قال شهود ان رئيس هاييتي جان برتران ارستيد الذي فر من بلاده أمس الأول والتي شاعت بها الفوضى وصل الى عاصمة جمهورية إفريقيا الوسطى، وبتخليه عن السلطة استجابة للتهديدات الداخلية والضغوط الدولية يكون الرئيس الـ 22 الذي يطاح به في البلاد التي لم يكمل فيها سوى ثمانية رؤساء فترات حكمهم.

- تولى السلطة لأول مرة في هاييتي العام 1990 في أول انتخابات ديمقراطية حرة تجرى في تلك الجزيرة الكائنة في منطقة الكاريبي إذ حصل وقتئذ على 68 في المئة من أصوات الشعب.

- تعهد بتطبيق القانون والسعي إلى تحسين أوضاعه الاقتصادية المتردية وألقى باللائمة على كل ما كانت تعاني منه البلاد على الأنظمة التي تعاقبت على الحكم بدءا من تروجيلو الذي قتل بعدما حكم 18 عاما ليعقبه فرانسوا دوفالييه الذي نصب نفسه رئيسا مدى الحياة العام 1975 ليتوفى فيخلفه في الرئاسة نجله جان كلود الذي أسقطه الشعب العام 1986 ليهرب إلى فرنسا ويقيم فيها حتى الآن بفضل الثروة الهائلة التي هربها خلال حكمه، وخلفه في الحكم عدة رؤساء انتقاليين حتى العام 1990 عندما نظمت أول انتخابات ديمقراطية فاز فيها أريستيد.

- لم يتمكن أريستيد من الاحتفاظ بالسلطة سوى ثمانية أشهر إذ تمت الإطاحة به بانقلاب عسكري بقيادة الجنرال راؤول سيدراس، وتمكن أريستيد من الهروب والوصول إلى أميركا إذ عرض قضيته على الأمم المتحدة.

- لم تتمكن المنظمة الدولية من التدخل إلا العام 1994 بعدما قبل العسكر تسليم الأمور إلى أريستيد - الرئيس الشرعي- إثر مفاوضات جرت مع الرئيس الأسبق جيمي كارتر كوسيط دولي.

- اتفاق كارتر- سيدراس مهد السبيل أمام دخول قوات دولية كانت فيها القوة الأميركية تؤلف غالبية إلى جانب وحدات رمزية من بعض دول أميركا اللاتينية.

- مع أن التدخل الأميركي اشترط عدم ترشيح أريستيد نفسه للرئاسة العام 1995، إلا أنه عاد وترشح بعد ذلك ليفوز بالمنصب مجددا العام 2000 خلفا لرينيه بريفال. بيد أن الاتهامات التي وجهت إليه بتزوير الانتخابات أساءت لصدقيته كثيرا. وهكذا وبينما بقيت له سنتان من رئاسته حتى تنتهي عاد أريستيد ليواجه تمردا مسلحا استمر ثلاثة أسابيع وضغوطا متزايدة من الخارج للتنحي. وبقت واشنطن تراقب الوضع عن كثب وتبعث بإشارات من دون تدخل حتى كتب لها ما أرادت بتنحي أريستيد عن السلطة.

- هاييتي هي أفقر دولة في النصف الغربي من الكرة الأرضية، وقد تعاقب عليها 53 رئيسا منذ استقلالها