شكلت الجمعية الوطنية للحماية من الاشعاعات في بريطانيا مجموعة استشارية لدراسة تأثير الاشعاعات غير الأيونية على جسم الانسان إذ استنتجت أن التأثير الأساسي للأشعة فوق البنفسجية يكون أساسا على الجلد والعين، كما أنه من الممكن أن يكون هناك تأثير على جهاز المناعة في جسم الانسان. ومن المضاعفات الرئيسية لهذه الأنواع من الاشعاعات سرطانات الجلد الخبيثة.
كما أن المصدر الاساسي لهذه الاشعاعات هو الشمس ولكنه قد يصدر من بعض المصانع وخصوصا تلك التي تعمل أساسا لإنتاج المنتجات العلاجية الطبية. كما ينتج من الأجهزة المستخدمة لاعطاء اللون الداكن للجلد ويسمى Sunbeds.
وهناك عدة أنواع من الأشعة فوق البنفسجية والأخطر منها هو UVB الذي أثبت علميا أنه مسبب للسرطان لدى الحيوانات UVA الذي باستطاعته الاختراق العميق لجلد الانسان وUVC الذي يكون مصدره الشمس ولكنه يمتص بوساطة الغلاف الجوي وكذلك الكرة الأرضية.
التأثير السريع للأشعة
ان التأثير الأولي أو البدائي للأشعة فوق البنفسجية على الانسان يكمن بظهور ما يسمى بحرقة الجلد Sunburn الذي يتمثل في احمرار ثم انتفاخ الجلد ويتفاوت مدى التأثير من شخص الى آخر. وفي بعض الفصائل البشرية فإنه يؤدي الى تحول الجلد الى اللون الداكن وذلك بسبب زيادة نسبة الصبغة التي تسمى الميلانين التي تنتج لدى هؤلاء الناس، وهذا لا يحدد على الاطلاق الصحة الجيدة ولكن علامة على أن الجلد تعرض للضرر وبالتالي يحاول الجلد حماية نفسه من مزيد من الاشعاع. لذلك فإن اللون الداكن لدى بعض البشر وخصوصا الذين يعيشون في ا لمناطق الاستوائية يعطي الحماية للجسم من المزيد من اشعاعات الشمس.
التأثير على المدى البعيد
التأثير الأساسي على المدى البعيد هو حصول سرطان (أورام) الجلد. وهناك نوع من الأورام ينتشر غالبا لدى الأناس ذوي البشرة البيضاء ونادرا ما يكون خبيثا وتصل نسبته في بريطانيا إلى 5 في المئة بينما يتسبب في موت ما يقارب من نصف في المئة من السرطانات. ولكن هذه النسب في زيادة سنوية مطردة وتحدث في الأطراف أو أجزاء الجسم المكشوفة للشمس مثل الوجه واليدين. ووجد بأن نسبة الاصابة بالسرطان تزداد مع ازدياد العمر.
إن السبب الرئيسي لحدوث الوفاة من سرطانات الجلد هو نوع من السرطان يطلق عليه الميلانوما الخبيثة ولكن نسبته قليلة. انه يصيب الشباب أكثر من غيرهم ولقد ازدادت نسبة حدوث هذا النوع من الأورام لدى الناس ذوي البشرة البيضاء ووجد بأن النسبة في بريطانيا تصل الى 10 حالات جديدة لكل 100000 شخص ما يشكل ضعف العدد بالنسبة إلى ما قبل 15 عاما. ووجد بأنه يزداد كذلك لدى الأشخاص الذين يحملون الصفات أو العلامات الآتية:
البشرة البيضاء، الشعور الشقراء والحمراء، ازدياد نسبة Naevi (النقط الملونة) في الجسم، ازدياد نسبة التعرض للشمس من غير الحماية، مثل التعرض للشمس بسبب العمل، أو الاستجمام وخصوصا عند التعرض للشمس في العقدين الأولين من العمر. إن التعرض المزمن للأشعة يتسبب في كهولة الجلد الذي يظهر بمظهر الترهل وازدياد التجاعيد وفقدان المطاطية من الجلد. ان الفائدة المحدودة التي من الممكن ان يجنيها جسم الانسان من الاشعة فوق البنفسجية تصنيع فيتامين «د» المفيد للعظام ويذكر أن هذا يفيد فقط أولئك الناس الذين يمشون على نظام غذائي غير متكامل وناقص في عنصر الفيتامين «د».
التأثير على العينين وجهاز المناعة
1- تتسبب هذه الأشعة في حدوث التهاب في القرنية وكذلك في الملتحمة. والتعرض المزمن للأشعة يتسبب في حدوث اورام غير خبيثة مثل حدوث نقاط من التهتك في أغشية القرنية وازدياد نمو الملتحمة على القرنية (الظفرة) وحدوث أورام وانتفاخات صفراء على الملتحمة. وحدوث عتامة في العدسة Cataract. كما أن النظر المباشر ولفترة طويلة الى مصدر هذا الاشعاع يتسبب في تلف أغشية الشبكية ما يؤدي الى عمى مؤقت أو دائم وكذلك تلف في البقعة الموجودة في الشبكية. وأثبتت الدراسات أن التعرض لهذه الأنواع من الاشاعات قد يؤدي الى خلل جزئي في بعض وظائف جهاز مناعة جسم الانسان ولكنه لم يتم اكتشاف علاقة مباشرة لهذا التأثير.
التوصية
يجب الحرص والعناية وخصوصا بالاطفال أو الشباب والقطاع المعرض للاصابة بتلك الأمراض. وعلى هذا الاساس يجب عمل الآتي:
1- التوعية العامة للمواطنين من خلال التثقيف الصحي للوالدين وطلاب المدارس والمدرسين والمسئولين في رعاية الأطفال. الهدف من التوعية هو زيادة المعلومات العامة وتغيير التصرفات الشخصية لما له علاقة بالاشعة. وكما لابد أن يهدف البرنامج الى تقليل الاصابة بالمضاعفات ومنها الوفاة.
2- اعطاء معلومات عن التشخيص السريع لأورام الجلد وكذلك الأعراض التي تصيب الانسان بسبب الأورام الناتجة عن الأشعة. وبعض هذه الأعراض هي: ازدياد سريع ومضطرب في حجم شامات الجسم، تغير لون الشامة، تغير أطراف الشامة، ازدياد عدد الشامات Mole في فترة قصيرة.
طرق الحماية من الاشعاعات
تتم الحماية من الاشعاعات بالطرق الآتية:
- حماية العينين والوجه: لذلك يجب لبس النظارة والملابس والقبعة التي تمنع وصول هذه الأشعة الى الجلد مع العلم بأن ليست كل النظارات الشمسية التي تباع تمنع وصول هذا النوع من الأشعة لذلك يجب الحرص عند شراء النظارة بأن تكون من النوع الذي يمنع وصول هذه الأشعة الى العين، وكذلك يجب ارتداء الملابس ذي الأكمام لتغطية اليدين.
- استخدام المستحضرات المانعة من حدوث حرق أو التهاب البشرة من جراء الاشعاعات وذلك عند التعرض للشمس.
- التقليل من التعرض للاشعاعات في أماكن العمل.
- التقليل أو عدم استخدام الأجهزة (Sunbed) التي تساعد على تغيير لون البشرة والتي تعتمد على الأشعة فوق البنفسجية.
- ان بعض أنواع الأدوية والمستحضرات الطبية وأدوات التجميل تزيد من حساسية الجلد والعين للأشعة فوق البنفسجية وعليه يجب أن ينبه مستخدمو تلك المستحضرات.
- الابتعاد عن أشعة الشمس وخصوصا خلال الساعات الأربع أثناء فترة الظهيرة.
- يجب معرفة أنه بالامكان حدوث احتراق الجلد أثناء الاستحمام في برك السباحة وتزداد هذه النسبة عند حدوث انعكاسات للأشعة عن طريق الرمال والثلوج.
نائب عميد كلية الطب - جامعة الخليج العربي
العدد 579 - الثلثاء 06 أبريل 2004م الموافق 15 صفر 1425هـ