العدد 2764 - الأربعاء 31 مارس 2010م الموافق 15 ربيع الثاني 1431هـ

فرقة سيتي دانس الأميركية: الرقص بلا معنى محبط، ونسعى لزيادة تقدير البحرينيين لهذا الفن

قدمت «كتاب الأدغال» ضمن فعاليات مهرجان ربيع الثقافة

الجفير – منصورة عبدالأمير 

31 مارس 2010

ضمن فعاليات ربيع الثقافة، استضافت وزارة الثقافة والإعلام، بالتعاون مع السفارة الأميركية ومجلس التنمية الاقتصادية، لأسبوع الماضي فرقة سيتي دانس المسرحية ومقرها واشنطن دي سي، لتقدم عملها المسرحي الراقص «كتاب الأدغال» على مسرح الصالة الثقافية. العمل مأخوذ عن الرواية الشهيرة التي تحمل الاسم نفسه والتي كتبها المؤلف البريطاني الشهير روديادر كيبلينغ وقدمتها ديزني في فيلمها الشهير «كتاب الأدغال – جنغل بوك».

اشتمل برنامج الفرقة، أثناء تواجدها في البحرين، على تقديم عدد من العروض التعليمية لطلبة المدارس الحكومية ولبعض الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى ورشات تعليمية لتدريب عدد من الشباب البحريني ممن تتراوح أعمارهم بين 17-25 عاما وذلك ضمن برنامج المواهب الذي يدعمه مجلس التنمية الاقتصادية ويتزامن مع مهرجان ربيع الثقافة.

«الوسط» التقت طاقم عمل المسرحية الذي حضر البحرين والمتكون من 12 راقصا ومدير أعمال الفرقة بول ايميرسون، ومخرج العمل ومصمم الرقصات كريستوفر مورغان وبعض أفراد طاقم الإنتاج، وهم الذين عبروا عن سعادتهم الشديدة للمشاركة في مهرجان ربيع الثقافة الذي قال عنه إيميرسون إنه «مهرجان معروف ويحظى باهتمام واحترام كبيرين في الولايات المتحدة»

مدير الفرقة عبر عن امتنانه لوزارة الثقافة والإعلام وللسفارة الأميركية في البحرين لإتاحة الفرصة لفرقته للمشاركة في المهرجان مشيرا إلى أن ذلك يعطي فرقته «اعتبارا كبيرا ويمثل مصدر اعتزاز لسيتي دانس».

ويؤكد ايميرسون «أنا مؤمن تماما بالدبلوماسية الثقافية وأعتقد أن الفنانين الأميركيين الذين تسنح لهم الفرصة لمشاركة عناصر من أميركا والثقافة الأميركية مع العالم هم جزء مهم من هذه الدبلوماسية الأميركية ومن الصورة التي تريد أن تقدمها أميركا للعالم عن نفسها. أعتقد أن ذلك يتطلب رؤية خاصة من حكومة الولايات المتحدة الأميركية وكل الأطراف المشاركة في البرنامج».

ولا تعد هذه المرة الأولى التي يسافر فيها فريق سيتي دانس لتقديم عمل من أعماله خارج الولايات المتحدة، إذ يؤكد ايميرسون «قدمنا هذا العمل بالذات في أماكن عديدة في العالم وهو أحد أعمالنا المفضلة الذي يروي القصة الشهيرة بطريقة مختلفة ومميزة تجعله مناسبا للعائلة إلى جانب كونه عرضا راقصا».

إيميرسون يشير إلى أن الفضل في تميز العمل يعود «يعود لمصممي الرقصات الذين تعاونوا مع طاقم العمل لجعل ذلك ممكنا. على أية حال هذا أمر اعتيادي في أعمال شركة سيتي دانس، إذ نتعاون جميعا على الوصول بالعمل إلى صيغته النهائية التي تجعله عرضا ذا نكهة مميزة ومختلفة».


