أدرجت دراسة عالمية أجريت مؤخرا حول أكثر نساء الشعوب استهلاكا وتبذيرا للنقود المرأة السعودية بقائمة أوائل النساء استهلاكا، لاسيما أدوات التجميل التي تنفق عليها مبالغ طائلة نظرا لولعها بحب الشراء وهوس التسوق الذي يطاردها فتتحين الفرص وتستثمرها لممارسة هوايتها المفضلة أينما كانت ووقتما حلت، بحسب صحيفة سعودية .

وقالت صحيفة «اليوم» السعودية في تقرير نشرته أمس «نظرا لقرب المنطقة الشرقية من مملكة البحرين، اتجه كثير من السيدات والفتيات للتبضع من البحرين وشراء الكثير من المستلزمات والحاجيات من أسواقها رغم أن كثيرا من تلك البضائع متوفر بالأسواق السعودية، وعلى الرغم من صغر مساحة البحرين مقارنة بغيرها من دول الخليج إلا أنها تضم عددا كبيرا من الأسواق الشعبية والمجمعات التجارية والتي دخلت في الحقبة الأخيرة منافسة قوية مع أسواق دول الخليج لمحافظتها على تراثها الشعبي، لتحظى باستقطاب السيدات والفتيات السعوديات اللائي أبدين أسبابا متنوعة لإقبالهن على التسوق من مملكة البحرين».

وتنقل الصحيفة عن زينب مغيص : «أفضّل التسوق في البحرين كل نهاية أسبوع لأكافئ نفسي وعائلتي بعد عناء العمل والدراسة بقضاء يوم ممتع في التسوق وشراء ما هو جديد وغير متوفر بالأسواق السعودية بأقل الأسعار».

في حين تنقل عن ابتهاج جعفر قولها «البحرين تجمع في أسواقها بين محلات البيع و أماكن الترفيه والترويح عن النفس، فالمجمعات التجارية توجد بها السينما والمسرحيات، وكذلك باقي الأماكن كالمدن المائية والتزلج والمدن الترفيهية والمطاعم المتنوعة المذاق و الفنادق، فجميع ما ذكر يحوي أسواقا، حيث نضرب عصفورين بحجر تسوق واستجمام، وهناك منتجع» جزيرة حوار الشهير «الذي يضم رحلات بحرية بالسفن وجميع الأماكن للعامة وليست محتكرة على العوائل».

كما تنقل نور العلقم «إن شراء مستلزماتي النسائية الخاصة يستغرق مني الوقت الكبير والخجل الكثير عند شرائي إياها من الأسواق السعودية، بينما هي أسرع وبارتياح أكثر في البحرين لأنها متناولة في محلات بإدارة نسائية فنشعر بالراحة بالإضافة إلى توفر أماكن قياس في المحل نفسه عكس ما نراه من تزاحم في أماكن القياس في مجمعات أسواقنا حيث لا تتوفر إلا بعدد قليل جدا وعلى مستوى مجمع كامل».

وتضيف (هـ . أ) إن وجود غرف القياس في أغلب المحلات يوفر الجهد وعناء الذهاب والإياب واسترجاع المال أو عدم استرجاعه فغرف القياس بالمجمعات التجارية في السعودية تكون محدودة وتتبع دورات المياه وتكون مزدحمة عادة مما يضيع علينا الوقت الذي يمضي ونحن ننتظر مجيء دورنا إلى جانب المشاكل والخلافات بين النساء أثناء انتظار الدور لغرفة القياس».

وعلقت مدينة محفوظ على شراء الملابس الخاصة في أسواق السعودية وقالت: «تتعرض الواحدة منا للكثير من المضايقات أثناء شرائها ملابسها الخاصة من قبل البائعين السعوديين وحتى الأجانب، لذا عزفت الكثيرات عن الشراء من أسواق السعودية وأصبحن يرغبن بالشراء من البحرين حيث يكون الباعة نساء مثلنا نشعر معهن بالطمأنينة والراحة ويساعدننا بضمير في اختيار الموديل والمقاس المناسب».

وتنقل الصحيفة السعودية عن نورة عبد الله «نحن النساء نبحث عن كل ما هو جديد في عالم الموضة ولم يصل إلى السعودية لنكن مختلفات عن الأخريات وتضيف أن طريقة عرض السلع لها دور كبير في اجتذاب السعوديات للأسواق البحرينية بالإضافة إلى التخفيضات التي تصل إلى 75 بالمائة على أفضل الماركات بينما تبلغ في السعودية 25 بالمائة ليغزو ذلك عقول النساء ليتهافتن على الأسواق والشراء».

وترى خيرية السعد أن الأسواق البحرينية لديها بعض المستلزمات التي تميزها عن بقية أسواق دول الخليج، لأنها واكبت التطور أولا بأول مع محافظتها على هويتها التقليدية ذات الطابع التراثي القديم، فهناك فئة من أهل البلد وكذلك السياح لا زالوا يبحثون عن المقتنيات التراثية مفضلين الطراز القديم على الأسلوب الجديد.

وتضيف أن جودة السلع التي تباع في مملكة البحرين تعتبر أعلى بكثير مما لدينا، خاصة أن المستهلك أصبح يعرف أن أغلب منتجاتنا مغشوشة ولم يعد يفرق بينها وبين الأصلي منها، إضافة إلى أن تنوع السلع في أسواق البحرين واضح حيث لا يتعب المستهلك في الحصول على ما يحتاجه، وسيجد جميع متطلباته متوفرة دون أي تعب أو جهد يذكر.

أما حنين العتيبي فتفضل الذهاب للمشاغل النسائية بمملكة البحرين لأن أسعارها أقل بكثير من نظيرتها بالمملكة، مؤكدة أن من ترتاد المشاغل النسائية ستلاحظ أن أسعار خدمات الصالونات البحرينية أقل بكثير من مثيلتها بالسعودية بالمقابل الاهتمام بالنظافة والحرص على إرضاء الزبونة، فمثلا أنا أصرف 500 ريال بمشاغل البحرين على 6 أعمال كتنظيف بشرة وقص الشعر وعمل منكير وبدكير, أما لدينا فلا يكفي هذا المبلغ حتى لعمل تنظيف بشرة فقط لذا لي أكثر من 13 عاما وأنا أتعامل مع نفس المشغل في مملكة البحرين ولأنني زبونة لديهن يقدمن لي خصومات إضافية.

ورأت الأخصائية النفسية فاطمة أحمد أن أسباب إقبال النساء السعوديات على الأسواق البحرينية لا يعود بالضرورة لإدمان التسوق وقد يرجع لارتياحهن في التعامل مع الباعات في المتاجر البحرينية، حيث يشعرنهن بقيمتهن وأهميتهن، كذلك قد يكون للأسعار المنخفضة وأماكن السياحة وأجواء المتعة ومرافقة العائلة أثناء التسوق، وطبيعة شعب البحرين الودود، وكون أكثر الباعة من النساء بحسب طبيعة مجتمعهم واختلاف النمط المعيشي بين الشعبين، فالتسوق حاجة نفسية لابد أن يشعر فيها المرء ببعض الراحة النفسية والهدوء النسبي ليكون عامل جذب مباشر لتشجيع السيدة على التسوق. وتؤكد في نفس السياق مسؤولة تسويق في إحدى الشركات ليلى الفرج إن مسؤولي المبيعات يضعون في اعتبارهم إدراج السيدات السعوديات ضمن الفئة المستهدفة في التسوق داخل مملكة البحرين، بحكم قرب الموقع الجغرافي بين البلدين، وارتباط السعودية بالبحرين عبر جسر تعبر عليه آلاف الأسر بهدف المتعة والتسوق، وشهرة المرأة السعودية في العالم كله بحبها للتسوق، لذا يستخدم المسوّق جميع أدوات وأساليب الجذب التي تؤثر على نفسيات المتسوقات بطريقة إيجابية لحثهن على التبضع وسط المتعة، فالتسعير من خلال التخفيضات الموسمية له دور، حسن تعامل البائع وخاصة أن أغلب بائعات البحرين سيدات يتفهمن متطلبات النساء من بني جنسهن وتحترم خصوصيتهن، إضافة إلى طريقة عرض المنتج وأسلوب الإعلان الذي يعتمد على الصورة والصوت بحيث يحاكي العنصر المرئي والسمعي وهي طريقة جديدة على السيدات السعوديات بحكم عادات وتقاليد مجتمعنا التي تمنع عرض صور الأرواح في الإعلانات أو تشغيل الموسيقى في المحلات، إضافة إلى اختصاص البحرين بإنتاج بعض البضائع «المحلية « دون غيرها، جميعها عوامل تشوق المتسوقة وتجذبها وعائلتها وتحثها على التبضع من البحرين بمجرد مرورها من المحلات