أكد وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي مدى الأهمية البالغة التي تشكلها مواد الرياضيات باعتبارها عاملا أساسيا في تعليم العلوم والهندسة والتكنولوجيا الحديثة، مشيرا إلى ضرورة تنويع الاستراتيجيات التربوية الحديثة المستخدمة في الصف الدراسي، إضافة إلى تبادل الخبرات بين المعلمين داخل المدرسة وعلى مستوى المدارس الأخرى من أجل إثراء العملية التعليمية.

جاء ذلك خلال افتتاحه لأعمال المؤتمر التربوي السنوي الـ24 تحت شعار «تدريس الرياضيات وتعلمها بالمدرسة: الطريق إلى التميز»، في صالة وزارة التربية والتعليم بمدينة عيسى بحضور عدد من كبار المسئولين بالوزارة، وبمشاركة 400 من الخبراء من هيئة ضمان الجودة واختصاصيي الإشراف التربوي واختصاصيي مناهج الرياضيات والاختصاصيين من إدارات التعليم وعدد من مديري المدارس والمديرين المساعدين، بالإضافة إلى المعلمين الأوائل لمادة الرياضيات ومعلمي المادة وعدد من أعضاء المجالس الطلابية وأعضاء مجالس الآباء بالمدارس وعدد من ممثلي المدارس الخاصة.

وأضاف الوزير في كلمته التي ألقاها في المؤتمر أن الوزارة خطت خطوات مهمة ومتميزة في تطوير التعليم من خلال المبادرات التطويرية التي شملت جميع جوانب العملية التربوية الهادفة للوصول إلى الجودة، وذلك سعيا نحو تحقيق الأهداف الوطنية الكبرى في مجالات التنمية المستدامة باتخاذ العلوم والتكنولوجيا وسيلة لتحقيق تلك الأهداف، مشيرا إلى تزامن انعقاد هذا المؤتمر مع مشاركة الوزارة في الاختبارات الدولية في مادتي العلوم والرياضيات «TIMSS»، حيث ينتظر من المشاركين في المؤتمر أن يساهموا باقتراحاتهم في تحديث مادة الرياضيات من خلال طرائق تدريسها وآليات تقويمها.

من جانبها أوضحت الوكيل المساعد للمناهج والإشراف التربوي رئيسة اللجنة العامة للمؤتمر الشيخة لولوة بنت خليفة آل خليفة في كلمة لها، أن الوزارة ولأول مرة ارتأت تخصيص المؤتمر التربوي لمناقشة تدريس مادة أجمع المربون على أهميتها وهي مادة الرياضيات، ما يعكس عمق اهتمام الوزارة بهذه المادة وعزمها الراسخ على تطوير هندسة مناهجها ومعايير بنائها واستراتيجيات تعلمها وتعليمها، مؤكدة أن اختيار هذه المادة موضوعا للمؤتمر جاء بهدف تحقيق نتائج في مستوى الطموحات في الامتحانات الوطنية والاختبارات العالمية «TIMSS». وأشارت إلى أن الوزارة شرعت منذ العام الماضي في تطبيق مناهج جديدة متطورة في العلوم والرياضيات، مضيفة أنه سيتم خلال المؤتمر تقديم عدد من النماذج التطبيقية في تدريس مادة الرياضيات من واقع المدارس البحرينية ومن التجارب العالمية بهدف تبادل الآراء والأفكار الخاصة بالاتجاهات الجديدة في تدريس الرياضيات وتعلمها.

يذكر أن جلسات أعمال المؤتمر الذي يستمر على مدى يومين ستشهد تقديم عدد من أوراق العمل، ففي اليوم الأول ستخصص الجلسة الأولى لمديرة الجودة والتوجهات بالمركز الوطني للتميز في تدريس الرياضيات بالمملكة المتحدة لورا جاك بشأن «تعلم الرياضيات التشاركي»، أما الجلسة الثانية فستخصص لورقة إدارة المناهج بشأن التعريف بمناهج الرياضيات المطورة في مملكة البحرين ومزاياها، كما سيتم تقديم نماذج تطبيقية لتدريس الرياضيات من واقع المدرسة البحرينية وهي تجربة «تعلم الحدوديات بلا حدود» ليحيى غلوم من مدرسة طارق بن زياد الإعدادية للبنين، وتجربة «حل المشكلات والتعلم التعاوني» للأستاذة هيا سلمان النعيمي من مدرسة زنوبيا الإعدادية للبنات. أما في اليوم الثاني فستخصص الجلسة الأولى للأستاذة ليندا فليبس معلمة الرياضيات بمدرسة فالكون بروك الابتدائية بالمملكة المتحدة بشأن «التقييم من أجل التعلم»، كما سيتم تقديم المزيد من النماذج التطبيقية لتدريس الرياضيات من واقع المدرسة البحرينية وهي تجربة «تنمية الكفايات الأساسية لدى طالبات الصفين الخامس والسادس في مادة الرياضيات» لسوسن معراج علي من مدرسة سبأ الابتدائية للبنات، وتجربة «جزيرة الرياضيات» لخليل إبراهيم عبدالله من مدرسة الرازي الابتدائية للبنين.