العدد 2759 - الجمعة 26 مارس 2010م الموافق 10 ربيع الثاني 1431هـ

الرسمة لا تعني بالضرورة الإساءة إلى الشخصية أو الاستهانة بها!

رسّام الكاريكاتير العراقي أمير تقي في لقاء خاص بـ«الوسط»

في زحمة الألوان والأشكال، وفي زحمة اللوحات الكاريكاتيرية التي تغصّ بها المواقع الإلكترونية ونفس هذه الزحمة تراها في بريد الوارد في بريدك الإلكتروني، إلا أنك تقف مدهوشا ولفترة لن تكون قصيرة عندما تصل إلى كاريكاتيرات الرسام أمير تقي، أحد أهم مميزات كاريكاتيراته هو بورتريه الشخصيات المشهورة، تجولنا معه إلكترونيا وخرجنا بهذا اللقاء:

من هو أمير تقي؟

- أمير محمد تقي عجام من مواليد 1973، من سكان مدينة الحلة محافظة بابل العراقية، بكالوريوس أكاديمية الفنون الجميلة ـ التربية الفنية ـ جامعة بابل، مقيم في أبوظبي، خرجتُ من العراق في سنة 1998 إلى الأردن أقمت هناك لمدة ثمانية أشهر، عملت خلالها في العديد من المجلات المتخصصة في مجال رسوم الأطفال.

بعدها انتقلت إلى دبي للعمل فيها وخلال سكني فيها عملت في عدة شركات متخصصة برسوم الأطفال وخاصة مجال «الكوميكس»عملت مع شركة «ديزني ـ جاوه» كانت فرع لشركة ديزني في دبي.

صدرت لي حلقتان من قصص علاء الدين الشخصية التابعة لوالت ديزني الشركة العالمية المعروفة بعد أن تلقيت منهم تمرين على دراسة الشخصيات في ميلان في إيطاليا، أقوم بإنجاز أعمال كاريكاتيرية بين الحين والآخر لشخصيات معروفة لأن هذا المجال كنت أمارسه منذ الصغر وأقوم بنشرها على النت ولبعض الصحف.

ماذا يعني لك الكاريكاتير؟

- إن كان السؤال عن البورتريه الكاريكاتيري فهو عبارة عن رؤية جديدة للشخصية المرسومة من وجهة نظر الفنان والغور في دراسة نفسية الشخصية مليا وتفحص خفايا الوجه والعمل على مبالغة مميزات وصفات الشخصية المرسومة، مع الأخذ بالاعتبار أن الرسمة لا تعني بالضرورة الإساءة إلى الشخصية أو الاستهانة بها كما يتصور البعض، فقد يكون الدافع للرسم هو من داعي الإعجاب بالشخصية أو لغرض الإشادة بعمل هذه الشخصية وقد تكون هناك نوايا خفية من وراء الرسمة يقصدها الفنان كل ذلك يرجع لقصد ونية الفنان بما يقوم به، فعلى فنان الكاريكاتير أن يمرن عينه على الرؤية الكاريكاتيرية سواء من خلال دراسة الإشكال البشرية إذا كان موضوعه البورتريه الكاريكاتيري أو الرؤية الكاريكاتيرية فكريا لما يدور من أحداث اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية إذا كان كاريكاتير اجتماعي أو سياسي أي ان الكاريكاتير رؤية جديدة تضفي روح الدعابة والابتسامة مع تمرير رسالة معينة.

تشتهر برسوم الكاريكاتير للشخصيات المشهورة سياسيا ودينيا؟ فهل تؤمن بالتخصص في الكاريكاتير؟

- التخصص مهم في جميع المجالات سواء الفنية أو غيرها ولإتقان العمل لابد أن يتخصص الفنان بمجال معين لكنه لا ضير أن يجدد ويجرب مجالات أخرى، فالعالم الفني عالم رحب وواسع جدا والتجريب والإكثار من التجارب يعطي دافعا للمواصلة أكثر لتفادي المراوحة في مكان واحد، والاستمرار بدراسة التجارب السابقة ورؤيتها بعين ناقدة من أجل التصحيح في التجارب المستقبلية.

بمن متأثرة خطوطك الكاريكاتيرية؟

- بداية كنت أتابع الكاريكاتير في الصحف والمجلات العراقية المحلية وكان هناك نخبة رائعة من الفنانين كالمرحوم مؤيد نعمة والفنان علي المندلاوي والفنان رضا حسن وضياء الحجار وعبد الرحيم ياسر وخضير الحميري ورائد الراوي وبسام فرج والمرحوم بربن، كانت أعمالهم متنوعة ما بين كاريكاتير سياسي أو اجتماعي أو بورتريه كاريكاتيري، بعد عصر النت اطلعت على تجارب وأعمال الفنان البلجيكي Jan Op De Beeck وهو حقيقة فنان كبير في طليعة فناني الكاريكاتير المعاصرين وكذلك الفنان الألماني Sebastian Kruger ويشتهر بدقته الفائقة وحرصه على تقديم فن البورتريه الكاريكاتيري برؤية جديدة مختلفة والفنان الأميركي Joe bluhm المتميز بإضافاته الساخرة الجميلة والفنان الأميركيcourt Jones والفنان tom Richmond والكثير لا أستطيع الآن في هذه العجالة من ذكرهم جميعا.

وإلى أي مدرسة تنتمي؟

- هو أسلوب دراسة وتغيير النسب الأكاديمية للإنسان وإبرازها بشكل مبالغ فيه أي هو بورتريه كاريكاتيري.

هل ترسم الكاريكاتير العادي الذي نراه في الصحف؟

- لا أقوم بذلك رغم أنني من محبي هذا النوع من الكاريكاتير الذي يضفي البسمة على وجوه الناس في جو مزدحم ومشحون وصاخب كما هو الآن ما نعيشه من سرعة وصخب الحياة اليومية الروتينية.

ما هي الخامة التي تستخدمها في الرسم الأصلي، وعلى أي برنامج إذا كانت ديجيتل؟

- الأوراق وقلم الرصاص هي الأساس ومن ثم أقوم بسحبها بواسطة الاسكانر، والعمل على تلوينها بواسطة الفوتوشوب أو البينتر، ولكن الأساس هو التمرين على الألوان المائية والأكريليك العادية فمن غير معرفة بها لا يمكن التوصل إلى نتائج جيدة من خلال استخدام ألوان الديجيتال، استخدم قلم الديجيتال وwacom لأنه يعطي نفس إحساس اليد عند استخدام الألوان العادية على الورق أو القماشة

هل تمتهن الكاريكاتير حرفة أساسية أم جانبية؟

- هو عمل فني بالمقام الأول ولكن لديّ مشاريع خاصة مستقبلية متعلقة به لا أبتغي منه الربح الآني، إضافة إلى عملي في مجال الكوميكس والانيميشن وتصميم الشخصيات الكارتونية comicsanimationcharacter design

ما هو تقييمك للكاريكاتير العربي بشكل عام؟

- الكاريكاتير العربي بحاجة إلى أن يصقل أكثر وينضج أكثر مما هو عليه حاليا فيجب على فنان الكاريكاتير أن لا يهمل الشكل لحساب الفكرة فأحدهما مكمل للآخر، ولكن هناك تجارب رائعة في العالم العربي فقط تحتاج إلى الدعم من أجل المواصلة والاستمرارية.

والكاريكاتير العراقي بشكل خاص؟

- الكاريكاتير العراقي كنت أعيش معه وأنا صغير إلى أن كبرت وهو ما زرع في داخلي بذرة حب هذا المجال فقد كانت تجارب الفنانين الرواد رائعة حقيقة أما الآن فلست على دراية كافية للتجارب الجديدة سوى القليل من الأعمال لكنها ليست بمستوى وجودة تجارب الجيل القديم الجميل، يحتاج الأمر إلى دراسة أكثر وعمل متواصل أكثر أي أنه لا يكتفي الفنان بأن يخطط أي تخطيط وينشره بسرعة دون اعتناء أو دراسة، فهذا لا يطور ولا يقدم شيء في مجال الكاريكاتير فالعمل المؤثر هو العمل الذي يضع الفنان صدقه وجهده فيه.

