العدد 2751 - الخميس 18 مارس 2010م الموافق 02 ربيع الثاني 1431هـ

ما الهم الذي تحمله؟

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

أهو همّ الحصول على بيت العمر؟ أم هو همّ تربية الأبناء؟ أم همّ تسديد الديون المتأتّية من عالم الاستهلاك؟ أم هو حصيلة ذلك كلّه؟!

هناك كثير من الناس من يرى أنّ بيت العمر يعد من الهموم التي تستوجب لها حلول من الدولة، وخاصة مع ظهور البيوت الذكيّة التي لم يتقبّلها الشارع البحريني، وأزعجت أرباب البيوت إزعاجا حقيقيا، وأدّت الى تذبذب الرأي العام بين معارض وموافق.

فئة أخرى من الناس تجد أنّ بيت العمر ليس له مقدار وأهمّية يعوّلون عليها، بقدر تربية الأبناء في زمن العولمة والانترنت والتأثّر بالبيئات المغايرة للمجتمع المحافظ، فتربية الأبناء أصبحت همّا أكثر منها سعادة في الوقت المعاصر، وتقلّصت الأسرة من الممتدة الى النواة تبعا لتغيّر المجتمع، فأصبحت الأولويات في هذا الزمن هي كيفية إعالة الأسرة وتربية الأبناء تربية صحيحة، وكيفية الحصول على جامعة محترمة لمواصلة تحصيلهم العلمي، وفي النهاية الحصول على تلك «الواسطة»، التي ستجهّز مكان العمل للأبناء!

أما الفئة الثالثة في مجتمعنا تنظر إلى مشكلة تراكم الديون والقروض، وتجد همّها يتركّز في تسديدها، وتعتبرها أولوية للعيش في المجتمع، بصرف النظر عن الهموم الأخرى المصاحبة في الدنيا.

ولكن لم يتكلّم أحد من الناس عن الهم الأعظم هذه الأيام، وهو همّ غير واضح المعالم لفئة وواضح جدا جدا لفئة أخرى، ألا وهو هم الطائفية البشعة في مجتمعنا المحلّي. وخاصة نحن نرى هذه الأيّام تصعيدا في المواقف المختلفة، فالاستقرار في البحرين يُعَدُّ همّا كبيرا على عاتق كل مواطن، ويجب أن يحمله سعيا لتدارك المواقف القادمة.

لنبتعد عن السياسة وعن الصحافة، وننظر إلى المواطن البسيط الذي لا يفكّر إلا في قوت يومه، ولنذكّره بأهمية الوحدة الوطنية ودور الحوار الهادئ والبعيد عن الطائفية، والمؤدي إلى استقرار مناطق البحرين.

همومنا كثيرة وتحدّياتنا متوالية، ونحتاج إلى تبادل نفس الهموم من أجل البحرين، فهي لا تنمو إلا بالمواطن العادي البسيط، ولا تتحقق الأحلام إلاّ عن طريق وضع يدنا بيد بعض، وعدم تغذية الشارع بالكراهية للطرف الآخر، فنحن في النهاية نحمل نفس الدم ونفس الموطن، وأرجو أن تكون الرسالة قد وصلت إلى من يهمّه الأمر!

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 2751 - الخميس 18 مارس 2010م الموافق 02 ربيع الثاني 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 2:57 م

      ماذا جرى؟

      إبنتي العزيزة: ماذا جرى لوطننا الغالي وشعبه الأصلي الطيّب بطائفتيه الكريمتين؟ قاتل الله من زرع بذور الفتنة والشقاق بيننا ونحن أبناء دينٍ حنيف واحد، ووطن عزيز واحد، وتباً و سحقاً لمن تسبب في ما تشهده بلادنا العزيزة من حرقٍ ودمار بسبب إحتلال الغرباء بلادنا وطمس هويتها،، ومشاركتنا خيراتها رغماً عنا. هذا هو الهم الأكبر فقط للبحريني الحر الأبي الذي يحب وطنه ومتمسك بترابه الغالي على الرّغم مما يلاقي. أسال الله أن يزيل عنا هذا الهم الكبير الذي تهون أمامه جميع الهموم. آمين

    • زائر 9 | 6:50 ص

      تقى البتول

      كل ماذكرتيه يا ابنتى تؤرق المجتمع البحرينى وتشغل فكره وتجعله في دوامة وخاصة الطائفية البغيضة التي جعلت البحريني مفكك بعد ان كنا اسرة واحدة متحابا ظهروا لنا هالسلفيين ليقتلوا الحب الذى جمعنا من سنوات طويلة ... الله يخذلهم ويخذل مخططاتهم .. امين رب العالمين .. وعجل لصاحب العصر والزمان

    • عبدالله ميرزا | 6:17 ص

      هم الهموم

      كل ما ذكرتى ايتها الاخت المؤمنه هموم يحملها كل سعب البحرين ويعيد حسابته كل يوم ويفكر فيها لان الرزق ضيق وفرص الرزق قليله وان وجد الرزق لاترقى ولازيادة فى الراتب ومهدد بالتسريح من العمل .

    • زائر 8 | 4:14 ص

      همنا الحصول على وظيفة مناسبة لمؤهلاتنا

      ولكن هذا الهم لايلغي الهم الأسمى والأكبر وهو اللحمة الوطنية وتكاتف الأخوة مع بعضهم البعض والسمو والرفعة على الخلافات التي تريد بعض الجهات تعظيمها وتفجيرها فعقلية التفخيخ والتفجير هي المسيطرة على عقولهم .. مقال بحق رائع

    • زائر 6 | 3:40 ص

      لا نستطيع فك السياسة عن حب الوطن

      الشروقية سياسية منذ الأفل ومنذ ..... وديوان الخدمة المدنية ورئيس الحملة ، لكن عندما تكتب عمّن تحبوه و توالوه فالويل لها ، أعرف الشروقيين ألها الوطنيين السياسين الذين لا تردعهم في الحق لومة لائم ، امض في السياسة يا بنت العرب ونحن لك مساندين .. شكرا لك يا اخية و انتي فعلا اخت الكرام الطيبين

    • زائر 5 | 2:51 ص

      مقال جميل

      يا احت مريم الاطباء كثيرون ولكن كل طبيب يتخصص في مجال معين في الطب ويبدع فيه لو ان طبيب وصل الى مستوى عالي في جراحة القلب ثم قدم له يعالج مريض يعاني مرض في العين هل تراه يكون ادائه وتشخيصه للمرض والعلاج بنفس الاداء في مريض القلب طبعاً لا وها لايعني انه عيباً فيه بل العكس .. فيا اخت مريم انت مبدعة في مجال خدمة الوطن مبدعة في نبد الطائفية المقيته فعساك على القوة وهدا ليس انتقاصا منك بعدم اهليتك للخوض في الامور السياسية بل انت جديرة بدلك ولكن انت في مجال الوحدة الوطنية قلمك وفكرتك تصل الى القلب

    • زائر 4 | 2:00 ص

      هذا بحرك

      يا خت مريم، فكتابتك في هذا المجال معقولة ومناسبة، ولكنك حين تغوصين في بحر غير بحرك تغرقين، كما يحدث حين تكتبين في السياسة. لكل بحر غواص.

    • زائر 3 | 1:48 ص

      الى الله اشكوا

      اختي مريم الهموم أزدادت بين الناس وهم الطائفية اكبر هم ولكنها السياسة التي استند عليها من سولت له نفسه لتفكيك هذا الوطن فرق تسد أو فرق واهجم والله الدي خلق الخلق وبيده العمر والرزق لو الناس من سنة وشيعة تعاونوا فيما بينهم وطالبوا بحقوقهم بالطرق السلمية المتاحة لما استوحد فينا هولاء ...........

    • زائر 2 | 12:57 ص

      في الصميم

      لنبتعد عن السياسة وعن الصحافة، وننظر إلى المواطن البسيط الذي لا يفكّر إلا في قوت يومه، ولنذكّره بأهمية الوحدة الوطنية ودور الحوار الهادئ والبعيد عن الطائفية، والمؤدي إلى استقرار مناطق البحرين لتكن مواضيعك في هذا المجال أفضل وش لش بالبحر وهواله

    • زائر 1 | 9:40 م

      بومريم

      أسعد الله صباحكِ الجميل بكل خير . كالعادة مبدعة بمقالاتك البحرينية الوطنية الجميلة التي ترووووق للجميع .

اقرأ ايضاً