العدد 2358 - الأربعاء 18 فبراير 2009م الموافق 22 صفر 1430هـ

خميس المقلة يناقش تأثير الإعلان على الشباب

في ندوة بالملتقى الثقافي الأهلي

يتحول العصر الحديث يوما بعد يوم لأن يكون صيغة متكاملة للاستهلاك، إذ ينشط في طرف المنتج لأن يصنع بتطورات العلم كل غرض وسلعة، تخطر ولا تخطر على البال، وذلك كي يخلق أو يلبي حاجات لدى مستهلكيه، وبين هذا وذاك، يأتي وسيط يتنكر –غالبا- للإنسانية، ويضع هدفا له تحقيق المكاسب للطرف المنتج على حساب أي شيء آخر.

بلا شك، فإن عبارة غالبا الاعتراضية كان سببها هو التعفف عن التعميم الظالم لذلك الوسيط، إذ يؤدي في بعض الأحيان، وضمن توجه جديد دورا في جوانب آخرى، يعزز فيها أيضا الكثير من القيم والأخلاق المجتمعية، دون النزوع إلى الطبيعة الأساسية في ترويج السلع والخدمات.

هنا، كان الإعلان على المحك، فهل هو رسالة السلام، أم هو أداة التسويق والاستهلاك، إذ لا بد لكثير من التفاصيل أن تفهم كي يتمكن الفرد من تقييمه في ميزانه، وأن يجعل من نفسه آمنا متحصنا مما قد يضمره له إعلان تلفزيوني بسيط في فواصل المسلسلات والأفلام.

حول كل تلك المضامين، كان جمهور الملتقى الأهلي الثقافي وبرنامجه مقهى الشباب على موعد مع رئيس جمعية المعلنين البحرينيين خميس المقلة، في حوار كان عنوانه هو «تأثير الإعلان على ثقافة الشباب».

المقلة في ندوة متميزة كان قد أحياها بشرحه وأحاديثه والقصص التي قرب بها الصور وعروض الأمثلة الإعلانية، تحدث للجمهور مستهلا بحكاية عن زيارة قام بها لمنطقة ميسور حينما كان في الهند، إذ يقول «حينما كنا في محطة قطارات فيكتوريا، كانت المحطة مليئة بملصقات حول مدينة ميسور، وبسبب ذلك قررنا زيارة هذه المدينة مع قلة تكاليف السفر، وكانت بالفعل إحدى أجمل الرحلات والمناطق التي زرناها».

ومن هنا، عرف المقلة الإعلان بأنه رسالة إلى جهة من الجمهور من خلال وسيلة مدفوعة الأجر لإيصال رسالة أو تعزيز سلوك معين، مستعينا بعدد من التعريفات المختلفة حول الإعلان، جاءت من مصادر مختلفة وتحكي الفكرة ذاتها بصيغ مختلفة.

المقلة أكد أن نجاح الإعلان ليس مرتبطا بجماله، إذ قال «نجاح الإعلان ليس بالإعجاب الذي يلاقيه، ولكن بالمبيعات التي يحققها، إذ الإعلان يخاطب العقل والمنطق، ويخاطب أيضا الوجدان بكل وسائله الإذاعين، التلفزيونية، الصحف، المطبوعات، الملصقات، الإنترنت والرسائل الإلكترونية».

وذكر إلى جانب ذلك الحجم الكبير لقطاع الإعلانات من خلال المصروفات الضخمة التي تنفق عليه، والأهمية التي يكتسبها الإعلان في تسويقه للأمور، معللا هذا الاهتمام بالقول «لو كان لدينا سلعة واحدة في كل أنحاء العالم، لما اضطررنا لتسويقها أو صناعة إعلانات لترويجها، ولكن ذلك يصبح أمرا حتميا مع تعدد السلع وتجددها، وتغيير شكل العلب وظهور منتجات جديدة والعروض الترويجية الخاصة كل موسم».

وتطرق خميس المقلة إلى أهمية قطاع الشباب بالنسبة للمعلنين، متحدثا في ذلك بالقول «تأتي أولى وأكثر الشرائح التي يوليها المنتج، وبالتالي وسيلة الإعلان بالاهتمام هي ربة المنزل، فهم يصنعون لها ويسوقون عليها سلعهم، وبعدها يأتي رب المنزل، ومن ثم بالدرجة الثالثة الشباب»، موضحا الشريحة الأخيرة ووضعها بالقول «هم قطاع هام ومستهدف لترويج السلع والخدمات والمطاعم والوجبات والمشروبات والحلويات، وبذلك على الشباب الانتباه وعدم الانجراف وراء ما تقدمه لهم وسائل الإعلان».

وطرح المقلة تساؤلا حل تأثير الإعلان على ثقافة وسلوكيات الشباب، مجيبا عليه بأن الإعلان يحاصر الفرد ويتعقبه حيثما ذهب، فهو موجود في الشوارع وفي أماكن العمل وفي المنازل، في التلفاز والإذاعة والمطبوعات، ولذلك وجده مؤثرا في قيم المجتمع، وله دور في خلق الاحتياجات والحد من حرية الفرد.

أما الطرح الختامي فقد كان حول دور الإعلان في خدمة قضايا المجتمع، إذ استعرض المقلة عددا من التسجيلات لبعض الإعلانات، وكان من بين الأمثلة التي يعالج منها الإعلان قضايا المجتمع الإعلانات الموجهة لمعالجة مشكلات السرعة، المخدرات، التدخين، الأمراض، الأسرة والأخلاق العامة.

من هنا، دعا المقلة إلى تصميم وبث إعلانات تغرس روح المواطنة والهوية الوطنية، ممثلا ذلك بالعملات التي تمت في السابق مثل «جزيرة الابتسامة المشرقة»، «المركز المالي للشرق الأوسط»، «المملكة الذكية»، مؤكدا أن هناك عزما على إقامة حملة بعنوان «البحرين بلد أعمال مضياف، وهي حملة جديدة، يراها الزائر في المطارات والأسواق وتوزع في سيارات الأجرة، كي يترسخ في الأذهان هذا الشعار، ويعمل الجميع على نشره»

العدد 2358 - الأربعاء 18 فبراير 2009م الموافق 22 صفر 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً