الحديث في كل لبنان يدور حول عملية تبادل الأسرى بين العدو الإسرائيلي وحزب الله بدءا بالمرحلة الاولى يوم غد مع توقع وصول 31 أسيرا لبنانيا وعربيا على متن طائرة ألمانية خاصة ومع نقل جثمان 59 شهيدا من شمال فلسطين المحتلة عبر الحدود اللبنانية - الفلسطينية صباح الجمعة.
وفي الوقت الذي توجهت فرق إسرائيلية أمنية وطبية ودينية الى ألمانيا لاستقبال الاسرى الذين سيفرج عنهم حزب الله تجري الاستعدادات لاحتفال كبير في مطار بيروت يتصدره الأمين العام لحزب الله السيدحسن نصرالله وأركان الدولة اللبنانية. هذا وبدأ نصرالله تسلم التهاني من قادة الدول والحركات والمؤسسات لما حققه من نصر عجزت عنه كل الدول العربية حتى الآن.
وستشمل قائمة الأسرى المعفو عنهم 400 أسير وافقت عليهم - وفي بعض الحالات - اختارتهم «إسرائيل» بعد مفاوضات مع حزب الله بوساطة ألمانية. كل ذلك في الوقت الذي يحتفظ فيه حزب الله بخياراته ولغته السياسية ما يؤكد أن «إسرائيل» لا تستمع الى ولا «تحترم» إلا من يمتلك القوة ويطرح خياراته خارج الدائرة المغلقة التي يفرضها الكيان الصهيوني على البلدان العربية.
وفيما يدور الحديث حول الافراج عن هذا الشخص او ذاك ممن طالب بهم حزب الله او العدو الاسرائيلي فإن الجميع يشير الى نصرالله بصفته ممثلا لعزة المسلمين والعرب ولبنان قبل ان يكون عزا لحزب الله. فهو الشخص الذي طالب بأسرى عرب نستهم حكوماتهم، وهو الذي استمر في سياسته المقاومة لـ «إسرائيل» بينما تذعن «إسرائيل» له، وتحتقر الآخرين الذين تخلوا عن مبادئهم وعن خياراتهم.
عميد الأسرى في فلسطين المحتلة سمير القنطار (24 سنة في الأسر) لن يكون ضمن المفرج عنهم إسرائيليا كما لن يكون الطيار الاسرائيلي رون آراد ضمن الذين سيفرج عنهم حزب الله. ملف «آراد» بيد نصرالله والى حد الآن لم يفصح عنه وعن وجوده ما إذا كان حيا أم ميتا، بينما عدم الافراج عن القنطار ربما يعود الى محاولة «إسرائيل» المفاوضة بشأنه ضمن المرحلة الثانية التي من المتوقع ان تبدأ مباشرة بعد الانتهاء من المرحلة الأولى
العدد 509 - الثلثاء 27 يناير 2004م الموافق 04 ذي الحجة 1424هـ