العدد 2353 - الجمعة 13 فبراير 2009م الموافق 17 صفر 1430هـ

المساجد لإعلاء كلمة الله

قال تعالى: «ومن أظلمُ ممن منع مساجدَ الله أن يُذكر فيها اسمُه وسعى في خرابها»، فإن المساجد بنيت لذكر الله وإقامة الشعائر وتعظيمها، وقد كان المسجد في أيامه الأولى محطة انطلاق إلى كل مناحي الحياة، وقد قصر دوره في هذا الزمن على الصلاة فحسب، مع أنه كان الجامعة العظمى والمدرسة الأولى لتخريج الأجيال ولبناء الرجال، كان معهدا للقضاء، وجامعة لتلقّي العلوم، ومحلا للتكافل والتراحم بين المجتمع، ومنبرا للتوجيه والإرشاد إلى خيري الدنيا والآخرة، وكان منارة لمداولة الآراء والكلام في واقع الناس وحياتهم، وقد بقيت بعض تلك الأدوار في زماننا بحمد الله لكن يحتاج الكثير منها إلى الرعاية والعناية ليكون المسجد مكانا للإصلاح والخير.

وإنك لتعجب -وما أكثر العجب في زماننا- عندما تسمع من يمنع ذكر الله تعالى في المساجد ويغلق ذكر القرآن والحديث والفقه والتزكية والرقائق، ووصف القائمين على المساجد في بعض البلدان الإسلامية بالتشدد والتطرف، ووصف المتساهلين بأحكام الشريعة والمنتهكين للحرمات بأنهم أهل الوسطية والاعتدال، والنهج الوسط!

وهكذا تقلب الموازين ويوصف الحق بأنه باطل والباطل حقا... بل وصل الأمر ببعض تلك الدول أن تغلق أبواب مساجدها بعد الصلاة المفروضة مباشرة ومنع مزاولة أي دعوة أو علم أو توجيه أو نصح! وفي الجانب الآخر تفتح أبواب السينما والفنادق المشبوهة والمقاهي المحظورة ومحلات بيع المحرمات على مصراعيها...! فرحماك يا الله.

وقد توعد الله تعالى من يمنع ذكره في بيوته ويتهجم على المساجد ويتحكم فيها بما يمليه عليه هواه، ويطرد أهل الصلاح والخير من مزاولة عبادتهم لله وذكره بقوله تعالى: «وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن منَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ» (114 سورة البقرة).

محمد الغريب

العدد 2353 - الجمعة 13 فبراير 2009م الموافق 17 صفر 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً