العدد 2687 - الأربعاء 13 يناير 2010م الموافق 27 محرم 1431هـ

بنية النص الروائي

إن ظهور مسألة النقد في الرواية العربية لم يكن وليد الصدفة، وإنما له جذور ترجع إلى العام 1899 في أول محاولة جاءت مع سليم الخوري في مقالة له يتحدث فيها عن أثر الرواية في تهذيب الأخلاق، تبعه نجيب جاويش، وفي ذلك يقول: «لا يخفى أن الروايات هي التي تهذب الأخلاق».

تأتي الدراسة التي يقدمها لنا الكاتب إبراهيم خليل والتي جاءت تحت عنوان «بنية النص الروائي» محاولة قيمة للمهتمين لعملية النقد الأدبي، لإلقاء الضوء على التيارات والمدارس النقدية مثل: النقد السوسيو - تاريخي، والنقد النصي والبنيوي، والتشريحي، وتوزع النقاد بين تيار يهتم بنظرية الرواية، وتيار آخر يهتم بالسرديات Narratology.

وفي مسار تتبع القارئ لهذه الدراسة القيمة والجدية والتي يبين لنا فيها الكاتب مدى تأثر كتّاب الرواية العربية بالمؤثرات الأجنبية وتجليها في الرواية سواء من حيث الشكل والمعمار الفني، أو من حيث الوسائل التعبيرية المستخدمة في السرد، أو من حيث المضمون، والانتساب إلى إحدى المدارس الأوروبية، كالواقعية التي يمثلها بلزاك Balzac وفلوبير Flaubert.. أو الطبيعية Naturalism التي نجدها في روايات إميل زولا Zola أو الروائيين الإنكليز الإدواريّين من مثل جولزوورثي، وبينت.

وقسّمت الدراسة إلى ثمانية فصول جاءت تحت عناوين متسلسلة منهجيا تبدأ بالفصل الأول بعنوان الإرث النظري للرواية، والثاني: الراوي، الثالث: الزمن - السرد - الصيغة، الرابع: الرواية - الفضاء - المكان، الخامس الشخصية - التقديم - التصنيف، السادس: النص - التنظيم - الحبكة، السابع: الرواية واللغة. الثامن: الرواية والقارئ.

لقد سعى كاتب «بنية النص الروائي» إبراهيم خليل مشكورا وبجهد لا يكل لكي يضع بين يدي القارئ هذه الدراسة الجديرة باهتمام أصحاب الاختصاص للإفادة منها والاستمتاع بقيمتها الأدبية والفنية على حد سواء.


صدور ديوان «كأن المسافةَ وهمٌ» للبشتاوي عن دار فضاءات

صدر حديثا عن دار فضاءات للنشر والتوزيع في الأردن، وبدعم من وزارة الثقافة، ديوان «كأن المسافةَ وهمٌ»، للشاعر والصحافي محمد محمود البشتاوي، حيث جاءت هذه المجموعة في (144) صفحة من القطع الوسط، ضمن عشرين قصيدة.

ويتكئ البشتاوي، في مجموعتهِ، على ثيمة تأويل المفردة الشعرية، والانزياح نحوَ خلق التناقض، الذي يرتكز على ضديَّة الحياة، وما بها من مفارقات، بيدَ أن التناقض لا يصل إلى تخوم «الانفصام»، وإنما ينطلق نحو فضاء المتعدد، القابل للتأويل على أكثر من وجه، انطلاقا من مقولة ابن رشيق القيرواني «لكل كلامٍ وجه وتأويل».

ويلاحظ القارئ، أن الشاعر، في هذه المجموعة، ذات الكثافة الشعرية، والومضات الخاطفة، أكثر من استخدام «العتبات» في افتتاحية قصائده، التي تمثلُ الإضاءة المسبقة لنص يحتشد بالرمز والإيحاءات والدلالات، التي ترتبط برؤيتهِ إلى مثلث (الحياة، الوطن، والمرأة).

«كأن المسافةَ وهمٌ» .. مجموعة شعرية مليئة بالإشارات الصوفية التي يحاول الشاعرُ من خلالها اختراق باطِن ما حوله من رموز لفهم الواقع، الشخصي والجمعي، والذي استندَ فيه إلى أداة التأمل والتأويل، للخروج من الذات بصراخ مجهول الألم والعودة إليها بصمت العارِفِ، الأكثر ثباتا ويقينا.

المجموعة الشعرية الأولى للبشتاوي، تمثلُ حشدا هائلا من الإيحاءات الصوفية التي تشي باطلاع الشاعر على هذا الموروث أدبا وفلسفة وفنا، دمج مختلف هذه المضامين، ضمن مدرستَيْ شعر التفعيلة، وقصيدة النثر، مُقدما «شعر المسافات» بلغةٍ تأويلية شفيفة، ورشيقةٍ، واضحةَ الصور والدلالات دون أن ينقصها العمق.

العدد 2687 - الأربعاء 13 يناير 2010م الموافق 27 محرم 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً