العدد 2688 - الخميس 14 يناير 2010م الموافق 28 محرم 1431هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

الوحش والقبيحة

لم أستطع أن أخفف من وطأة قباحة العنوان ، ولم أستطع تخفيف لهجته بسبب وحشية وهمجية أفعالهما اليومية التي يندر حدوثها في الوجود، ليس بسبب ما أقدمت عليه القبيحة حديثا بمباركة من الوحش والتي دائما ما تربطه معها بعلاقات وطيدة وبعمليات مصيرية كالقتل والإبادة مبررة ذلك بالدفاع عن نفسها، إنما بالطريقة التي تمت فيها عملية التصفية، صدقوني حتى في عالم الحيوان لن تجدوا قصة موجودة بهذه الفداحة والقباحة سواء في الحياة البرية أو في المائية كما هي في الحياة البرية أوعبر مشاهدة برنامج ANIMAL WILD في التلفاز بهذه الفداحة والقباحة، إن عالم الحيوان ليس بهذه الوحشية كما يتصورها بعضنا وأطفالنا، إنه عالم سحري جميل فيه التعاون والحب والشراكة المجتمعية الحيوانية، والدفاع عن بعضهم البعض أحيانا، ضد أي هجوم بري أو بحري،أو في جمع الطعام وتوزيعه فيما بينهم، فضفدع ينقذ فأرا خلال الفيضانات التي ضربت ولاية لوكنوا الهندية ، وقرد ينجح في سحب أخيه من فم التمساح! وفرس النهر ينقذ غزالا من فك تمساح سبحان الله، ما هذا التعاون بين الحيوانات أما الإنسان فحدث ولا حرج! ما أروعه!

وهل تريد المزيد أيها الوحش المتنمر المتثعلب المتأسِّد على الإنسان الأعزل، وما قصة طائر البطريق الذكر إلا درسا من دروس التعاون، إذ يبقى الذكر واقفا حاملا بيض أنثته بعد أن تبيض يضعها على رجليه مغطاة بفروته انتظارا لفقسهما، صائما أربعة أشهر لا يأكل ولا يشرب في فصل الشتاء، وفي ظروف شديدة البرودة تضامنا مع أنثاه التي تغوص في البحار طوال هذه المدة أيضا طلبا في البحث عن الطعام، وعندما تعود الأنثى يسلم القيادة أي البطاريق الصغار لأنثاه ويعود هو للبحر مرة ثانية ليقوم بنفس الدور، ما أروعه من عالم ساحر جميل، إذ يتجلى فيه الحب والسلام والتعاون والإخاء.

لكنه في عالم الوحوش التي تسمي نفسها بالإنسان والتي فضلها الله عنها بالعقل، فهو كالوحش الحيواني وليس الإنساني، المتخفي إما وراء ثياب فضفاضة بيضاء وشماخ من أفخر الشماغات السويسرية متنمرا على أسرته أو زوجته الأولى ، أو وراء بدلة داكنة مملؤة بالنياشين والنجوم والخناجر العسكرية ، التي غنمها من أحدى الكليات العسكرية فخريا أو زيفا، وخلفه مئات الجنود التي تحمل على أكتافها النياشين والسيوف والخناجر حتى تحميه من الرصاص، بينما هو يأمر بإطلاق رصاصاته على شعبه المسكين في حال طالب بالطعام أو السكن أو الحرية ، وخصوصا إذا كان الوحش وحليفته القبيحة المدللة من نوع آخر، وحوش احتلوا بلادهم وطردوهم قهرا وغصبا!

كما هي السلحفاة إذ تعبر المحيطات من دون رقيب ولا حسيب ولا حدود لكن في عالم الإنسانية المشتبه أو المطارد لا يستطيع أن يعبر حدوده إلى حدود بلد آخر، بل يظل مطاردا مضطهدا ليلا نهارا، فالإنتربول العربي يرصد تحركاته، ويعمل عليه قبل أن يجده FBI إلى أن يحدد مساره ومكان تواجده، إلى جانب الأجهزة الأمنية العالمية حتى يقع في الفخ، وإذا ما حدد مكانه كانت المخالب المخملية تنتزعهم كما تنتزع الأطفال من أحضان والدتهم في انتظارهم فتقتلهم بدم بارد، كأننا في عالم الجواسيس التي تجد هذه السلوكيات، إذ تتم التصفية في الكمائن الليلية، التي تطارد فيها الفريسة أو الهدف، كما يطلقون عليه، والأدهى في فراشهم، أو أمام أعين أطفالهم وأسرهم، طبعا بترتيب مسبق من نفس جواسيس يأكلون ويشربون معهم، كما قال الشاعر:

نعيب زماننا والعيب فينا ومال لزماننا عيب سوانا

الذئب لا يأكل لحم ذئب ونأكل لحم بعضنا عيانا !

ويقوم الوحش الكبير لتبرير هذه العملية بالدفاع عن النفس وكعادته ليقدم للعالم سؤالا يستفسر فيه عن سبب قتل وتصفية ستة نشطاء في يوم واحد ، ثلاثة يحاولون عبور الحدود وثلاثة فوق أسرتهم أوفي فراشهم مطلوبين بدم بارد وكل هذا العمل ردّا على قتل صهيوني واحد! ثم ماذا بعد ، ثم ماذا يفعل الوحش الكبير ليبرر أمام العالم هذه الجريمة؟ يسأل ابنته و حليفته وشريكته والخنجر المغروس في قلب الوطن العربي عن سبب هذه العملية؟ وفي نفس الوقت يضحك علينا وعلى العالم العربي، فيقدم التساؤل من جهة ومن جهة أخرى يقدم لها أفضل الأسلحة وأحدثها، ويعطل أي مشروع دولي ضدها،آخرها لجنة برينستون والتي حاولت ولا تزال تحاول نسفه!

إن الشيطان الأكبر هو اللقب السابق الذي لقبه أحد القادة الروحانيين لهذا البلد الغريب، ثم من جاء من بعده أحد الرؤساء فلقبه «نمر من ورق « ثم جاء سيد المقاومة اللبنانية فلقبه بالوحش ذو المخالب الدبلوماسية، وأما حليفتها فلقبها بالإخطبوط، وآخر بالسرطان! وهكذا تتعدد الجرائم وتتعدد الألقاب!

مهدي خليل


الحسينُ عنواني

 

تضحويٌ لابسا أكفاني

في سبيل اللهِ للميدانِ

إنه الحقُ غدا عنواني

مستبد عاش في أزماني

وسيبقى شاخصا إيماني

بحُسينٍ أوقدت أشجاني

غضبٌ قد ثار من بركاني

وصدى يبدو وفي ألحاني

منْ حسينٍ أُسِست أركاني

فهو نبعٌ فيضهُ أرواني

دمعةٌ تغلي ومنْ أجفاني

حاربت آل بني سُفيانِ

فهي وعيٌ لبني الإنسان

تتحدى صور العصيانِ

فخذوهُ مسلكا إيماني

فيهِ القرآنُ كمْ وصاني

عبدالله جمعة


أميري حسين ونعم الأمير

 

قال المستشرق الإنجليزي ادوارد دبروان«وهل ثمة قلب لا يغشاه الحزن والألم حين يسمع حديثا عن كربلاء؟ وحتى غير المسلمين لا يسعهم إنكار طهارة الروح التي وقعت هذه المعركة في ظلها».

منذ الأزل والى يومنا هذا لا توجد واقعة وقعت ولا جريمة اقترفت بحق الإنسانية والطفولة والنسوة أبشع وأذل من واقعة كربلاء، أدمت القلب وأقرحت الجفون وبيضّت العين من حرارة البكاء والجزع، من ناحية الرسول الأعظم (ص) قد أخبر الناس عن قرابة الإمام الحسين (ع) منه إذ مزج لحمه بلحمه ونفسه بنفسه إذ قال (ص) «حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا» كل هذه المؤشرات والمبشرات من الأحاديث الشريفة التي نبأ عنها الرسول الأعظم (ص) ما هي إلا إلقاء حجة على عامة المسلمين لحفظ وصون مودة ذوي القربى من أهل بيته، وأُنزلت آيات كثيرة تحث على مودة وحفظ وإتباع خطى ومنهاج أهل البيت (ع) ومن ضمن تلك الآيات آية القربى «قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى» (23 الشورى)، ومازالت ثمة رؤوس كبيرة من العصابة المارقة التي شاركت في مجزرة وتصفية آل بيت الرسول (ص) حاضرة ومتواجدة مع الرسول (ص)وسمعت وفقهت أحاديثه ودلالاته ووصاياه في آله (ص) ولكن حب الدنيا والمال والجاه والتقرب الدنيوي وزبرجه أعمى قلوبهم وصدهم عن السبيل وأصبحوا يعبدون السلطان والطاغوت ويعدلون عن عبادة الرحمن، ومالوا حين مال الطاغوت وكفروا حين كفر وحقدوا على أهل البيت وارتكبوا جريمتهم النكراء البشعة، تلك الجريمة التي هزت الكون وذاع صيتها ومازالت إلى الآن تتجدد أحزانها وأتراحها وجزعها على كل فرد في كوكبنا هذا حتى الأجانب الذين ليسوا على ديننا إذا تفقهوا واستكشفوا مظلومية ومجزرة آل البيت على أرض كربلاء تسبقه العبرة ويتمايل ويتعاطف قلبه حزنا وتأسيا وحسرة على سبط الرسول (ص) الإمام الحسين (ع)، هناك حديث شريف للمصطفى (ص) يقول (إياكم والمثلة حتى بالكلب العقور) ولكن ماذا فعلوا بابن رسول الله (ص)؟ منعوا عنه وأهل بيته الماء 3 أيام وما كفاهم ذلك حتى أثخنوه بالجراح وأنبتوا السهام في جسمه الطاهر وانتعل شمر على صدره الشريف واحتز رأسه المقدس ورفعه فوق القنا، ألم يعلم ذلك الوغد أنه ارتقى مرقى عظيما وهو صدر رسول الله، ألم يعلم أن ذلك النحر الطاهر الذي حز وريده إلى الوريد طُبع عليه آثار من شفاه قبلات أقدس واطهر وأعظم مخلوق على وجه الأرض وهو الرسول الأعظم (ص) كيف سيلاقون ربهم بعد هذه الجريمة المقززة يوم القيامة؟

مصطفى الخوخي


رفع سعر البنزين...بين الأخذ الفلسفي والرد الموضوعي

 

في هذه الأيام كثر الحديث في المجالس الاجتماعية والمنتديات وفي المحافل الاقتصادية عن زيادة سعر البنزين ومشتقاته ، وأصبح الناس يضربون أخماسا في أسداس ، وفي كل مرة يجدون كل النتائج بالسالب ،وكتاب الصحافة تناولوا هذا الموضوع من جوانبه المختلفة ، فمنهم من قال إن ارتفاع سعر البنزين يضر باقتصاد الوطن بشكل كبير ، ولن يحفز المستثمرين إلى المجيء إلى المملكة للاستثمار ، ومنهم من قال أن تطبيق هذا القرار سيؤثر سلبا وبقوة على ذوي الدخل المحدود ، ومنهم من أعتبر الزيادة في سعر البنزين نعمة وليست نقمة وأنها السبيل الأمثل لتعليم الناس ثقافة ترشيد استخدام البنزين ، وأحد من أدلى بدلوه في الشأن ، قال صحيح أنها نعمة ولكنها ليست حقيقية بمعناها المادي ، وإنما نعمة بمعناها المجازي ، إذ أن هذه القضية أحدثت تلاحما وتآلفا وتوحدا بين جميع الكتل النيابية في المجلس النيابي ، ويضيف قائلا ، لن نستغرب إذا ما سمعنا أن أعضاء المجلس الشورى يقفون صفا واحدا مع أخوانهم في المجلس النيابي ، ليكون أول أتفاق بين أعضاء المجلس الوطني بشقيه المجلس النيابي ومجلس الشورى ، لو حدث ذلك الاتفاق سيكتب بحروف بارزة في تاريخ العمل التشريعي ، وأردف قائلا ، ليس هذا الأمر الذي أردنا الحديث عنه ، ما أردنا التحدث عنه هو هل يتحمل المواطن أي زيادة في سعر البنزين حتى ولو كانت الزيادة 20 فلسا في اللتر الواحد ؟ حسب معرفتنا بحال ذوي الدخل المحدود نقول بكل صراحة، لن يتحمل الفقير أو المسكين زيادة في المصروفات حتى ولو كانت قليلة، لأنه بوضعه الحالي نجده يموت وهو واقف في اليوم ألف مرة كما يقولون من ارتفاع أسعار مختلف السلع والبضائع الأساسية ، الموضوع لا يحتاج إلى أن نفلسفه أكثر ما يتحمل ، ومن أقترح هذا الأمر لم يقصد من ورائه ترشيد استخدام البنزين ولا شيء من هذا القبيل ، كل ما يقصد منه ظاهرا هو الزيادة في الموارد الاقتصادية والتقليل من قيمة الدعم للسلع المدعومة ، واللطيف في المسألة ، أنه قبل أيام معدودة كان أعضاء المجلس النيابي ينوون مناقشة الزيارة في الرواتب ، وإذا بهم يناقشون الزيادة في سعر البنزين ويحاولون إبقاء الأسعار على حالها من دون تغيير ، ليس بغريب لو تحقق مطلبهم قد يعتبرونه إنجازا كبيرا حققوه في اللحظات الأخيرة أو في الوقت بدل الضائع كما يسمونه الرياضيون ، نقول أن الزيادة في سعر البنزين ستحدث زيادة في الموارد المالية بلا شك ولا ريب ، ولكنها في المقابل قد تحدث نقصانا في الموارد البشرية ، لأنها ستكون سببا مباشرا أو غير مباشر في زيادة عدد المصابين بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم ومرض السكري والأمراض النفسية والعصبية بأنواعها المختلفة ، وهذا بالتأكيد سيحدث ضغطا كبيرا على وزارة الصحة التي يتطلب منها أن تزيد عدد كوادرها الطبية والتمريضية بنسبة كبيرة وستحتاج إلى رصد موازنة أكبر لشراء الأدوية وغير من المستلزمات الطبية وستزيد أيضا أزمة الأسرة أضعاف مضاعفة ، لو حدث هذا الأمر ستكون المصروفات أكثر بكثير من الموارد التي قد نحصل عليها من وراء زيادة أسعار البنزين ، وكما يتصورون أن هذه المسألة سيكون لها انعكاسات سلبية على عمل وزارة التنمية الاجتماعية إذ سيزيد عندها عدد الأسر التي ستحتاج إلى مساعدة شهرية ، حسب وجهات نظر الكثيرين من الناس يتضح أن هذه المسألة تحتاج إلى مراجعة وافية من جميع النواحي الاقتصادية والصحية والاجتماعية ، حتى لا تسد ثغرة وتنفتح لنا ألف ثغرة ، نسأل المولى جلت قدرته أن يوفق جميع الجهات المعنية بتوفير أفضل الخدمات للمواطن لما فيه خير وصلاح ووطننا الغالي ، وأن يمن على جميع الناس بالصحة والعافية وطول العمر وأن يبعد عن ساحتهم كل سوء .

سلمان سالم


زواج الإنترنت... سباق نحو الضياع

 

عندما نلقي نظرة واحدة سريعة على التطورات الحاصلة وغزو التكنولوجيا لحياتنا بشكل خاطف يمكننا أن نرى بوضوح أن كفتي الموجب والسالب في التكنولوجيا لم تعد متساوية، فقد غلبت كفة السالب على الموجب بآلاف الخطوات فأصبحنا قلقين بشكل أقرب إلى المرض على حال أبنائنا الذين يجرفهم سيل إغراءات التكنولوجيا البراقة والإنترنت على وجه الخصوص فلم يعد الإنترنت للدراسة والبحوث والتصفح البريء والمحادثات العادية كما يدّعي الكثير من أبنائنا الذين يحلمون بالحرية المحرمة من دون تمييز .

اليوم نلقي الضوء على كارثة وقعت وتستمر في إيقاع أبنائنا في شباكها المغرية المغلفة بنوع من أنواع التحضر أو كما تدعي تلك الشبكة العنكبوتيه الخطيرة .

إن علاقات الحب والزواج تطورت عبر الأجيال فلم يعد في هذا الزمن مكان للحب الأفلاطوني أو الحب العذري على طريقة مجنون ليلى أو عنترة بن شداد لكنها تغيرت واتخذت طرقا ملتوية محفوفة بالمخاطر كـ (زواج الإنترنت ) ترى ماهو زواج الإنترنت وكيف يتم ؟

تبدأ الحكاية عندما يتم الحديث بين شاب وفتاة عبر غرف الدردشة وتتم بينهما صداقة بريئة ثم تتطور العلاقة إلى الإعجاب المتبادل ثم إلى كلمات الحب والغرام وسهر الليالي ثم تتحول الرغبة إلى اللقاء ، ولكن كيف يتم اللقاء بشرعية ؟ (تلك التي يفهمونها على طريقتهم القاصرة) هنا يفكر الطرفان بشكل جدي في حل إلى أن يتوصل أحد الطرفين إلى الزواج عن طريق الإنترنت ثم اللقاء فيما بعد. وعلى صفحة الوورد يكتب عليها كلمتين، تقول الفتاة: زوجتك نفسي ويجيب الشاب: قبلت زواجك ثم ترسل هذه الصفحة عبر البريد الإلكتروني إلى اثنين من الزملاء الذين سيحلون محل الشهود للتوقيع وبذلك يكون الزواج قد تم في تصورهم ويلتقي العروسان وتحدث المباشرة بينهم، وفي الغالب يحصل كل ذلك من غير علم الأهالي الذين ينتبهون للأمر في مرحلته الأخيرة. ترى هل ينجح زواج الإنترنت؟

بعض تلك الزيجات تنجح والغالبية يكون مصيرها الفشل والضياع.

يرى علماء النفس أن الزواج عبر الإنترنت لا يدوم لأنه لا يقوم على أساس صحيح منها: الكذب ومنها أن الطرفان لا يتقبلان بعضهما في الحقيقة لأنهم يتخيلون شخصا ويضعون صورة لهذا الشخص لا تنطبق مع الحقيقة منها: اختلاف التقاليد والأفكار والتوجهات .

ولكن... هل بالإمكان إقناع شبابنا وشاباتنا الحالمات بالعدول عن رأيهم المنسجم مع تأييد هذا النوع من الزواج؟

وسؤالي للشباب كافة:ه ل بالإمكان الجزم بنجاح زواج الإنترنت والمراهنة على استمرار هذا النجاح ؟

كيف لكم أن تثقوا في شريك لم يجمعكم به سوى جهاز صغير (الكومبيوتر) ومدى واسع من علامات الاستفهام؟ والكثير من كلمات الحب الدافئة التي ستنتهي عندما تصبح العلاقة أكثر واقعية بالزواج؟

ذلك بالطبع أساس ضعيف جدا للزواج وبناء أسرة وتحقيق استمرار نفسي وجسدي وعاطفي، يرى أخصائي علم الاجتماع حسين الخزاعي بأن الزواج عن طريق الإنترنت يختلف 100 في المئة عن الزواج العادي؛ لأنه في بداية التعارف يكون الشاب افتراضي وتكون الفتاة افتراضية لا يعرفان شيئا عن بعضهما مطلقا، وتبدأ عملية التواصل عبر جهاز الحاسوب وعبر الشبكة والمراسلات ثم تبدأ عملية الجيل الافتراضي تنتقل إلى جيل حقيقي عن طريق الصور وتبادل المعلومات ويتطور التعارف إلى تبادل اللقاءات.

ويرى بأن زواج الإنترنت مكلف اقتصاديا أكثر من الزواج العادي نظرا لأن في بعض الأحيان يحتاج الشخص للسفر لرؤية الطرف الآخر بالإضافة إلى أن الشخص قد يضيّع 12 ساعة على الإنترنت للتعرف على شخص، وعدا عن ذلك قد يصطدم بالواقع، وأن الزواج إذا تم في فترة زمنية أقل من سنة لن ينجح أبدا ويطلق عليه (الجيل المستعجل).

ترى هل اتضحت الصورة الآن لأولياء الأمور؟ فدائما ما أحاول أن أدق جرسي وأجراسكم للحيطة والحذر، فليس لدينا أغلى من أولادنا فهل نتركهم يتأرجحون في عالم الضياع والغرق ومن ثم الندم ؟ هل نقبل أن يتزوج أبناؤنا عن طريق الإنترنت في مجازفة هي الأخطر من نوعها؟

في النهاية نحن شرقيون، مسلمون، محافظون... لا يمكن أن نقبل بتغلغل الروح الغربية في حياتنا بكل ما تحمله من عادات وتقاليد مختلفة جدا عن مجتمعنا الذي يولي أهمية عظمى للزواج الشرعي القائم على أسس وشروط صحيحة... أبناؤنا في عجلة دائما ، يحاولون استباق الحوادث ومواكبة التطور بشتى أنواعه وبلا تمييز أحيانا، يبحثون دائما عن حلول بديلة يظنون بأنها حلول صحيحة وفاعلة.

فقط لأنهم لا يحتملون الصبر ولا ينتظرون المستقبل في موعده، وواجبنا نحن كأول مؤسسة تربوية تأهيلية لمواجهة العالم الخارجي أن نكون جنبا إلى جنب مع أبنائنا نستمع إليهم ونظهر مدى احترامنا لهم ونوجههم بطريقة سلسة دون أن يتسبب ذلك في جرحهم أو إثارة حساسيتهم، لعلنا بذلك نتمكن من انتشالهم قبل وقوعهم.

نوال الحوطة


حين يرحل الأحبة

 

في وقت الغروب تذكرت أناسا عزيزين ....

لكنهم قد رحلوا ....

رحلوا بعيدا ليكونوا من أنفسهم جزءا من ذكريات التاريخ ...

تُذكر ولكنها لا تعود ...

عندما نشتاق لهم لا نستطيع أن نصل إليهم ....

وعندما نتذكر أحداهم لا بد لنا أن نسأل الخالق أن يسكنهم فسيح جناته ....ويغفر لهم ...

جداي جدتي خالي وزوج عمتي ووو ....

أناس كثيرون قد رحلوا ....

لكنهم خلفوا خلفهم قلوبا تَدمع عندما تذكر ....

قلوب تطلب لهم الغفران في كل حين ....

هذه هي الدنيا ....تجمعنا لتفرقنا في الأخير ....

الفراق أمر محتوم ....

لا فرار منه ....

ولولا نعمة الله علينا بالنسيان لما عرف أحد منا معنى الفرح ....

فالحزن والفراق والأسى مجرد أسماء ....

لكنها ترحل وتنسى عندما يكون للفرح وجود ...

أتمنى أن أترك خلفي قلوبا تطلب لي الشفاعة ...

في وقت تغلق فيه صحيفة أعمالي ....

ولن ينجيني سوى أعمالي والدعاء الصادق منهم ....

ومهما بلغ حبي لمن حولي إلا أنهم سيرحلون لدار أخرى ...

وسألحق بهم ...

لكن لا أعرف متى ...

منى علي

العدد 2688 - الخميس 14 يناير 2010م الموافق 28 محرم 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 12:15 م

      هممم, لنفكر من جديد...!

      هل الزواج بالإنترنت, يرتبط في مبدأ الثقة و الحب مع, الصداقة بالإنترنت؟ أقصد علاقات الصداقة القوية بين الشباب مثلاً أو العكس, أعتقد أن علينا ان نفكر قليلاً بشكل أفضل....!
      " كـ تجربة شخصية لـ عدة علاقات "

    • زائر 3 | 4:44 ص

      تحية الى الاخت منى علي

      .. كلمات في غاااية الرووووعة .. تسلم اناملكٍ على الكلمااات الجميلة .. والله يدوم هالابدااع يارب ..

    • زائر 2 | 12:44 ص

      زواج الانترنت

      الشكر الجزيل للاخت نوال الحوطه على كتابة مثل هذا الموضوع لانه حقا منتشر بشكل فضيع جدا وانا شخصيا اعرف مجموعه من الناس من وقع في فخ هذا الزواج الوهمي والانتظار والوعود الكاذبة التي وهم بها الفتاه انه سيقدم الى بلدها للزواج منها وباقي شهر انتظريني ومر الشهر قال باقي يومين انتظريني ومن اليومين الي الان لا حس ولا خبر والان اصبح في طي النسيان بعد ان اوهمها بزواج سعيد وسفر وووووالخ
      هذه النفوس الضعيفة التي تقع في مثل هذه المشاكل والاوهام الكاذبه

    • زائر 1 | 12:32 ص

      تحية للأخت نوال الحوطة...

      فعلا أخت نوال الموضوع أخطر بكثير مما نتصور ومنتشر بشكل كبير وواسع ويجهله معظم الآباء والأمهات وهنا مكمن الخطر.. حينما ينفرد البنت او الشاب بذلك الجهاز ويرتبط به ولا يستطيع الاستغناء عنه ألا يتسائل الآباء والأمهات ما السبب في ذلك؟ أضيفي لذلك انعدام التوعية بمخاطر هكذا زواج بين الأبناء أنفسهم وانجرار الفتيات خصوصا مع عواطفهم بمجرد دغدغة مشاعرهن بأمور زائفة يجعلهن يسلمن أنفسهم ويقعن بالفخ.. حفظ الله الجميع

اقرأ ايضاً