العدد 527 - السبت 14 فبراير 2004م الموافق 22 ذي الحجة 1424هـ

المؤتمر الدستوري

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

لا نعلم إلى أين تتجه الأمور بعدما تمت عملية «تفليش» المؤتمر الدستوري. الطريقة التي اتبعتها السلطة لم تكن موفقة وخصوصا عندما قامت بمنع دخول شخصيات من الخارج. فلا شك انهم شعروا بالإهانة وخصوصا أن غالبيتهم، إن لم يكن جلهم، من العيار الثقيل، وممن لهم بصمات سياسية وشعبية واضحة على مستوى دولهم.

هناك طرق حضارية كان بإمكان السلطة التعاطي بها تجاه الضيوف من دون أن تضطر إلى إرجاعهم، نعم كان بإمكانها استيعاب الموقف بأساليب دبلوماسية أكثر ذكاء وحنكة من دون أن تجعل من هؤلاء الضيوف قنوات إعلامية متحركة يتحدثون من خلالها عما جرى لهم وما وقعوا فيه من أسلوب محرج.

لا أعتقد أن مثقفا متواصلا مع الثقافة العصرية لم يقرأ لعلي الكواري صاحب كتاب «المواطنة» الصادر من قبل مركز دراسات الوحدة العربية، فهو شخصية متنورة تحمل أبعادا ثقافية ورؤى متزنة. كذلك النائبان: محسن جمال وعدنان عبدالصمد فهما محل احترام الشارع الكويتي وكذلك الدولة الكويتية، أما أحمد السعدون فيكاد يكون الرجل ذا الاجماع الوطني في الكويت، فقد قاد مجلس الأمة الكويتي عندما كان رئيسه باقتدار فكسب احترام الشارع العربي فضلا عن الشارع الكويتي وهكذا هم البقية.

لا أشك أبدا في نوايا القائمين على المؤتمر الدستوري، فهم من الذين عانوا ما عانوا في سبيل رفعة البحرين بل ان منهم شخصيات قدمت الكثير في سبيل تحقيق الديمقراطية البحرينية، فلا يجوز لأي كاتب أو مثقف أن يحاكم النوايا، فلا مجال للمزايدة على وطنيتهم.

ما جرى هو أمر محزن للجميع، فمقتضى الديمقراطية السماح للرأي والرأي الآخر ويجب ألا يضيق صدرنا بتحمل آراء الآخرين، فالديمقراطية تعني إعطاء مزيد من الحرية ولكن على رغم ذلك لابد من أن ترتفع أصوات وطنية تدعو إلى حل القضية بأسلوب سلمي بعيدا عن التشنج والثقة كبيرة بتلك العقليات الوطنية المخلصة والتي عرفت دائما بأن المصلحة العامة فوق كل اعتبار. فلابد من الوصول إلى موقف توافقي خدمة للبحرين وهذا ما عودنا عليه الوطنيون الشرفاء، فكما يحق للسلطة أن تقول كلمتها فكذلك يحق للمعارضة أن تقول كلمتها مادامت تتحرك وفق الأطر المشروعة والسلمية.

فالولايات المتحدة الأميركية لم يضق صدرها من كل الفعاليات التي أقامها المعترضون على شن الحرب على العراق وخرجت المسيرات المنددة بذلك ومرت العملية من دون اللجوء إلى أي أسلوب صدامي أو متشنج وكذلك في بريطانيا... الخ.

الديمقراطية تعني السماح للرأي والرأي الآخر بل لجميع الآراء وهذا حق وطني، فسماع الرأي الآخر هو الذي يذيب أي احتقان وأملنا بتفهم الجميع

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 527 - السبت 14 فبراير 2004م الموافق 22 ذي الحجة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً