناطق باللغة الفرنسية (أونفاسورتير دوت كوم) جزءا من هذا الاتجاه، ويرفع الموقع شعارا يقول: «عد إلى الحياة الحقيقية» غير أنه يختلف تماما عن المواقع الإلكترونية النمطية الشائعة والمتخصصة في البحث عن شريك من النصف الآخر أو التوفيق بين الراغبين في الزواج، وإنما يهدف هذا الموقع إلى مساعدة الأشخاص على وضع خطط عملية مناسبة وملموسة من أجل الاستمتاع بالأنشطة مع الآخرين الذين يشاركونهم الاهتمامات نفسها.

وينطبق هذا المفهوم على جميع أنواع الأنشطة والهوايات المشتركة ابتداء من ممارسة لعبة الألغاز اللفظية التي تعرف باسم سكرابل حتى تناول الأطباق الشهية مثل السوشي أو أداء رقصة الصالصا، ومن بين الاهتمامات المشتركة المتبادلة على صفحات الموقع الإلكتروني الفرنسي على سبيل المثال مبادلة الأزياء النسائية بمختلف مقاييسها وتصميماتها، ويستخدم أحد المشاركين الموقع ليعرض المساعدة في تصليح الدراجات، وتوجد مجموعة تكونت داخل الموقع تنظم لقاءات خارجية مساء كل سبت للذهاب إلى دور السينما بينما تنظم مجموعة أخرى لقاءات رياضية لممارسة التزلج صباح كل أحد داخل أحد المتنزهات يعقبها الجلوس على مقهى.

وتقول ديلفين إن الميزة في المشاركة في هذا التجمع على الموقع الإلكتروني أن الأشخاص يستطيعون العثور بسرعة على أناس آخرين لديهم الرغبة في فعل الشيء نفسه في التوقيت ذاته، وغالبا ما يكون من المتعذر التخطيط لقضاء الوقت خارج المنزل مثل الذهاب إلى دار السينما مع الأصدقاء إذ إنه من المعتاد أن يكون جدول أعمال الناس مزدحما بالمواعيد، ويعد الموقع مفيدا في التعرف على الأفراد الذين يعيشون في الناحية نفسها من البلدة ولديهم الاهتمامات نفسها وعلى سبيل المثال هواة ممارسة رياضة التنس والذين يكونون على المستوى نفسه من المهارة في اللعب.

وليست هناك أية رسوم يتعين دفعها عند التسجيل على الموقع الذي يتم تمويله عن طريق الإعلانات ورسوم المشاركة في الحفلات والأنشطة التي ينظمها الموقع مع شركاء تجاريين. ويبلغ عمر هذا الموقع الإلكتروني الذي يسميه الباريسيون اختصارا (أوفس) أربعة أعوام غير أنه بدأ في اجتذاب المشاركين بقوة خلال العام الأخير فقط. ويبلغ عدد المشاركين المسجلين بالموقع في الوقت الحالي 80 ألف شخص. ويقيم معظم المشاركين في باريس غير أن عددا من المواطنين الفرنسيين الذين يقيمون في مدن فرنسية أخرى بدأوا في الانضمام إليه.

وسارع أوليفييه وهو عضو بالموقع الإلكتروني انتقل أخيرا من مدينة مارسيليا إلى باريس بالدخول إلى الموقع في أول ليلة له في العاصمة الفرنسية وعثر على مجموعة من الأشخاص يخططون للالتقاء لتناول الشراب في موقع معين في الحي الذي يسكن فيه.

ويؤكد أوليفييه أن هذا الموقع الإلكتروني يعد وسيلة نظيفة وسهلة لمقابلة أشخاص جدد، وهذا الموقع مثله في ذلك مثل موقع فيس بوك يسمح للمشاركين فيه أن يقدموا ملامح ومعلومات عن شخصياتهم تشمل تفاصيل كثيرة عن اهتماماتهم وهواياتهم كما يحلو لهم، وبالنقر بالفأرة على شاشة جهاز الكمبيوتر عند وصلة المعلومات الشخصية لعضو آخر يحصل المشاركون على صورة متكاملة عن الاهتمامات المشتركة. غير أن فيرجيني لها رأي آخر إذ تقول إنه مما لاشك فيه أن البعض يرغب في استخدام الموقع في المغازلة، وتقول فيرجيني هذه الملاحظة وهي تجلس على مقهى بعد عودتها من جولة بمتحف اللوفر مع ثلاثة أعضاء بالموقع.

وتضيف أنها في حالة العثور على أشخاص يتسمون باللطف وأرادت أن تلتقي بهم مرة أخرى فإنها ستقوم بالاتصال بهم عن طريق الموقع، أما إذا لم يكن الحال كذلك فهي تكون على الأقل قد أمضت أمسية لطيفة

العدد 2669 - السبت 26 ديسمبر 2009م الموافق 09 محرم 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً