اعتصم عدد من متدربي معهد البحرين للتدريب صباح أمس احتجاجا على قرار «فصل المتدربين الذين يحصلون على درجة الرسوب (R) في أربعة مقررات في فصل واحد مع غياب 50 في المئة من الساعات المعتمدة»، مشيرين إلى أن هذا النظام لو طبق فإن ما يقارب 600 متدرب سيتم فصلهم من دون مراعاة لظروفهم أو الأسباب التي أدت لرسوبهم كان من ضمنها تغيير المناهج الدراسية ونظام التدريس والامتحانات النهائية التي لم تكن من صلب المقررات التي تدرس، بالإضافة إلى عدم الثبات على إدارة واحدة للمعهد طوال السنوات الأربع الماضية. ويطالب المتدربون بإرجاع النظام الدراسي القديم ولقاء مدير معهد البحرين للتدريب محمد درباس منذ سبتمبر/ أيلول الماضي لمناقشة القرار والوصول إلى حل يرضي الطرفين. وحتى الآن - بحسب قول المتدربين - لم يحصل اللقاء.من جهته اصدر المعهد بيانا ذكر انه كان الأولى بالمتدربين الرجوع الى ما تنص عليه لوائح المعهد وخصوصا في شأن التظلم بدلا من التجمع داخل المعهد وارباك العملية التدريبية.
مدينة عيسى - هاني الفردان
احتج عدد كبير من متدربي معهد البحرين للتدريب صباح أمس أمام مبنى إدارة المعهد بعد أن انشلت حركة المعهد الدراسية بسبب ما قاله المتدربون من أن «المعهد أصدر نظاما جديدا في هذا الفصل ينص على فصل المتدربين الذين يحصلون على درجة (R) أي الرسوب في أربعة مقررات في فصل واحد مع غياب 50 في المئة من الساعات المعتمدة»، مشيرين إلى أن هذا النظام لو طبق فإن ما يقارب 600 متدرب من متدربي المعهد سيخضعون لقرارات هذا النظام وسيتم فصلهم من دون أية مراعاة لظروفهم أو الأسباب التي أدت لرسوبهم في هذه المقررات والتي كان من ضمنها تغيير المناهج الدراسية ونظام التدريس والامتحانات النهائية التي لم تكن من صلب المقررات التي تم تدريسها.
وطالب متدربو المعهد بلقاء مدير معهد البحرين للتدريب محمد درباس لمناقشة القرار والوصول إلى حل يرضي الطرفين إلا إن درباس - بحسب قول المتدربين - رفض اللقاء وخول مديري الأقسام بلقاء المتدربين والتعرف على مطالبهم وهذا ما أسفر عنه لقاء اثنين من متدربي المعهد كـ (ممثلين للمتدربين) بأحد مسئولي المعهد الذي وافق على تسلم رسالة المتدربين وتوقيعها والتعهد بتسليمها إلى مدير المعهد على أن يتم الرد على المطالب يوم السبت المقبل بشرط أن يتم ترتيب لقاء مفتوح بين متدربي المعهد والمدير لمناقشة جميع القضايا المتعلقة بشئون المتدربين وهذا ما لم يتعهد به المسئول للمتدربين، ما سبب فوضى كبيرة بين صفوف المتدربين علقت فيها أحدهم قائلة: «إن لقاء الملك أسهل بكثير من لقاء مدير المعهد»، مشيرة إلى صعوبة اللقاء الذي يطمح له جميع المتدربين.
وأكد أحد المتدربين أنهم قدموا إلى إدارة المعهد طلبا منذ 11 سبتمبر/ أيلول الماضي للقاء المدير ولم يرد على طلبهم حتى الآن ولا يعرف المتدربون أسباب هذا الرفض، مشيرا إلى أن المتدربين في المعهد من حقهم معرفة كل الأمور المستجدة والقرارات التي تتعلق بالمتدربين.
وأشار متدرب آخر - فضل عدم ذكر اسمه - إلى أن هذا العام شهد تدنيا كبيرا في نسبة نجاح المتدربين ووصلت نسبة الرسوب إلى حوالي 70 في المئة بالإضافة إلى الإعادات، متسائلا عن أسباب ارتفاع هذه النسبة على رغم ان المتدربين لم يتغيروا وهم نفسهم الذين يدرسون منذ ثلاث وأربع سنوات.
وأرجع المتدرب أسباب ارتفاع نسبة الرسوب إلى تغيير المناهج وتغيير النظام الدراسي والذي يركز على النجاح في الامتحان النهائي من دون الاعتبار إلى أعمال السنة والواجبات التي يقومون بها، بالإضافة إلى عدم استقرار الكادر الإداري طيلة الأربع سنوات الماضية إذ إن معهد البحرين شهد تغيير مدير المعهد أربع مرات خلال أربع سنوات، ما يعني تغيير الأنظمة المتكررة وعدم الثبات على نظام واحد.
كما أرجع المتدرب أسباب ارتفاع نسبة الرسوب إلى عدم ثبات الكادر التدريسي فلا يكمل المدرس مع المتدربين الفصل في التدريس ويتم تغييره بعد عدة أسابيع من بدء الفصل الدراسي.
وقد قدم المتدربون رسالة إلى مدير المعهد التي تسلمها احد المسئولين بشأن القرار الجديد الذي اتخذ من قبلها مشيرين إلى أن «القرار غير منصف للكثير من المتدربين»، إذ يتم بموجبه فصل من لم يتوفق في بعض المواد الدراسية بسبب عدة عوامل أولها نظام الامتحانات غير العادل، وعدم توفير الكادر التدريبي للمتدرب، وتغير الأنظمة والقوانين في كل فصل دراسي بالإضافة إلى القوانين الصادرة من غير علم المتدربين وعدم وجود قانون يسمح بفصل المتدرب في مثل هذه الحال وهذا ما جاء في الاتفاق في بداية الالتحاق التي وقع عليه المتدرب.
وتساءل المتدربون «هل هذا من العدل أن يفصل متدرب قضى بالمعهد أكثر من سنة ولعدم التوفيق في الامتحانات لأي سبب كان يحرم من الاستمرار في المعهد، مشيرين إلى أن نظام المعهد يختلف عن نظام الجامعة والدليل على ذلك هو عدم معادلة الشهادة بالجامعة وعدم الاعتراف بها».
وطالب متدربو معهد البحرين بإعادة النظام الدراسي السابق الذي يتيح المرونة مع المتدربين ويعتمد بشكل رئيسي على مجهود المتدرب خلال الفصل الدراسي وإن النجاح في أعمال الفصل تغني المتدرب عن الامتحان النهائي الذي يعتبر تحصيل حاصل إذ إن اعتماد النظام القديم على الواجبات التي يقوم بها المتدرب.
وقال أحد المتدربين: إن النظام القديم يعطي المتدربين فرصة للغياب إذ إن بعض المتدربين يعملون وذلك من خلال خصم جزء من المئة من المعدل ما يعادل (0,01) لكل عشر ساعات غياب بينما في النظام الجديد يخصم من معدل الطالب (0,01) لكل ساعة غياب.
وأشار المتدربون إلى ضرورة وجود آلية تفاهم بين المتدربين والإدارة يقوم أساسها على الحوار المفتوح واللقاءات البناءة للإطلاع على مشكلات المتدربين وللانفتاح وخلق حلقات وصل بين الطرفين من دون ان يكون هناك «قرارات جائرة» من قبل طرف دون مراعاة الطرف الآخر، ومن أجل الحد من تصرفات بعض الإداريين في المعهد والذي وصفها المتدربون على أنها «تصرفات شخصية ومن أجل مصالح شخصية»، كما إن مجالس التأديب التي تعقدها الإدارة للمتدربين لا تتجاوز الدقائق يتم فيها فقط إصدار القرار دون السماع للطالب.
وأكد المتدربون مواصلتهم للاحتجاج حتى لقاء المدير أو إلغاء النظام الجديد وعقد لقاء مفتوح مع المتدربين يجمع المدير وجميع رؤساء الأقسام للتعرف على مشكلات المتدربين والعمل على حلها.
وقد علق احد الإداريين على أن «التراجع عن هذا القرار قد يصب في مصلحة البعض إلا إنه سيخدم الكثير من الطلبة الذين يستحقون الفصل بسبب كثرة رسوبهم وغيابهم وعدم اكتراثهم».
ومن جانبها حاولت « الوسط» التعرف على آراء المسئولين في معهد البحرين للتدريب أثناء الاعتصام وقد تعذر اللقاء بسبب ما قالوه من أن الإدارة في اجتماع، كما حاولت «الوسط» الاتصال بالمسئولين إلا إنهم لم يردوا على الاتصالات.
من جهته اصدر المعهد بيانا ذكر فيه «ان المعهد يعتمد مجموعة من الأنظمة واللوائح التي تهتم باكساب المتدربين المهارات والمعرفة المطلوبة في سوق العمل تماما كما تهتم بغرس سلوكيات العمل الجيدة من انضباط واحترام العمل وروح الفريق الواحد وغيرها من السلوكيات والمهارات وذلك انطلاقا من تلبية احتياجات الاعمال التي تشدد على أهمية سلوكيات العمل الايجابية ودورها في اداء العامل لجميع المهمات المطلوبة منه بأعلى درجات الكفاءة والمسئولية إلى جانب ما تفضي اليه الزيارات الميدانية للشركات والمؤسسات الصناعية والتجارية والالتقاء بالمختصين في هذه الشركات من توصيات وملاحظات بهذا الخصوص، لذلك فإن القوانين والأنظمة الموجهة للمتدربين في المعهد متطابقة الى حد كبير مع ما سيندمج فيها المتدربون في سوق العمل بعد التخرج وهو ما يوجب على المعهد التعامل معه باقصى درجات الاحتراف والمسئولية لضمان الاعداد المتكامل لمتدربيه».
وأضاف البيان «قام المعهد بنشر بنود وقوائم الأنظمة واللوائح المعمول بها داخليا والتي تتضمن جميع المعلومات التي تهم المتدربين طوال فترة تدريبهم، وذلك من خلال دليل المتدرب الذي يوزع على المتدربين مع بداية كل فصل تدريبي لاحاطتهم علما بطبيعة القوانين والأنظمة المعمول بها، كما اهتم المعهد هذا العام بنشر هذه الانظمة واللوائح لضمان حصول جميع المتدربين على المعلومات بكل سهولة ويسر، كما قام سابقا بنشر تفاصيل هذه اللوائح من خلال الصحافة المحلية وفي اكثر من مناسبة ولأي مهتم بهذا الشأن يمكنه العودة الى دليل المتدرب للتأكد من سلامة القرار الذي اتخذ بحق المتدربين».
وأشار الى ان الإدارة فوجئت بالتجمع الذي قامت به مجموعة من المتدربين المطالبين بالعودة الى الانتظام في التدريب بعد ان اتخذ في حقهم قرار بالانسحاب الالزامي تنفيذا للوائح والأنظمة المعمول بها علما بأن كل المفصولين رسبوا في أربع مواد أو أكثر من أصل ست مواد أو سبع وهي مسألة موجبة للانسحاب الالزامي، اذ يشترط للنجاح الحصول على 30 في المئة من درجات الامتحان النهائي للمقرر التدريبي، كما يجب على المتدرب الحضور بنسبة 50 في المئة من ساعات المقرر، وفي حال عدم الالتزام بهذا الشرط يعتبر المتدرب راسبا (R) في هذا المقرر حتى لو كانت درجات نجاحه الكلية أعلى من 50 في المئة.
وذكر انه كان الأولى بالمتدربين الرجوع الى ما تنص عليه لوائح المعهد وخصوصا في شأن التظلم بدلا من التجمع داخل المعهد وارباك العملية التدريبية، اذ تشير اللوائح الى ان المتدرب اذا كان غير مقتنع بالدرجة التي حصل عليها فيمكنه التقدم بطلب اعادة نظر من خلال ملء استمارة خاصة يمكنه الحصول عليها من دائرة القبول والتسجيل على ان يحتسب رسم اعادة نظر قدره 10 دنانير عن كل مقرر وفي حال حصول أي تغيير ايجابي في الدرجة تسترجع رسوم إعادة النظر للمتدرب
العدد 538 - الأربعاء 25 فبراير 2004م الموافق 04 محرم 1425هـ
