دشن الاتحاد البحريني لكرة القدم مرحلة تاريخية بإنشاء أول أكاديمية كروية في مملكة البحرين بافتتاح أكاديمية مركز تكوين الشبان الموهوبين والواقعة في مركز الشيخ سلمان بن محمد لكرة القدم التابع للاتحاد البحريني في الرفاع.
ويأتي إنشاء هذه الأكاديمية الكروية ضمن برامج ومشروعات الاتحاد الدولي «فيفا» وذلك ضمن خمسة مشاريع تطويرية اعتمدها الفيفا لإقامتها في مختلف أنحاء العالم.
وكان نائب رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم افتتح أكاديمية تكوين الشبان مساء أمس الأول في حفل معبر وجميل شارك فيه ممثل الاتحاد الدولي (الفيفا) ماجد العبوة وحضره الأمين العام لاتحاد الكرة أحمد جاسم محمد وأعضاء اللجنة التنفيذية لاتحاد الكرة وعدد من المدربين الوطنيين وأولياء أمور اللاعبين وعدد كبير من رجال الصحافة والإعلام وقناتا «البحرين الرياضية» و»الجزيرة الرياضية».
وبدأ الاحتفال بافتتاح آيات معطرة من الذكر الحكيم، وبعدها ألقى نائب رئيس اللجنة التنفيذية الشيخ علي بن خليفة كلمة أكد فيها أن افتتاح أكاديمية الصغار كان هدفا انتظره اتحاد الكرة منذ فترة، مشيرا إلى أن هذه المدرسة الكروية ستعتني بالمواهب الكروية الموجودة في المملكة وستعمل على صقلهم وتطوير مستوياتهم حتى تصل بهم الى المستوى المطلوب ومن بعدها تغذي المنتخبات الوطنية في المستقبل، مؤكدا أن الاهتمام بالجانب التعليمي سيكون حاضرا وبقوة لجميع اللاعبين الموجودين في الأكاديمية.
وقدم علي بن خليفة شكره وتقديره نيابة عن اتحاد الكرة لنظيره الاتحاد الدولي وذلك لدعمه الكبير والمتواصل في شتى المجالات، مشيرا إلى أن هذا التعاون الايجابي اصبح سمة بارزة في العلاقة الوثيقة التي تعكس عمق الانتماء للاتحاد الدولي.
وأكد أن الجميع يؤمن بأن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة وأن يوم الافتتاح هو الخطوة الأولى في طريق شاق وطويل ولكن بالعزيمة والإصرار والجد والإخلاص سيتم تحقيق الأهداف المنشودة. واختتم الشيخ علي كلمته بتقديمه الشكر والتقدير لكل من دعم وقدم المساندة للاتحاد من أجل أن يرى هذا المشروع النور.
العبوة: مشروع ريادي
من جانبه، قدم ممثل الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) الأردني ماجدة العبوة تهانيه الحارة لأسرة كرة القدم البحرينية بمناسبة الافتتاح الرسمي لأكاديمية تكوين الشبان، وأشار العبوة الى هذا الموضوع يأتي ضمن برامج الفيفا للتطوير والذي قدمه بلاتر أثناء وجوده في البحرين لافتتاح مشروع الهدف الثاني.
وأكد العبوة ان مشروع الأكاديمية الكروية لتكوين الشبان هو مشروع ريادي يعتبر الاول في المنطقة ويأتي ضمن 5 مشروعات ريادية تم اعتمادها في العالم، مشيرا الى ما يقوم به الاتحاد الدولي من عمل متواصل من ناحية السعي للتطوير دائما.
وأوضح العبوة ان الاتحاد الدولي اختار الاتحاد البحريني لكرة القدم من أجل تأهيل مواهبه في البطولات الآسيوية والدولية. وتحدث العبوة بأن الاتحاد البحريني لكرة القدم حظي بمشروع الهدف الاول والثاني والثالث، وهذه المشروعات كلها تأتي ضمن البرامج التطويرية التي يقدمها الفيفا لاعضائه. وكرر العبوة تهنئته للمملكة ولاتحاد الكرة لافتتاح هذا المشروع الريادي، متمنيا التوفيق لاتحاد كرة القدم كل النجاح والتوفيق.
جاسم: مشروع مهم
من جانبه، عبر الأمين العام لاتحاد الكرة عن سعادته بافتتاح المشروع المهم وهو اكاديمية تكوين الشبان، مؤكدا ان هذا المشروع طال انتظار تحقيقه وحان الوقت لاطلاقه والاستفادة منه بشتى الطرق الممكنة.
وقال جاسم انه لإنجاز رياضي كروي يضاف لسجل إنجازات الرياضة البحرينية عموما ولكرة القدم خصوصا في عهد عاهل البلاد المفدى الملك حمد بن عيسى آل خليفة وبما يتماشى وينسجم مع المشروع الإصلاحي لجلالته والذي كانت له الكثير من الانعكاسات الايجابية والمكتسبات الرياضية، وكان لكرة القدم نصيب في ذلك، فلا يخفى عليكم جميعا أهمية إعداد الناشئة في أي لعبة رياضية على أسس علمية سليمة مما يؤسس لقاعدة صلبة وقوية، وفي بلد مثل مملكة البحرين أصبح من الضروري وإلهام العناية والاهتمام بالمواهب الكروية من ابناء مملكة البحرين.
واضاف جاسم قائلا: في الوجه الآخر يعكس هذا المشروع ما وصل إليه التعاون والتنسيق بين الاتحاد البحريني لكرة القدم والاتحاد الدولي لكرة القدم، داعيا المولى ان يوفقنا جميعا لما فيه الخير وتقدم ورقي الرياضة في مملكتنا الغالية وكرة القدم البحرينية خصوصا
نجم الدين: هدفنا تكوين فريق متجانس وقوي
أما المدير الفني لمنتخباتنا الوطنية الكابتن نجم الدين أمية فقد أكد أن هناك الكثير من الاهداف التي تم وضعها من خلال اقامة هذا المشروع المهم والذي ستكون له نتائج ايجابية كبيرة ستعود بالنفع على كرة القدم البحرينية في المستقبل.
وأوضح نجم الدين انه تم وضع برنامج متكامل للأكاديمية وسيتم تنفيذه على اللاعبين وان هذا البرنامج متكامل من جميع النواحي التي توفر المناخ المناسب للاعبين لكي يبدعوا ويخرجوا كل ما لديهم من فنيات يفيدون من خلالها المنتخبات الوطنية في المستقبل القريب. وبعدها عرض نجم الدين بالتفصيل البرنامج العام لفريق الاكاديمية والذي سيتمد لقرابة السنتين، وتحدث عن جميع تفاصيله للسادة الحضور.
اللاعبون يعاهدون الجميع على الاستفادة
وكانت هناك كلمة للاعبين عاهدوا من خلالها الجميع على تحقيق اكبر استفادة ممكنة من هذا المشروع وعدم التفريط بأي دقيقة يقضونها فيه، مقدمين شكرهم وتقديرهم إلى الاتحاد البحريني لكرة القدم على اهتمامه بهم. وقدم الشيخ علي بن خليفة آل خليفة هدية تذكارية لماجد العبوة ممثل الفيفا في حفل الافتتاح وكان ذلك عبارة عن مجسم تصميمي رائع لمبنى الشيخ سلمان بن محمد والذي سيحتضن المواهب الكروية طوال فترة إقامتهم وانضمامهم لمشروع الاكاديمية، كما قدم الشيخ علي هدية تذكارية من اتحاد الكرة الى المدير الفني للمنتخبات الكابتن نجم الدين امية وذلك تقديرا له على مجهوداته التي قام بها في هذا المشروع.
جولة في الاكاديمية
واختتم الاحتفال بجولة ميدانية قام بها جميع الحضور لمبنى الأكاديمية ومن ثم تم التقاط الصور التذكارية وتناول وجبة العشاء في جو اسري.
إقامة نصف يوم في المركز وبرامج تدريبية ودراسية للاعبين
كشف المدير الفني لمنتخبات الفئات العمرية بالاتحاد البحريني لكرة القدم الكابتن نجم الدين أمية الخطوط العريضة وأهداف مركز تكوين الشبان والذي يشتمل على برامج تدريبية وتعليمية وصحية وفق برنامج زمني محدد ومتنوع.
ويقوم نظام المركز على نصف إقامة للاعبين بحيث يستقبل المركز اللاعبين بعد انتهاء اليوم الدراسي يوميا وذلك ما بين الساعة الواحدة والثانية ظهرا ليتناول اللاعبون وجبة الغداء في مطعم المركز في الثانية ظهرا ولمدة ربع ساعة ليخضع بعدها اللاعبون إلى الراحة في غرفهم بالمركز لمدة ساعتين، ثم تبدأ الحصة التدريبية في الرابعة عصرا ولمدة ساعة ونصف الساعة، وبعد التدريب يخضع اللاعبون إلى دروس تقوية تعليمية لمدة ساعتين ما بين الساعة السادسة والثامنة مساء ليتناول بعدها اللاعبون وجبة العشاء ويغادرون إلى منازلهم في الثامنة والنصف مساء.
وتزداد الحصص التدريبية خلال الإجازات الأسبوعية والمعسكرات إلى حصتين، فيما يبلغ عدد الحصص التدريبية الأسبوعية خمس حصص ومن 220 إلى 230 حصة تدريبية سنويا.
ويتم اختيار اللاعبين في المركز وفق آلية تضمن تأهيل لاعبي منتخبات الأشبال والناشئين والشباب من خلال المحافظات الخمس بواقع 30 لاعبا من كل محافظة إذ سيتم اختيار 35 لاعبا لمنتخب الأشبال و30 لمنتخب الناشئين و23 لمنتخب الشباب.
ويشرف على العمل الفني والطبي في المركز المدير الفني للمنتخبات ومدرب ومساعد مدرب ومدرب الإعداد البدني ومدرب الحراس وطبيب مكلف بالرعاية الصحية للاعبين، بالإضافة إلى مدير المركز والإداري، بالإضافة إلى هيئة المتابعة المكونة من مدربي المراكز وإداريي المركز والمدرسين والطبيب واثنين من أولياء الأمور.
وحدد عمر اللاعبين المختارين للمركز ما بين 14 و16 سنة ومدة فترة الإعداد والتأهيل سنتين. ويهدف البرنامج إلى التكوين الفني والبدني والنفسي المناسب لهؤلاء اللاعبين وتكوينهم بصورة شاملة مع توفير العناية الصحية والدراسية، وكذلك متابعة عمل فرق القاعدة على مستوى مراكز التكوين بالمحافظات الخمس.
العدد 2344 - الأربعاء 04 فبراير 2009م الموافق 08 صفر 1430هـ