العدد 2746 - السبت 13 مارس 2010م الموافق 27 ربيع الاول 1431هـ

الزلزال يحرم الرئيس التشيلي من تنفيذ وعوده الانتخابية

الرئيس التشيلي المنتخب سباستيان بينيرا (أ.ف.ب
الرئيس التشيلي المنتخب سباستيان بينيرا (أ.ف.ب

حرم زلزال تشيلي المدمر الرئيس المنتخب للبلاد، سباستيان بينيرا من فترة شهر عسل بعد تسلمه السلطة، لكن الزلزال قد يكون فرصة بالنسبة للرئيس الجديد أكثر منه مبعث خطر مع بدء جهود إعادة الإعمار في البلاد.

ويعطي الزلزال الذي بلغت قوته 8.8 درجات والذي أحدث أمواج مد عاتية قتلت المئات ودمرت بلدات ومدنا وطرقا بينيرا العذر إذا لم يوف بتعهدات قطعها أثناء الحملة الانتخابية بتعزيز النمو الاقتصادي السنوي إلى ستة في المئة وتوفير مليون فرصة عمل.

وأشار ائتلاف يسار الوسط الذي دفع به بينيرا إلى المعارضة عندما أدى اليمين الدستورية يوم الخميس إلى التعاون للمساعدة على إعادة الإعمار ما يعني أن مهمة بينيرا ستكون أسهل مما كان متوقعا في السابق في برلمان منقسم.

وتشيلي قوة تعدين تحظى بشهرة عالمية وتزخر بالمدخرات من صادرات النحاس، كما أنها واحدة من أكثر اقتصادات السوق الناشئة استقرارا. وتصنيف تشيلي الائتماني ممتاز ما يسهل عليها عملية الاقتراض لتمويل إعادة الإعمار.

لكن بينيرا، الملياردير الذي جنى معظم ثروته في مجال الخطوط الجوية استقر على حكومة تحفل بشخصيات لها باع في مجال الأعمال ولا تضم شخصيات لها تجارب كبيرة في القطاعين السياسي والعام وذلك في وقت لا مجال فيه لمشاكل الحكومات الجديدة.

وقال دانيال كيرنر وهو محلل في جماعة يوروآسيا الاستشارية لقياس المخاطر «المخاطر التي أمامه هي حكومته الجديدة... لا يمكنهم قضاء عام في تعلم كيف تجري الأمور... وإذا حول بينيرا اهتمامه عن إعادة الإعمار فقد يسبب ذلك مشكلة له».

لكن كيرنر، قال إن الأزمة التي سببها الزلزال الذي ضرب البلاد يوم 27 فبراير/ شباط قد تساعد بينيرا (60 عاما) على ترسيخ قدمه بعد عشرين عاما من حكم ائتلاف يسار الوسط في تشيلي.

وأضاف «يعطيه أجندة أكثر وضوحا وفرصة لتنفيذها ويمكنه من إبداء المزيد مما كان سيظهره لو لم يقع الزلزال».

ومع تنامي الغضب من إدارة الرئيسة السابقة، ميشيل باشيليت، بسبب بطء وتيرة المساعدات وإعادة النظام بعد تفشي النهب فإن تسامح شعب تشيلي مع الإدارة الجديدة سيكون هشا.

ويريد الناجون من الزلزال والذين تسلح بعضهم لحماية أنفسهم من اللصوص بعد الزلزال نتائج سريعة من بينيرا.

وقال سيرجيو ألاركون، وهو خباز يبلغ من العمر (34 عاما) من مدينة كونسيبثيون المتضررة من الزلزال «ينتظر الجميع لرؤية ما سيفعله بينيرا». وأضاف وهو يتابع الحشود وهي تدخل المتجر الكبير الذي يعمل به «لدي ثقة».

ويسعى بينيرا الذي يعتزم بيع حصته الكبيرة في شركة طيران (لان إيرلاينز) الناجحة في تشيلي بعد انتخابه إلى الحد من سقف التوقعات.

وقال بينيرا في الأيام التي أعقبت الزلزال «من المستحيل تجاهل أن هذا الزلزال سيعني تغييرات كبيرة في برنامج حكومتنا».

وناشد بينيرا معارضيه مساعدته على الدفع بتشريع خاص بمساعدات الطوارئ وإعادة الإعمار والتبرعات من القطاع الخاص في الأيام الأولى له في الرئاسة بالإضافة إلى تغيير أنظمة التحذير من أمواج المد العاتية في تشيلي.

وبينيرا هو أول رئيس محافظ ينتخب بشكل ديمقراطي في تشيلي منذ خمسين عاما، لكن من غير المتوقع أن يحدث تغييرا جذريا في السياسة الاقتصادية بعد 20 عاما من تولي يسار الوسط السلطة في البلاد.

واعتمد البرنامج الأصلي لحكومة بينيرا على الضرائب وحوافز أخرى لجذب استثمارات خاصة وتوفير فرص عمل وتعزيز النمو مع خروج الاقتصاد من أول ركود يعاني منه خلال عشر سنوات، ومن المتوقع أن يدفع بينيرا بهذه السياسات لكن الزلزال فرض نفسه على رأس أولويات جدول أعمال الرئيس الجديد.

وستكون إعادة بناء جسور وشق طرق من أولويات بينيرا حتى يتمكن مصدرو الفواكه والنبيذ في تشيلي من توصيل منتجاتهم إلى الموانئ.

ويقدر محللون أن الزلزال سيخفض بما يصل إلى نقطتين مئويتين من التوقعات الأصلية للنمو في 2010 وهي نحو خمسة في المئة، وسيكون الضرر الأكبر في النصف الأول من هذا العام.

لكن اقتصاديين آخرين يتوقعون أن يبقى النمو قويا. وقال رئيس البنك المركزي في تشيلي، خوسيه دي جريجوريو، يوم الأحد الماضي إنه لا يستبعد نمو الناتج المحلي الإجمالي في إطار التوقعات السابقة للبنك وهي ما بين 4.5 و5.5 في المئة.

وتعهد البنك المركزي بإبقاء السياسة النقدية حرة لفترة لمساعدة الاقتصاد على التعافي.

وبينما تعطي إعادة الإعمار بينيرا فرصة لحشد الدعم وراء حكومته فإنه يحتاج للتحرك سريعا

العدد 2746 - السبت 13 مارس 2010م الموافق 27 ربيع الاول 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً