العدد 504 - الخميس 22 يناير 2004م الموافق 29 ذي القعدة 1424هـ

وزير التعليم السوري: على الدول العربية تجريد العلم عن السياسة

في اجتماع للمجلس العربي للاختصاصات الطبية

قال وزير التعليم العالي في الجمهورية العربية السورية هاني مرتضى: «على الدول العربية أن تجرد العلم عن السياسة، وتستمر في التعاون العلمي فيما بينها مهما كانت الفوارق في توجهاتها السياسية». وبالنسبة إلى المناهج العربية نوه بأن تغييرها أو تطويرها يجب ألا يمس المبادئ والقيم العربية والدينية، وألا يهدف إلى تشويه الصورة الحقيقية للعرب، أما المناهج العلمية فأكد الاستعداد الدائم لتطويرها. ومن جهة أخرى أكد مرتضى أهمية التكامل في برامج تدريب الأطباء العرب، مشيرا إلى أنه لا يمكن لأية دولة عربية منفردة أن تغطي التدريب في الاختصاصات الطبية كافة، وخصوصا أن الدول الأوروبية وأميركا أصبحت - كما قال - شبه مغلقة في وجه الأطباء العرب وصار من الصعب على الطبيب العربي أن يجد له مجالا للتدريب في الدول الغربية. جاء ذلك في تصريحه إلى «الوسط» على هامش اجتماع الدورة الحادية عشرة للهيئة العليا للمجلس العربي للاختصاصات الطبية الذي عقد صباح أمس في فندق الريجنسي بحضور وزير الصحة خليل حسن، ووزير التربية والتعليم ماجد النعيمي، ووزير الصحة في سلطنة عمان وعدد من الأطباء العرب ورجال السلك الدبلوماسي.

ووفقا لمرتضى فإن المجلس منذ تأسيسه كان يسعى دائما إلى أن يتطور بشكل يتلاءم مع التقدم العلمي والطبي على المستوى العالمي وإلى فتح اختصاصات فرعية جديدة، منوها بأن هناك بعض العوائق المادية وأخرى في جانب الخبرات العلمية، إلا أنه افتتحت خلال السنوات الخمس الأخيرة عدة اختصاصات فرعية جديدة يؤمل أن تغطي الاختصاصات الطبية كافة. وعن سبل التعاون مع البحرين في مجال التعليم ذكر أن هناك زيارات متبادلة للأساتذة، معربا عن أمله في عقد اتفاقات لتطوير التعاون وخلق مجالات أوسع لاستقبال عدد أكبر من الأساتذة البحرينيين. إضافة إلى تبادل الأساتذة والطلاب وإعداد أبحاث مشتركة في مختلف المجالات وخصوصا الطبية، وذلك يعتمد - كما قال - على عقد الاتفاقات والتعاون بين الجامعات والكليات، إذ يتم عقد الكثير من الاتفاقات بين الجامعات من دون تدخل الوزارات.

وأوضح مرتضى في كلمته التي ألقاها في الاجتماع أن الإحصاءات الخاصة بالمجلس تبيّن الإقبال الكبير على برامجه التي شارك في وضعها علماء من الدول العربية كافة، منوها بأنه كان لها تأثير واضح على البرامج المحلية في عدة دول، ولذلك ساهم أولئك العلماء في توحيد نظام التدريب والتعليم الطبي في الدول العربية على مستوى المجلس العربي والمجالس المحلية، وفي تطوير مستوى التعليم الطبي في المراكز التدريبية كافة.

ومن جهته ذكر رئيس مجلس الشورى رئيس الهيئة العليا للمجلس العربي للاختصاصات الطبية فيصل الموسوي أنه أصبح لحاملي شهادة المجلس حضور مميز في الوطن العربي واتجه بعضهم إلى التخصص الدقيق في الخارج ووصلوا إلى درجة الأستاذية في فترة قصيرة. منوها بأنه على رغم النجاح فإن بعض الدول العربية أنشأت مجالس محلية غالبيتها عضيد للمجلس وأصبحت تؤثر برامجها على البرنامج الموحد بحجة قصور التدريب والإشراف والنظم الإدارية للمجلس، داعيا إياها إلى الانضمام إلى المجلس للارتقاء بالتدريب. وأكد الموسوي أنه لا يمكن نفي القصور، إذ إن هناك عدة مقترحات خاصة بالتقييم الخارجي للبرامج والتدريب والتطوير الإداري، وتنظيم التمثيل في المجالس العلمية وتطوير الاتصال الالكتروني والارتفاع بمستوى التدريب والمجلة العلمية، وإعادة دراسة المناهج في المجلس إذ ستناقش ضمن اجتماع الهيئة.

وأكد الأمين العام للمجلس العربي للاختصاصات الطبية مفيد الجوخدار أهمية التحديث المستمر للأمانة العامة إذ تم وضع نظام معلوماتي متكامل للمجلس وتخصيص موقع له على الانترنت، وتنظيم دورات تعليمية مكثفة للعاملين فيه. وذكر أن مجلة المجلس اعتمدت بناء على توصية مجلس وزراء الصحة العرب بالأبحاث الأصيلة التي تنشر بها للتعيين والترفيع من قبل عدد من الجامعات العربية، ومنها السورية والعراقية، كما وعدوا بوضعها في الدليل الطبي العالمي. ووفقا له فإن المجالس العلمية حرصت على إشراك ممتحنين خارجيين لتعريف الهيئات الأجنبية بالمستوى الرفيع للتدريب وجدية ومستوى الامتحانات ليتم مستقبلا الاعتراف المتبادل بالشهادات، وتقلص عدد سنين الاختصاص الدقيق خارج الوطن العربي.

وعلى صعيد متصل قال رئيس المجلس العلمي للاختصاصات الجلدية في المجلس العربي والأستاذ في جامعة الإمارات العربية المتحدة إبراهيم كلداري إن المجلس منذ إنشائه يركز على التخطيط السليم للمستقبل ويعيد النظر في مواطن القوة والضعف، وهو حاليا يسعى إلى التركيز على جودة التدريب والإشراف عليه، ومتابعة جميع المتدربين والمدربين في شتى المجالات التخصصية في المجالس العلمية المتخصصة. وأضاف أن الهيئة العليا ممثلة بوزارات الصحة والتعليم العالي تجتمع بشكل دوري لوضع استراتيجية شاملة لعمل المجلس والإشراف على المجالس العلمية، وتبحث سبل مواجهة أية عوائق في حال وجودها ومخاطبة الجهات المعنية بخصوصها

العدد 504 - الخميس 22 يناير 2004م الموافق 29 ذي القعدة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً