قال مسئول أميركي إن اقتراح تأجيل نقل السلطة إلى العراقيين استجابة لطلب تنظيم انتخابات مباشرة، يلقى معارضة صقور البيت الأبيض الذين يريدون أن يكون رئيس إدارتهم جورج بوش قادرا على القيام بحملة إعادة انتخابه على أساس عملية ناجحة لنقل السلطة.
وقالت مصادر أميركية في تقرير حصلت عليه «الوسط» أمس إن من بين الخيارات الأميركية الخاصة بالوضع في العراق، اقتراحا يحظى بتأييد نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني، ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد، ويدعو إلى نقل السلطة - في وقت مبكر في موعد لا يتجاوز الأول من شهر أبريل/ نيسان المقبل - إلى مجلس الحكم المعين بعد توسيعه ليضم عددا أكثر من الشيعة العراقيين، في خطوة تستهدف إقناع المرجع الديني آية الله السيدعلي السيستاني، بالموافقة على تأخير الانتخابات.
من جهة أخرى أعلنت شبكة التلفزة الاميركية «سي.ان.ان» مقتل اثنين من موظفيها أمس في كمين.
بغداد، واشنطن - عصام العامري، محمد دلبح - وكالات
قررت الأمم المتحدة إرسال بعثة إلى العراق لدرس إمكانية إجراء انتخابات نيابية قبل موعد تسليم السلطة إلى العراقيين في 30 يونيو/ حزيران المقبل. غير أن الأمين العام للمنظمة استبعد إرسال قوات دولية مرجحا الاستعانة بقوات متعددة الجنسيات. ميدانيا قتل ثلاثة جنود أميركيين في انفجار بالخالدة غرب بغداد في حين قتل شرطي عراقي ومهاجم بعد ظهر أمس في الهجوم على مفوضية الشرطة في الحديثة.
وأصدر الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان بيانا عقب وصوله إلى العاصمة الفرنسية باريس أعلن فيه قراره الذي كان يدرسه منذ اجتماعه في 9 1 يناير/ كانون الثاني الجاري إلى ممثلين عن مجلس الحكم الانتقالي وقوات التحالف في مقر المنظمة الدولية في نيويورك. وجاء في البيان الذي نشره عنان «مهمة البعثة درس إمكان إجراء الانتخابات في الفترة القليلة المتاحة وفي الحالة السلبية ما هي الخيارات المتاحة المقبولة». وأضاف عنان «لقد توصلت إلى نتيجة أنه يمكن للمنظمة الدولية أن تلعب دورا بناء لتجاوز الأزمة القائمة. سأرسل البعثة إلى العراق فور حصولي على التطمينات الأمنية اللازمة من قوات التحالف».
غير أن الأمين العام للأمم المتحدة رفض أي انتشار لقوة دولية تابعة للأمم المتحدة في العراق، لكنه أيد نشر قوة متعددة الجنسيات بناء على قرار من مجلس الأمن الدولي.
ومن جانبها رحبت سلطة التحالف بقيادة الولايات المتحدة في العراق أمس بإعلان عنان. وقال المتحدث باسم التحالف البريطاني تشارلز هيتلي ان التحالف «يرحب بإعلان النوايا الصادر عن الأمين العام إرسال بعثة لتحديد فرص تنظيم انتخابات قبل 30 يونيو». وفي المقابل أعرب الشيخ عبدالمهدي الكربلائي ممثل الزعيم الشيعي آية الله السيد علي السيستاني عن أمله في ألا تمارس ضغوط على بعثة الأمم المتحدة. وقال الكربلائي «نحن نأمل أن تكون هذه اللجنة غير خاضعة للتأثيرات الخارجية والضغوط التي ربما تمارس عليها من قبل بعض الجهات التي لا تتماشى هذه الآلية مع طموحاتها ومصالحها».
وفي واشنطن علمت «الوسط» من مصادر مطلعة أن أعضاء طاقم الرئيس بوش للأمن القومي والسياسة الخارجية يعكفون على بحث عدد من الخيارات الخاصة بالوضع العراقي، التي تشكل تراجعا لاستراتيجية البيت الأبيض الخاصة بنقل السلطة إلى العراقيين. وتقول مصادر أميركية أن من بين هذه الخيارات اقتراحا كان تمت إثارته لأول مرة في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، يحظى بتأييد نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد ويدعو إلى نقل السلطة في وقت مبكر في موعد لا يتجاوز الأول من شهر إبريل/ نيسان المقبل إلى مجلس الحكم المعين بعد توسيعه ليضم عددا أكثر من الشيعة العراقيين، في خطوة تستهدف إقناع السيد علي السيستاني بالموافقة على تأخير الانتخابات. غير أن مسئولا أميركيا كبيرا ذكر أن اقتراح تأجيل نقل السلطة إلى العراقيين إلى أن يتم تنظيم الانتخابات، يلقى معارضة المسئولين في البيت الأبيض الذين يريدون أن يكون بوش قادرا على القيام بحملة إعادة انتخابه على أساس عملية ناجحة لنقل السلطة.
إلى ذلك أكدت مصادر عراقية مطلعة أنه جرى التفاهم بين أعضاء مجلس الحكم من جهة ورئيس سلطة الاحتلال بول بريمر من جهة ثانية، على إدخال تغييرات على بعض بنود اتفاق الخامس عشر من نوفمبر، المتعلق بقرار نقل السلطة. وألمحت المصادر ذاتها في تصريح لصحيفة «الوطن» السعودية أمس إلى احتمال أن يتم تكليف رئيس الدورة الحالية لمجلس الحكم عدنان الباجة جي بمهمة تشكيل حكومة عراقية، تتولى مسئولية الجانب العراقي في تحمل تبعات نقل السلطة. وذكرت أن بريمر وافق على منح الأكراد فيدرالية جغرافية، في إطار عراق موحد، مستبعدا مطالبتهم بالفيدرالية على أساس عرقي وطائفي.
وبموازاة ذلك كشفت مصادر عراقية عن أن المناقشات الجارية بين قوى التحالف ومجلس الحكم الآن تدفع باتجاه الحصول على توافق سياسي من اجل توزيع تمثيل القوى السياسية وان الاتجاه الذي بدأ يتبلور هو تكوين هيئة رئاسية من ثلاثة أعضاء، والأسماء المطروحة تشمل الشريف علي بن الحسين ومسعود البرزاني وعبدالعزيز الحكيم، وبذلك يمكن اعتبار سنة العراق ممثلين في السلطة بشكل كامل وليس على قاعدة نسبة 11 في المئة التي حددت في محاصصة مقاعد مجلس الحكم بوجود الشريف علي في هيئة الرئاسة وكذلك بالنسبة إلى الشيعة والأكراد. في الوقت الذي سيرأس الحكومة عدنان الباجة جي ويكون له نائبان كردي «محمود عثمان» وشيعي «إياد علاوي» مقابل رئاسة البرلمان الانتقالي التي ستكون محصورة بين إبراهيم الجعفري واحمد الجلبي.
ميدانيا، أعلن الجيش الاميركي أن ثلاثة جنود اميركيين على الأقل قتلوا وجرح آخر إثر انفجار قنبلة على جانب الطريق غربي العاصمة العراقية بغداد. وذكر شهود عيان أن هناك أيضا عددا من القتلى المدنيين العراقيين. وقال متحدث اميركي «أحدث تقرير لدي يفيد بمقتل ثلاثة جنود وجرح آخر». في حين قتل شرطي عراقي ومهاجم بعد ظهر أمس في الهجوم على مفوضية الشرطة في الحديثة غرب بغداد، كما أفادت الشرطة المحلية. وقال ضابط في الشرطة «دخلت مجموعة من أربعة أشخاص إلى مفوضية الشرطة في الحديثة ليحرروا بالقوة أحد أفراد عائلتهم المحتجز فيها». وأضاف «قتل احد المهاجمين وهو عواد إبراهيم وجرح آخر أثناء تبادل الرصاص». وقال الضابط أيضا «لقي شرطي مصرعه هو الآخر»، موضحا انه «تمت محاصرة القطاع بعد الحادث من قبل القوات الاميركية والشرطة». وفي البصرة تظاهر مئات العراقيين المشردين الذين يقيمون منذ سقوط النظام العراقي في دوائر ومؤسسات حكومية ومعسكرات مهجورة مطالبين بحل قضيتهم. وقال عضو جمعية الدفاع عن المشردين قيس نعمة ان «سبب التظاهرة ان المشردين تلقوا إنذارا بمغادرة المباني التي يشغلونها». وأوضح ان «عددهم يتجاوز ثلاثة آلاف شخص ومعظمهم كانوا مشردين في إيران وسورية وعادوا بعد الحرب ولم يجدوا غير هذه المباني الحكومية».
أربيل - أ ش أ
أكد نجل الزعيم الكردي مسعود البرزاني منصور البرزاني أن الشعب الكردي في شمال العراق سيحقق حلمه المرسوم منذ سنوات طويلة وسيتصدى لجميع المحاولات التي تحول دون تحقيق ذلك. وقال منصور البرزاني في تصريحات نشرتها صحيفة «أكسبات» الصادرة في أربيل شمال العراق إن الأكراد مستعدون للتضحية بأرواحهم ودمائهم من أجل تحقيق الفيدرالية في شمال العراق التي تعتبر أبسط حقوقهم المشروعة. ويأتي هذا في الوقت الذي حذرت فيه «أكسبات» من أن حربا داخلية في العراق ستقع لا محالة في حال عدم السماح للأكراد بتحقيق حلمهم في الفيدرالية أو في حال تقديم الشيعة الدعم للمنظمات المناهضة للقوات الأميركية.
البنتاغون تعزز القدرات العسكرية السعودية
واشنطن- الوسط
تعتزم الحكومة الأميركية تعزيز القدرات العسكرية للسعودية. وذكرت وزارة الدفاع (البنتاغون) أن السعودية مؤهلة لتحديث سلاحها الجوي بامتلاك أنظمة خاصة بالدعم الهندسي والدمج بدءا من العام الجاري وحتى العام 2008. وتبلغ قيمة عقود التحديث نحو 303 ملايين دولار.
كما أبلغت وكالة الدفاع والتعاون الأمني الأميركية الكونغرس باعتزامها بيع السعودية أسلحة أميركية لتحديث خدمات الدعم للحرس الوطني السعودي
العدد 509 - الثلثاء 27 يناير 2004م الموافق 04 ذي الحجة 1424هـ