لقد خطت وزارة التربية والتعليم خطوات سباقة نحو نشر الرسالة العلمية والثقافية والأدبية والتكنولوجية في شتى المجالات... وهي بذلك تتحدى العراقيل للوصول الى المستوى الفكري والتربوي المنشود.
ونحن اذ نشكر للوزارة خطواتها الصادقة في السعي نحو الأفضل... ندعوها الى التمسك بالأسس الديمقراطية التي دعا اليها ملكنا المفدى. اذ لا يكفي رأي واحد أو صوت واحد... والابتعاد قدر الامكان عن المركزية في اصدار القرارات حتى يتسنى للجميع المشاركة بالرأي وبالعمل فتزداد بذلك الانتاجية... ويتعدد العطاء الصادق والحقيقي والمطلوب.
وان من أهم ركائز العملية التعليمية التعلمية:
1 - المعلم: فهو الساعد الرئيسي في العملية التعليمية فيجب ان يكون له رأيه الخاص لكل قرار مصيري يتعلق به... واذا كان هناك اتفاق بين المعلمين على رأي فمن الضروري تحقيق الديمقراطية والشفافية... والا فما الفائدة اذا كان المدرس فقط ينفذ الأوامر المطلوبة منه ويعمل كالآلة وبسواعد محبطة ومحطمة وبقدرات مخنوقة.
2 - المختصون والموجهون.
3 - التلميذ وولي أمره.
4 - المدير والمدير المساعد.
وحتى يتسنى لنا تحقيق الديمقراطية الحقيقية المنشودة فانه بالامكان عقد لقاء لكل المدرسين في المراحل كافة كل حسب تخصصه ومرحلته في بداية ونهاية كل عام لمدة أسبوع أو أسبوعين حتى يتفرغ الجميع فلا يكون هناك تدريس وطلبة.
وتتضمن هذه اللقاءات مناقشة الآتي:
1- كل مقرر... وكل موضوع... والاتفاق على كل ما يحذف أو يضاف وبوجود المختصين يتم الاتفاق على الخطط الدراسية اليومية المتعلقة بالمقرر فلا يكون هناك لبس في نوعية الاهداف المطلوب تحقيقها ولا الطريقة المطلوبة.. فتستطيع الوزارة وضع الخطط اليومية المتفق عليها وتوزيعها على المدرسين كل حسب تخصصه. فتكون بذلك اتفقت معه على المطلوب أداؤه في الصف. فيسهل على كل من يريد التحقق من أدائه وستحفل هذه اللقاءات بالكثير من انجازات وابداعات المدرسين.
2 - ضرورة ترشيح المدير والمدير المساعد والمدرس الاول بالطريقة الديمقراطية الصحيحة... فالمدير أو المرشح الذي يجمع اكبر قدر من الاصوات يثبت في موقعه او ان يستبدل بمرشح اكثر كفاءة وديمقراطية.
3 - نوعية طرق التقويم لكل مقرر: وفيها تجب مراعاة كل من التلميذ والمدرس، ويجب عدم ارهاق الطالب وولي أمره.
فاذا تضمنت طرق التقويم كتابة الدفعة وكتابة التقارير وكتابة بحث وكتابة كراسات عمل وعمل انشطة واختبارات قصيرة واختبارات طويلة واختبار منتصف الفصل واختبار العملي واختبارات نهاية العام فإن التلميذ سيجد هذا الكم الشاق والمتعب في كل مادة وبالتالي ألا يشكل هذا ضغطا نفسيا وقيودا ثقيلة وكابوسا مخيفا واليس من حق الطلاب بعد ذلك ان يكرهوا مقاعد الدراسة... وأول ما يفكرون فيه بعد انتهاء كل امتحان هو تمزيق الكتب وتسرب الكثير من طلابنا من المدرسة؟
واذا كان هذا هو حال التلميذ فان حال المدرس لا يقل عنه قسوة وضراوة.. اذ انه محاصر بالكثير من المهمات في المدرسة... وبإكمال المناهج.. واكمال دفاتر تقويم الطلاب... فترى عمله الشكلي في المدرسة وعمله الحقيقي في البيت.. فيعتزل عن اسرته.. ويعتكف في صومعته مع دفاتره وأوراقه ولا يرى أولاده الا في المناسبات.
أليس من الاجدى ان يجد الطلاب والمعلمون في العلم الفائدة والمتعة وليس القيد والكابوس؟
لذلك فإننا عندما نفك قيد طلابنا... فانهم سيحلقون عاليا في سماء العلم والابداع والتطور.
ومن الضروري الاتفاق على نوعية وكيفية التقويم المناسب والصحيح لكل مقرر على حدة بين المدرسين والمختصين كافة.
فتحية عبدالله مكي عبدالله
مدرسة العهد الزاهر الإعدادية الثانوية للبنات
العدد 541 - السبت 28 فبراير 2004م الموافق 07 محرم 1425هـ