في خطوة من شأنها تأكيد أهمية إحياء سوق القيصرية والمحافظة على روحها التراثية، قامت قناة «إم بي سي» الفضائية أخيرا، بالتعاون مع تلفزيون البحرين بالتصوير داخل السوق، ليكون جزءا من فيلم وثائقي تقوم القناة بإنتاجه.

وفي هذا الشأن، أكد مستشار وزارة الثقافة والإعلام لترميم الآثار والمباني التاريخية علاء الحبشي أنه تابع عن قرب تجربة التصوير التي تطلبت إعادة فتح بعض الدكاكين القديمة بالسوق وعمل ديكورات مؤقتة بها، لتعيد الصورة القديمة لهذا الموقع التجاري المهم في تاريخ وتراث البحرين.

وأضاف الحبشي واصفا ما حدث، أنه وفريق العمل المختص كانوا موجودين خلال فترة الإعداد للتصوير، يعملون على إعداد مخطط الحفاظ والترميم الخاص بالسوق، مما فتح لهم المجال لمتابعة التجربة عن قرب وتقييمها، معربا عن دهشته لتفاعل مجتمع المحرق البحريني ككل مع هذا الحدث، وخاصة كبار السن الذين عاصروا السوق وهو في أوج نشاطه التجاري. وقال الحبشي إنه شهد بنفسه مدى تفاعل أهل المحرق، وخاصة من كبار السن، مع الحركة التي دبت في السوق حال فتح الدكاكين وتنفيذ بعض الديكورات البسيطة فيها، والعودة بذاكرتهم إلى الطفولة، وتذكر حركة البيع والشراء التي كانت تمارس في هذه السوق التقليدية، موضحا أن هذا الحدث البسيط أحيى ذاكرة أهالي منطقة المحرق من الذين شهدوا السوق وهي في كامل حركتها ونشاطها، ومدى اعتماد أهالي المحرق عليها للتزود باحتياجاتهم المعيشية اليومية والموسمية.

وأكد مستشار ترميم الآثار والمباني التاريخية أن تجربة التصوير أكدت، وبالدليل القاطع، مدى أهمية الحفاظ على السوق المهددة بالفناء وإحيائها وإعادة تأهيلها لتمارس دورها التجاري بصورة تجعلها وجهة أفراد المجتمع المحلي، إذا قصدوا شراء السلع الحرفية والتقليدية، بما في ذلك إحياء وترويج الحرف التقليدية، وكذلك لتكون مصدر جذب للزوار والسياح، مشيرا في هذا الجانب إلأى أن رد فعل أهل المحرق مع افتتاح الدكاكين بشكل مؤقت يكشف للجميع مدى شغف المجتمع المحلي في الحفاظ على هذه السوق كدليل على تراث ثقافي غني وعريق عاشته البحرين، وهو التراث ذاته الذي تجاهد وزارة الثقافة والإعلام من خلال مشروعها الحالي للحفاظ على سوق القيصرية وإبرازها، بل وإحياء أسسها في حياتنا المعاصرة.