العدد 2746 - السبت 13 مارس 2010م الموافق 27 ربيع الاول 1431هـ

المدارس الدينية اليمنية تحت المراقبة لاعتبارات أمنية

طالبة يمنية تهم بدخول معهد ديني في صنعاء
طالبة يمنية تهم بدخول معهد ديني في صنعاء

ترك الماليزي محمد فطري بن كازه بلاده وقطع مسافة كبيرة لتحقيق حلمه بدراسة الإسلام واللغة العربية في مدرسة دينية يمنية.

وبن كازه واحد من مئات الطلاب الوافدين من آسيا وإفريقيا على تريم وهي بلدة تاريخية تشتهر بأنها المركز الديني في منطقة حضرموت اليمنية الفقيرة حيث تضعف سلطة الحكومة فيها وتتولى القبائل السيطرة وينشط تنظيم «القاعدة».

والمنطقة النائية هي مسقط رأس عائلة أسامة بن لادن زعيم «القاعدة» الذي ولد أبوه في واد ليس ببعيد عن تريم قبل أن ينتقل إلى السعودية المجاورة.

وقال بن كازه «أي شخص يريد أن يقوي لغته العربية (عليه) أن يأتي إلى البلاد التي تستخدم فيها اللغة العربية. في ماليزيا توجد جامعة ومعاهد تدرس باللغة العربية لكن بالنسبة للبيئة لكي نحصل على تعليم اللغة العربية بشكل قوي لابد أن ندرس في بلاد عربية». وأضاف أن وجوده في اليمن ممتع وأنه يتمنى الانضمام إلى مدرسة أبيه الدينية عندما يعود إلى بلاده بعد التخرج.

وتريم مركز قديم لتعليم الصوفية أيضا لكن كل المدارس الدينية في البلاد تخضع للمراقبة بعدما أعلن «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب» مسئوليته عن محاولة فاشلة لتفجير طائرة أميركية يوم 25 ديسمبر/ كانون الأول.

ويعتقد أن المفجر النيجيري المتهم عمر الفاروق عبد المطلب تبنى الفكر المتشدد في اليمن حيث كان يدرس اللغة العربية.

ويجلس الطلاب حول المعلمين في حلقة دراسية صوفية وينصتون بعد صلاة العشاء إلى دروس في الشريعة والقيم الإسلامية والنحو العربي.

وقال عبد الله محمد بن شهاب، وهو أستاذ في التعليم بجامعة حكومية محلية «مدرسة حضرموت تنبذ العصبية بكل أشكالها والتطرف بكل أشكاله وتنبذ الغلو بكل أشكاله وتتعامل مع المخالف برفق ومعاملة حسنة أي كيف تتعامل مع الشخص غير المسلم كما كان يتعامل الرسول مع الذين لم يدخلوا الإسلام. كيف تتعامل معهم؟ تعامل معهم بالتسامح».

ويقول محللون إن المدارس الدينية الكبرى تتعاون مع الحكومة اليمنية لتدريس الإسلام المعتدل لكن هناك مدارس سلفية تروج للتفسير المتشدد للإسلام السني الذي يعتقد أنه يفرخ التعصب.

وقال المحلل عبد الغني الارياني، إن هذه المدارس هي المشكلة فمن الصعب الإشراف عليها.

وأضاف أن هناك العديد من مدارس تعليم اللغة العربية والمعاهد الدينية الأصولية في أنحاء اليمن مثل جامعة الإيمان في صنعاء التي لها فرع في مدينة المكلا عاصمة حضرموت.

وأعلن اليمن الحرب على «القاعدة» لكن دبلوماسيين يقولون إنه لا توجد شفافية كبيرة بشأن تمويل المدارس الإسلامية في حين أن شعب اليمن في حاجة ماسة للمساعدة ويعيش قرابة نصفه على أقل من دولارين في اليوم. وشددت صنعاء إجراءات منح التأشيرات بعد محاولة التفجير الفاشلة لكن لا يزال مواطنو دول عربية مثل مصر والأردن باستطاعتهم دخول اليمن بدون تأشيرة.

وقال مدير مدرسة رباط تريم، عبد القادر محمد الشاطري، وهي واحدة من أشهر المعاهد في حضرموت إن الطلاب يخضعون للتدقيق من قبل قوات الأمن الحكومية قبل أن يأتوا إلى المعهد.

وأضاف أن الطلاب ينفقون على إقامتهم ويدفعون ثمن كل شيء.

وجذب طلاب أجانب لدراسة الإسلام عامل مهم للاقتصاد المحلي في حضرموت بعدما انهارت السياحة بسبب موجة من هجمات «القاعدة» في السنوات القليلة الماضية.

ولأن المدارس التي تشبه رباط تريم تتطلب دراية باللغة العربية قبل الالتحاق بها فإن العديد من الطلاب يتصلون بجمعيات خيرية إسلامية في بلادهم من الصعب التأكد من تمويلها ودوافعها.

ويرى دبلوماسيون أن بعض الجماعات الخيرية تمول مدارس بأكملها وأن أخرى تعطي الطلاب منحا دراسية. وقال الارياني إن بعض المدارس تحصل على تمويل من أثرياء.

والسعودية هي المانح الأكبر لليمن كما أنها تقدم تمويلا إلى حكومة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، لكن الجانبين يحجمان عن كشف حجم هذا التمويل.

وتقييم المساعدات السعودية لليمن أمر صعب لأن المملكة تفضل تحويل الأموال إلى اليمن بعيدا عن منظمات دولية مثل البنك الدولي.

وتدفع السعودية أموالا إلى قبائل في شمال اليمن لتحسين الوضع الأمني أو بناء مساجد تكون في الغالب هي المباني الوحيدة الجديدة في شوارع دولة ذات موقع استراتيجي مثل اليمن الواقع في الطرف الجنوبي الغربي لشبه الجزيرة العربية. وذكرت الحكومة الأميركية في تقرير في سبتمبر/ أيلول أن السعودية لاحقت جمعيات خيرية تقدم تمويلا بعدما شنت «القاعدة» هجمات فيها بين عامي 2003 و2006 لكن لا تزال هناك ثغرات.

وأفاد تقرير مكتب المحاسبة الحكومي في الولايات المتحدة «لا يزال مسئولون أميركيون قلقين بشأن قدرة سعوديين وجمعيات خيرية سعودية على دعم الإرهاب خارج السعودية» وقالوا إن السبب في هذا هو قلة موارد إنفاذ القانون في السعودية وانتشار استخدام المتعصبين للنقود

العدد 2746 - السبت 13 مارس 2010م الموافق 27 ربيع الاول 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً