العدد 2708 - الأربعاء 03 فبراير 2010م الموافق 19 صفر 1431هـ

معرض همسات من الشرق

تحت عنوان «همسات من الشرق» افتتح أخيرا المعرض التشكيلي الأول تحت رعاية صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة بمركز الفنون، ويعتبر هذا التوجه هو الأول بين العديد من المشاريع المماثلة التي أجهضت تحت رحمة صعوبة التنفيذ، وإن كان قد أقيمت مشاريع أو طرحت أفكار مماثلة لترويج العمل التشكيلي في المنطقة وتعريفها بالخارج، إلا أن ثمة أمورا تحول دون استمرارها.

وهنا لنا وقفة استطلاعية على هذا الحدث الذي شارك فيه العديد من الفنانين البحرينيين ممن تم اختيارهم من قبل القائمة على المشروع «عبير خليفة بو شليبي» إذ تم عرض ثمانية أعمال لكل فنان من الستة عشر المشاركين، بحيث غطت الأعمال جميع المساحات في الصالة الرئيسية والملاحق.

صاحبة المشروع تشير إلى أن هدفها الأسمى هو نشر جسور التواصل بين الثقافات المحلية والعالمية بلغة اللوحة التي لا تتوقف عند لغة معينة ولا تحتاج إلى ترجمة الاختلاف اللغوي، وإنما هي لغة متكاملة مفهومة عند الجميع فتكون رابطا للتلاقح الثقافي عند أعتاب التواصل والتبادل. لذا فإن هذه الخطوة من حقها أن تكون بادرة إلى خلق روح التنافس والتوسع الفكري من خلال اللوحة في ظل التوجه الأخير للتوسع في فتح دور الغاليرهات من عدة جهات، وذلك لإعطاء إثراء أكبر وأعمق بقيمة العمل الفني كأي سلعة ذات رواج عالمي وذات قيمة لا تقل عن السلع التجارية وتختلف في أنها عمل له قيمة معنوية تتجسد في تاريخ العمل وما يحويه من أفكار ومضامين متعلقة بمحورها الفني.

كذلك تتجه هذه الجهة بحماسها في ظل النجاح الكبير الذي حققه المعرض الاستعدادي الأول إلى أن يتوسع طموحها إلى ضم الكثير من المبدعين في موقعها الإلكتروني الذي يتم من خلاله عرض معرضٍ دائمٍ لصور أعمال الفنانين وترويجها من خلال الموقع. ولا أستبعد أن يكون هذا الموقع بعيدا عن الصورة الكبيرة والثقافية لموقع مجلة التشكيلي الكويتي الذي يديره الفنان «حميد خزعل» الذي أثرى الحركة التشكيلية لجعله موقعا إلكترونيا يهتم بثقافة النقد الفني وكل ما يستحدث من اهتمامات في العالم عن الحركة التشكيلية.

تشهد الحركة التشكيلية في السنوات الأخيرة توجها له اهتمامات تبشر بانبثاق فجر جديد يعيد صياغة الوجود لهذا النموذج التشكيلي الذي تأثر بموجات الركود في السنوات الأخيرة. وإذا ما قامت منافسات مشابهة تسلط الضوء على عمق الأهمية الملحة لهذا النوع من الجمال الحسي والفني فإنه حري بنا أن نعيش توجها لعالم أكثر مثالية من التوصيف المثالي الذي يشير له ابن خلدون في المدينة الفاضلة.

العدد 2708 - الأربعاء 03 فبراير 2010م الموافق 19 صفر 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً