فيما زادت التوعية بشأن «التعرض المأمون لأشعة الشمس» بشكل لافت للنظر طوال السنين القليلة الماضية، يتمثل الواقع المؤلم في عدم ترجمة هذه الارشادات الى سلوك حقيقي دائما. فيما يمكن ان تحدث بعض التدابير الوقائية البسيطة والسلوك الواعي تغيرا للموقف تماما.

ولكي نعي خطورة الأمر يجب ان نعرف ان حوالي 80 في المئة من مجموع الأشعة فوق البنفسجية التي يتعرض لها الفرد تحدث في سن الطفولة، وأن حرقين او ثلاثة حروق من حروق الشمس المتقرحة ستزيد فرص الاصابة بالورم الميلاني، وهو نوع من سرطان الجلد يمكن ان يكون قاتلا اذا لم يتم اكتشافه مبكرا، كما ان أشعة الشمس فوق البنفسجية هي التي تقوم بدور مهم في الاصابة بسرطان الجلد وشيخوخة الجلد المبكرة اضف الى ذلك انه يوجد عدد كبير من امراض سرطان الجلد في البحرين سنويا، وهنا وجب علينا حماية انفسنا وعائلتنا من أشعة الشمس. قبل عقود قليلة، كان الكثير من الناس من عشاق الشمس وكان من المعتاد والشائع ان يتمتع المرء بالسمرة الصحية التي تكتسبها البشرة من التعرض للشمس. بيد أن هذه «السمرة الصحية» مناقضة لذلك لان السمرة تحدث بسبب الاصابة للجلد. كيف يحدث ذلك؟

السمرة بين الواقع والطموح

يتسبب التعرض للأشعة فوق البنفسجية في تحفيز جسمك، باعتباره آلية الدفاع، للخلايا الصبغية التي تمنع الحاق الاذى بجلدك. ومن ثم، يعتبر الجلد المسمر، في الواقع، جلدا ضارا غير صحي. وبسبب هذه العقود من «اساليب الحياة بحمامات الشمس»، مازلنا نشهد ارتفاعا متزايدا في امراض سرطان الجلد والأمراض الجلدية الأخرى في الوقت الحاضر. وفي الواقع، لا تمثل الأشعة فوق البنفسجية السبب الوحيد لاصابة الاشخاص بشيخوخة الجلد المبكرة وامراض سرطان الجلد - ولكن توجد طبعا اسباب مهمة أخرى.

تنعم البحرين بأشعة الشمس طوال العام غير ان هذا يحملنا المسئولية المتزايدة لوقاية بشرتنا - بشرة اسرتنا - من التأثيرات الضارة لأشعة الشمس. ولحسن الحظ توجد الآن توعية كبيرة بأخطار الشمس، وبالتالي لم يعد اكتساب البشرة السمرة أمرا «رائعا» تماما.

ومع هذا، ان هذه التوعية لا تتم ترجمتها إلى سلوك حقيقي دائما ويرجع ذلك في الغالب الى نقص المعلومات المحددة عن التعرض المأمون لأشعة الشمس.

التعرض المأمون لأشعة الشمس

انه يتألف من عدة إجراءات بسيطة في سبيل المحافظة على صحة جلدك. وينبغي ان تبدأ الممارسة المأمونة للتعرض لأشعة الشمس في وقت مبكر من العمر لضمان الاستمتاع بجلد سليم طوال الحياة، ونحن نعرف ان الاطفال يقلدون الكبار - ومن ثم يجب على الآباء ان يكونوا امثلة يحتذى بها.

ويلزم تفادي الشمس على وجه الخصوص عندما تكون أشعة الشمس في ذروتها، أي بين الساعة 10 صباحا والساعة 4 عصرا. وحتى في الايام الغائمة، فمن الضروري الوقاية من الشمس إذ الغيوم تحتجز حوالي 20 في المئة فقط من الأشعة فوق البنفسجية.

ويستخدم الماء كعدسة ويسمح بالنفاذ الأعمق للأشعة فوق البنفسجية - وبالتالي ينبغي عليك عدم افتراض انك بامان حتى ولو كنت تشعر بالبرودة والراحة الجسدية.

وتذكر أن الرمال تعكس أشعة الشمس وبالتالي فمن الضروري ان تتوخى المزيد من الحذر عند قضاء الوقت على الشاطئ.

الكريم الواقي من أشعة الشمس

تحمي الكريمات الواقية من أشعة الشمس جلدنا عن طريق امتصاص أو معادلة أو عكس أو تبديد الأشعة فوق البنفسجية.

فاختر الكريم الواقي من الشمس المكتوب عليه عبارة «واسع المدى» الذي يعني أنه سيحمي من الأشعة فوق البنفسجية «أ» والأشعة فوق البنفسجية «ب». (وتعتبر الأشعة فوق البنفسجية «أ» مسئولة في المقام الأول عن الاصابة بالشيخوخة المبكرة للجلد فيما تسبب الأشعة فوق البنفسجية «ب» حروق الشمس والاصابة بامراض سرطان الجلد. ومع هذا، فمن المعترف به على نطاق واسع ان الأشعة فوق البنفسجية «أ» تقوم بدور أيضا في الاصابة ببعض امراض سرطان الجلد).

يمكن ان يكون اختيار الكريم الواقي من أشعة الشمس من التشكيلة الكاملة للكريمات والاسماء التجارية المختلفة امرا محيرا، لذلك اختر الكريم الذي يحتوي على الحد الأدنى من SPF. البالغ 15 عنصرا على رغم ان الكريم الذي يحتوي على 30 عنصرا يكون أفضل، فيما لا يوفر الكريم الذي يحتوي على اكثر من 30 عنصرا وقاية اكبر من الشمس.

وSPF هو اختصار «لعنصر الوقاية من الشمس» «sun protective factors» ويقصد بعنصر الوقاية من الشمس 15 انك اذا كنت ستصاب بحرق شمس، في 20 دقيقة مثلا، فحينئذ، بعد وضع الكريم الواقي من أشعة الشمس بعنصر الوقاية 15، سيكون بمقدورك منع الاصابة بحرق الشمس بمعدل 20 x 15= 300 دقيقة. وطبعا، لا يعتبر وضع الكريم الواقي من أشعة الشمس رخصة للبقاء خارج البيت من دون توخي الحذر!

يجب استعمال الكريم الواقي من أشعة الشمس بحرية - حوالي 30 ملم (1 أونز) للاستعمال الواحد - مع البقاء لمدة 20 - 30 دقيقة قبل مغادرة البيت، وينبغي تكرار الاستعمال كل 4 ساعات. وبعد السباحة، اعد استعمال الكريم الواقي من أشعة الشمس حتى ولو كنت تستخدم كريما مقاوما أو مضادا للماء.

عند استعمال الكريم الواقي من أشعة الشمس، تذكر وضعه بالتساوي على جميع المناطق المعرضة للشمس بما فيها الشفتين، الانف، الاذن، اليدين، القدمين وجفون العين - وعلى رغم ذلك احذر دخول الكريم الى عينك. اغسل يديك بالكامل في حال الاحتكاك.

يعتبر استخدام الكريم الواقي من أشعة الشمس خاصا بجميع الاشخاص بصرف النظر عن العمر، الجنس، محل الاقامة، أو لون البشرة. ويجب على الاطفال تعلم قبول استخدام الكريم الواقي من أشعة الشمس كعادة يومية مثل استخدام معجون الاسنان.

طريقك للوقاية من الشمس

لا يعتبر لبس القبعة «امرا متماشيا مع العرف الاجتماعي» في البحرين ما يعتبر امرا مخجلا بسبب شدة حرارة الشمس في البحرين. وينبغي ان يكون للقبعات حواف لا تقل عن ثلاث بوصات من جميع الجوانب لكي تحمي جوانب فروة الرأس، الاذن، العينين والرقبة. واذا لم تلبس قبعة فاستخدم مظلة على الأقل.

فيما ليس من الضروري ان تكون النظارات الشمسية غالية الثمن هي النظارات المثالية، ولكن جرب النظارة لتتأكد من انها تحميك من الأشعة فوق البنفسجية «أ» والأشعة فوق البنفسجية «ب». وتأتي الوقاية من الأشعة فوق البنفسجية من المادة الكيماوية التي توضع على العدسات وبالتالي لا يعتبر دكانة النظارة امرا مهما.

ارتد الملابس التي تغطي معظم اجزاء جسمك قدر الامكان - وبالتالي فمن المفهوم لبس البنطلونات والقمصان ذات الاكمام الطويلة.

إذ تعتبر القمصان ذات الاكمام الطويلة أفضل من القمصان ذات الاكمام القصيرة. كما ينبغي ان تكون مادة القماش من النسيج الخفيف ولكن كيف يتسنى لك ان تعرف اذا كان النسيج خفيفا بالقدر الكافي؟ امسك القماش مقابل الضوء. فاذا كان يمكنك رؤية الضوء، فحينئذ يمكن ان تنفذ الأشعة فوق البنفسجية.

الفحص المنتظم للجلد

يضمن الفحص المنتظم لجلدك الاكتشاف المبكر عن الحالات السابقة للاصابة بالسرطان مثل التقران السفعي - وهو عبارة عن انسجة سطحية، رقيقة وضاربة الى الحمرة - وامراض سرطان الجلد. ويزيد الاكتشاف المبكر والعلاج من فرص النتائج الطيبة.

يعتبر الوقت بعد الحمام هو أفضل وقت للفحص الذاتي، ومن الأفضل ان تقوم باجراء الفحص مع زوجتك لكي يتسنى ان يفحص كل منكما الآخر الاماكن التي لا يمكن الوصول إليها مثل الظهر. اطلع جيدا على الشامات، الندبات، الكلف الخاصة بك وبزوجتك وغيرها من العلامات لكي يتسنى لك معرفة أية تغييرات مبكرا. ويستلزم استشارة اختصاصي الامراض الجلدية بسرعة عند اكتشاف أية تغيرات بالجلد.

مزايا وعيوب جراحة الابتراد

من مزايا جراحة الابتراد انها اجراء يمكن القيام به في المكتب، وتلزم معالجة واحدة فقط في العادة. يمكن ان يتطلب اكثر من استعمال. نتائجها جيدة على جميع اجزاء الجسم.

أما عيوبها فإنها:

اجراء مؤلم يؤثر على الانسجة التي يتم القيام الاجراء عليها فقط.

أما كريم فلوروسيل -5 المتوافر في البحرين في مستشفى الارسالية الاميركية فيدهن فوق المنطقة المصابة. يسبب التهابا انتقائيا فوق نسيج التقرن الشمسي. ويحدث الشفاء في غضون اسابيع قليلة ويترك الجلد «أملس بشكل شديد» وفقا لما ذكره احد المرضى.

ومن مزايا هذا الكريم انه يؤثر على المناطق التي ينبغي ان يدهن عليها، ويوجد فرص ضعيفة لفقدان الانسجة الصغيرة. نتائجه مبهرة. وبالنسبة إلى عيوبه فهو يسبب احمرارا شديدا فوق مناطق الالتهاب وبالتالي يمكن ان يسبب بعض الحرج الاجتماعي وتستمر لمعالجة لحوالي أربعة اسابيع.

أمراض سرطان الجلد

اذا تم اكتشاف سرطان الجلد مبكرا، يضمن الشفاء منه تقريبا، ومن ثم يمثل الاكتشاف المبكر لسرطان الجلد أهمية كبيرة.

تتمثل الخطوة الأولى في علاج حالات امراض سرطان الجلد المشتبه فيها في التأكد من التشخيص عن طريق استئصال الانسجة وارسالها الى المختبر للحصول على تقرير التشريح المرضي النسيجي.

اذا كانت الآفات، في حال الاصابة بأمراض سرطان الخلايا القاعدية والخلايا الصدفية، صغيرة فيتهم استئصالها في وقت القيام بالاجراء لكي لا تتم الحاجة الى اجراء اكثر من معالجة حتى وان أكد تقرير الانسجة المجهرية التشخيص.

كما يمكن استخدام الليزر أو جراحة التبريد لعلاج امراض سرطان الجلد بطيئة الانتشار.

في حال آفات الاورام الصبغية، يتم القيام باجراء متكرر يطلق عليه اسم الاستئصال الواسع بمجرد تأكيد تقرير الانسجة المجهرية التشخيص.

كما يمكن ان يتطلب اجراء فحوصات أخرى للتأكد من عدم انتشار الورم الصبغي الى اجزاء الجسم الأخرى.

استشاري الأمراض الجلدية بمستشفى الإرسالية الأميركية