العدد 2358 - الأربعاء 18 فبراير 2009م الموافق 22 صفر 1430هـ

علي السعيد... رجل حزين يبوح بذكرياته

مدشنا مجموعته الشعرية الأولى

قد تبوح الذاكرة بما تحتويه من مواقف ومشاهد متفرقة في لحظة ما، وقد لا تبوح نهائيا مهما طالت أو قصرت مدة التعثر في الغوص داخل ثناياها، وحتى لا تضيع الذكريات أو تمحوها سنين متتالية من بعد سنين، كان الكاتب البحريني علي السعيد مع موعد يستعرض فيه تلك الذكريات المجموعة حبرا على ورق، وذلك عبر إصدار جديد دشنه يوم الأحد الماضي.

وكان السعيد قد أصدر مجموعته الشعرية الأولى ضمن تجربته الأدبية باللغة الإنجليزية، تحت عنوان «رجل حزين يرقص» (Sad man Dancing)، وهي المجموعة التي قدمها لجمهوره في حفل تدشين الإصدار بمعرض كاساديل للفنون.

ويعد الإصدار الجديد الثالث للكاتب علي السعيد، بعد أن كانت له تجربة في تقديم رواية بعنوان (QuixotiQ)، ومجموعة قصصية بعنوان (Moments)، حيث اختتمها بالمجموعة الشعرية الأخيرة.

التجربة التي يقدمها السعيد هي مجموعة ذكريات ومشاهد متناثرة، كان لمامها الورق الذي جمعها فيه خلال لحظتها الأولى، حيث قال «الملفت أنني لا أعتبر نفسي شاعرا، ولكن طوال السنين الماضية كنت أجمع ردودا من تجارب ومواقف، وكنت رغم اعتيادي الكتابة على الحاسب الآلي أكتب ما يأتي في ذهني خلال تلك اللحظات على الورق مباشرة، وهو ما كان يشعرني بتواصل مباشر ويساعدني على تفريغ التعابير التي تجول في ذهني مباشرة بالقلم»، ويضيف «لم أكن أفكر حينها بأن أنشر مجموعة المتخاطرات في ذهني والتي أقوم بتسجيلها، لأنها بمجملها أشياء شخصية لم تكن في حينها قابلة للنشر».

ويعد الكاتب هذه التجربة بمجملها محاولة للقيام بأمر مختلف، إذ تمت في عمرها إلى نحو عشر سنوات، وذلك كما قاله السعيد «تمتد تجربتي في الكتابة بهذه الطريقة لأكثر من 10 سنوات، مررت خلالها بمراحل مختلفة من حياتي، وسجلت خلال هذه السنوات روايتي والمجموعة القصصية والمجموعة الشعرية، كلٌّ من واقع حياتي».

وكما يقال، إن المرء لا يستطيع البكاء والنواح بغير لغته، فكذلك المشاعر أيضا، إذ هي لا تنقل بصدق إلا بلسان اللغة الأم، ورغم ذلك فقد كان السعيد كسرا للقاعدة، ومتحديا أيضا لها من خلال رؤيته، التي عبر عنها بالقول «لا أنظر للشعر وفق المنظور التقليدي من وضع القواعد وتنظيم النصوص، إنما الشعر يجب أن يكون طريقة للتعبير بدون روابط، وأنا كنت قد استخدمت لغة بسيطة في الكتابة، أحاول من خلالها عدم التعقيد ونقل الفكرة بكل بساطة كما هي».

وحول تقديراته الأولية لآراء وردود أفعال حضوره من المهتمين بتجربته، فقد لاحظ علي أن الناس أحسوا مباشرة بالانجذاب لما قدمه، رغم كونها أمورا شخصية بصورة عامة، إلا أن كل شخص وجد في حياته تجارب مشابهة مر بها كما قال.

أما الأمر المميز، فقد أوجد علي في بعض تلك المقاطع أسلوبا آخر، حول من خلاله النص الشعري إلى ما يشبه القصة، معلقا حول ذلك «كان إلى جانب النصوص الشعرية بعض النصوص الأقرب للقصة، وكان هناك تلاعب بالكلمات وتركيب الجمل كي يتم التلاعب بتفكير القارئ خلال البداية، وإيصاله إلى الفكرة المقصودة في النهاية».

السعيد قال «أنا عادة لا أحب التكرار، بدأت برواية، وثم مجموعة قصص قصيرة، واليوم أقدم تجربة الشعر، وهي تجربة مقارنة بالقصص، فإنني أجدها أكثر شيء شخصي مرتبط بي، فيما كانت القصص أكثر شيء ممتع ومسل، وكانت الرواية هي الأصعب، وتطلبت مني جهدا أكبر».

وكان التساؤل هو ما إذا تم تعديل المادة المنقولة من الورق إلى أجهزة الحاسوب، حيث بذلك يتغير جزء من إحساس اللحظة التي كتبت فيها، فكان السعيد قد أجاب على ذلك بالنفي قائلا «في مثل هذه الأمور، إذا تغير أي شيء يختلف المعنى، فالشعر مباشر بما تشعر به في لحظة وتكتبه، وقد أكون اضطررت لتغيير بعض الكلمات، ولكنني لم أتلاعب في التوقيت ولا الصيغة، فما يكتب أول مرة له معنى أكثر»

العدد 2358 - الأربعاء 18 فبراير 2009م الموافق 22 صفر 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً