لقد تزايدت في الآونة الأخيرة أحاديث الطلاب الجامعيين بشأن تدخل رؤساء الأقسام في الدرجات، وأنا شخصيا لا استطيع أن أجزم بهذا الأمر لأنه لم يمر بي على ما أظن؛ لكن هناك الكثير من الفتيات والشباب الذين تصلني أخبارهم يتذمرون من رؤساء الأقسام، وأعرف بعضهم شخصيا.

وغالبيتهم يقول: «المفروض أن تكون درجتي كذا لكن الدكتور الفلاني ظلمني»، وهناك زميل مقرب مني يؤكد لي هذا الأمر إذ يقول: «أنا كنت أفضل من فلان في المادة كذا، لكن الدكتور أعطاني B وأعطاه - A وأنا الذي كنت اعلمه وأساعده في المادة، فغضبت وذهبت إلى الدكتور وحدثته في الأمر فقال لي والله وضعت لك A ولكن غيرها رئيس القسم على ما يبدو، ثم أخرج لي كشفا بالدرجات كانت علامتي به A فصدقة.

وأذكر أن فتاة كانت تبكي بالقرب من لوحة الدرجات في القسم وحولها بعض الفتيات يحاولن التخفيف عنها، وقد فهمت من الموضوع الأمر نفسه، فهل من المعقول أن يكون هؤلاء الطلاب كلهم كاذبين ومفترين، ورؤساء الأقسام في غاية الصدق؟

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، هذا موضوع يجب التوقف عنده والنظر فيه، فالله عز وجل يقول في كتابه الكريم:«ولا تبخسوا الناس أشياءهم» (85: الأعراف) وأيضا حثنا جل وعلى على الوفاء بالكيل والميزان، وهذا الأمر يعتبر من المكاييل والتلاعب فيه يعتبر غشا يعاقب الله عليه، وما هذا إلا نداء أتوجه به إلى كل صاحب ذمة وضمير أن ينظر إلى عمله فإن الله تعالى لا تفوته شاردة ولا واردة. وليس من العدل أن يؤدي العامل عملا يستحق عليه ثلاثمئة دينار من الأجر فيعطى مئة دينار فقط، فهل يقبل رئيس القسم أو الدكتور الأخذ من أجره (معاشه)؟ طبعا لا ، كذلك هذه الدرجات بالميزان نفسه وهي نتيجة عمل الطالب ومن حقه الحصول عليها ويجب عدم المساس بها.

بدر عيسى الحاج