إلى أي درجة رسام الكاريكاتير العربي مؤثر من وجهة نظرك؟

- كانت تجربة الفنان المرحوم ناجي العلي واحدة من التجارب المؤثرة في العالم العربي وكان له الحضور الفاعل والمؤثر لأنه حمل قضيته محمل جاد دفع في سبيلها حياته.

هل يحتاج رسام الكاريكاتير(من وجهة نظرك) من أن يطالب برفع سقف الحريات إذا كان هو ممارس محترف؟

- لا بد من الحرية لإبداء الرأي حتى لا يكون العمل ملوث بالمجاملة التي لا تجدي فالكاريكاتير رؤية الواقع بطرقة ساخرة وناقدة في نفس الوقت، أما أن يطالب أو لا يطالب فالأمر متوقف على الجهة التي يطلب منها هذا الأمر.

بمن يرتبط اسمك من رسامين الكاريكاتير العراقيين؟

- لقد ذكرت سابقا أسماء كبار فناني الكاريكاتير في العراق وهم من تأثرت بهم منذ الصغر.

من من الكاريكاتيريين العراقيين أو حتى العرب ترى فيه انعكاس للقارئ وهو بمثابة الناطق الشعبي عن القارئ؟

- أذكر أن المرحوم مؤيد نعمة كان بمثابة الناطق باسم المواطن العراقي كان يجسد ما يدور في وطننا بشكل مؤثر وجميل وكذلك الفنان رضا حسن و خضير الحميري و رائد الراوي، الفنان الليبي الزواوي كان بمثابة الناطق عن الشعب الليبي وأحيانا العربي له أعمال جميلة تمثل بيئة الشعب الليبي، هناك تجارب في سوريا والأردن والبحرين ومصر يتوقف عندها القارئ بإعجاب.

هل تؤمن بالتعددية الكاريكاتيرية؟

لا بد من ذلك، لتفادي التشنج والتقوقع وهي فرصة للاطلاع على أفكار الآخرين.

العدد 2759 - الجمعة 26 مارس 2010م الموافق 10 ربيع الثاني 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • بحر الجـود | 1:06 م

      فاضيييين

      تدرون الا يعلقون خارج أطار الموضوع فاضيين وما عدهم سالفه ويبون يثبتون روحهم

    • زائر 5 | 7:43 ص

      بحرانية ماتعرف ترسم بس تعرف تقيم !!

      فنان !
      تستحق التكريم بكلمة : وفقك الله يا مبدع

    • زائر 4 | 6:17 ص

      ستــ نور العين ــرة

      زائر 2 نسيت ما قلت ليك بعد المفروض تدعوا إلى هذا الشاب بالتوفيق بذل ما تذخل في أمور غيرك وتنسى الموضوع الأساسي

    • زائر 3 | 6:15 ص

      ستــ نور العين ــرة

      الأحساس نعمة يا زائر 2 و دائما احس بأنك ترد عليّه في اكثر المواضيع باسلوب غير محترم ... المهم كلامك هذا ما يهزني شئ وكل الفخر لي بأنك أنت وغيرك تقرء تعليقي وردك عليّه هو الدليل واعيد واكرر لك وإلى اللي من امثالك بأن لا تقرء تعليقاتي علشان ما يضعف نظركم سمعتني يا هذا

    • زائر 2 | 4:18 ص

      سترة نور

      على اساس رسامة أنتي ليكي في كل حاجة رسامة ومحللة وصحفية وكل شيء

    • زائر 1 | 1:59 ص

      ستــ نور العين ــرة

      الله يوفق لك يا مبدع وأحلى ما في التخصص الرسم تحس وأنت ترسم في عالم ثاني وتعبر عمّا في خاطرك

اقرأ ايضاً