الجانب التعليمي هو الأهم

مخرج العمل كريستوفر مورغان يؤكد أن ما يميز هذا العمل وكل أعمال سيتي دانس هو الجانب التعليمي الذي يضمنه لمتفرجيه سواء فيما يتعلق بأهمية الرقص كفن للتواصل أو بالتعريف بأساليب الرقص المختلفة وأنواعها، يقول «لدينا الآن مدرسة لتعليم الرقص للأطفال في واشنطن دي سي التحق بها لحد الآن 900 طالب. كذلك نقوم بتقديم الكثير من النشاطات الموجهة للأطفال في هذا الجانب في جميع أرجاء الولايات المتحدة. وسوف نقوم بتنفيذ جزء من هذا البرنامج التعليمي أثناء تواجدنا في البحرين. غدا سنلتقي مع مجموعة كبيرة من الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة لنقدم لهم عرضا خاصا للعمل نفسه، وهذا أمر مميز بالنسبة لنا ونحن سعداء بهذه الفرصة. إنه يشبه كثيرا ما نقدمه في أميركا. كذلك ستتاح لنا الفرصة لأن نعمل مع مجموعة من الشباب البحريني من ذوي المواهب لكي ندمجهم في عرضنا المسرحي. إننا سعداء بهذا الأمر الذي سوف يشكل تحد لنا. سوف يقضي معنا الشباب يومين كاملين وسيشاركون في عرضنا هنا في البحرين».

ويضيف «هذا جزء من أسلوبنا في تقديم العروض فنحن لا نعرض أعمالنا فقط حين نذهب إلى إي مكان، بل نسعى لأن نشرك الآخرين معنا ولأن تكون عروضنا تفاعلية. رغم ذلك فهذه المرة يبدو الأمر مختلفا فنحن في العادة لا ندمج الممثلين في عروضنا، فقط نشترك معهم في عروض أخرى، وهذا ما سنفعله في شهر أبريل/ نيسان إذ سنسافر إلى رام الله لنشترك مع فرقة فلسطينية في تقديم عرض راقص في افتتاح مهرجان للرقص يقام هناك».


الرقص بلغة واحدة

مورغان يؤمن أن اللغة لن تشكل أي عائق في تقديم العمل للأطفال في البحرين «لا نزال قادرين على أن نتحدث لغة واحدة عبر الحركة، وسوف نعرض للأطفال في بعض المدارس الحكومية هنا الكثير من أساليب الرقص التي تعبر عن الأفكار والعواطف ثم سندمجهم في العرض، وذلك عبر برنامج «الرقص بلغة واحدة» الذي نقدمه حين نخاطب مجتمعا متعدد اللغات. نريد أن نحقق نوعا من العالمية وأن نتحدث بلغات كثيرة عبر أسلوب الرقص»

ويواصل «سنقدم عروضا لا تعتمد على الحوارات، وفي العادة معظم عروضنا لا تشتمل على الكثير من الحوارات. ونحن نقصد هذا الأمر، بل أن أحد أسباب اختيارنا لكتاب الغابة هو أن الحيوانات شخصيات تعتمد على الحركة وهكذا يمكن أن تروى القصة دون اللجوء لحوارات كثيرة».

ويتدخل دانيال زوك الذي يؤدي شخصية القرد - الملك لوي «كينغ لوي» في الحوار قائلا «نحاول في عملنا المسرحي أن نلتزم بكثير من التفاصيل الواردة في الكتاب الأصلي، ولكن مع الاهتمام بفكرة أن يفهم المتفرج العمل دون الاعتماد على الكلمات، وهكذا نقوم بتأدية الحركات والإيماءات والرقصات التي وضعها مصممو الرقصات لنا بشكل يترجمها إلى لغة يفهمها الجميع. في عملنا هذا نقوم بتقديم إيماءات بسيطة لكن الجمهور، باختلاف لغاته وثقافاته، يفهم معناها ويتفاعل معها بشكل جيد، وهذا ما يحقق اتصالا قويا مع جمهورنا.

في الحقيقة الأمر سيكون ممتعا بالنسبة للجمهور الغير معتاد على التفرج على مسرحيات راقصة، كما أن هناك جانبا تعليميا للجمهور ليعرف كيف يمكن إيصال الأفكار دون الاعتماد على الحوار».


موسيقى لكل شخصية

وتلتقط جيزيل الفيراز التي تقوم بدور الذئبة التي تتبنى موغلي «ماذر وولف» الحديث فتقول «موسيقى العمل وضعها موسيقيون عملوا معنا خطوة بخطوة في وضع ألحان تتناسب مع كل تفاصيل القصة بل إن لموسيقاهم وظيفة في رسم أحداث القصة. لقد وضع هؤلاء ثيمة كل شخصية ليضمنوا مزيدا من تفاعل الأطفال مع العمل. الموسيقي تساعدنا إلى حد كبير في فهم القصة فهناك لحن معين لكل شخصية فأنت ترى الشخصية ثم تسمع الموسيقى الخاصة بها وهذه طريقة أخرى لرواية القصة».

ويضيف دانيال مؤكدا أهمية الموسيقى «بمجرد أن أدخل إلى المسرح أتسبب في حدوث كل أنواع الفوضى بالموسيقى التي تعزف عند دخولي وبنوع الرقص المصاحب لها. نوعا ما أكسر بفقرتي الروتين الذي تقدم به باقي فقرات العمل، هناك كل تلك الأساليب من الرقص ثم فجأة يسمع الأطفال حضوري وأقدم ذلك النوع من الرقص الذي يدمج الأطفال بشكل أكبر في القصة».


تقدير فن الرقص هدفنا

الفرقة التي تتخذ من زيادة تقدير الجمهور لفن الرقص ودوره الفعال هدفا لها تعمل على تحقيقه عبر عروضها التي تجمع فيها بين البراعة في الأداء المسرحي، الاهتمام بالجانب التعليمي مع التركيز على الجوانب الفنية الأخرى. لتحقيق ذلك الهدف يقول مدير الفرقة «هذا هو السبب الذي يجعل من قصة «كتاب الأدغال» العمل الأنسب لفرقة سيتي دانس. الرقص والحركة هي طرق رائعة لسرد أي قصة وهما لا يحتاجان لأي لغة. إنهما طرق تواصل رائعة بين البشر باختلاف لغاتهم وثقافاتهم. هذه القصة مناسبة لتحقيق هدفنا بسبب قدرتها على تقديم شخصيات مختلفة وإمكانية رواية أحداثها عن طريق الحركة، الحركة بكل أنواعها.

«الرقص ينقل المتفرج لحياة الشخصية، لجنونها، لحنانها، للشر الذي يعيش بداخلها. المتفرج يتفاعل مع الشخصيات من خلال الحركة، القصة تأخذه معها من خلال الرقص وهكذا يمكن أن ترى كيف يمكن للرقص أن يروي القصة بشكل رائع بطريقة لا علاقة لها بأي فكرة نمطية عن الرقص، أنت فقط ترى أشخاصا وحيوانات يتحركون على المسرح وهذا هو ما يعطي للقصة طعم ويجعل المشاهد يقدر الرقص. وهكذا تلاحظ أن الأطفال مباشرة بعد العرض يقومون بتقليد الإيماءات كحركة الحية والطريقة التي تسير بها ويقلدون هذه الطريقة ويحاولون أن يقصوا جزءا آخر من القصة لم نتطرق إليه ويمكن لكريستوفر أن يخبركم كيف طلبنا من الأطفال أن يساهموا بتقديم بعض الحركات في أحد عروضنا».

ويلتقط كريستوفر الحديث ليؤكد على الجانب التعليمي في عروض الفرقة فيقول «لذلك فإننا ملتزمون دائما بأن تكون عروضنا تعليمية إلى جانب كونها عروضا راقصة. إننا ننطلق في عرضنا هنا في البحرين من ذات المنطلق الذي نتحرك منه قبل تقديم أي عرض في الولايات المتحدة. نسعى دائما للتأكد من أن الرقص أمر مألوف بالنسبة للمتفرج، وهذا يتضمن شقا تعليميا أيضا، فعلينا أن نجعل المتفرج يدرك ما نقدمه إليه ويعرف الفرق بين أساليب الرقص المتعددة التي ندمجها معا في عروضنا، والتي تجسد مختلف الحالات، والتي تبدو مفهومة ومتشابهة في كل الثقافات.


جائزة التميز في واشنطن

الفرقة التي تصف نفسها بأنها أبرز فرق واشنطن في تقديم عروض الرقص الحديث، سعدت أثناء تواجدها في البحرين بخبر حصولها على جائزة التميز في التعليم التي منحها إياها عمدة واشنطن، ومدير الفرقة الذي وصله خبر حصول فرقته على تلك الجائزة قبل يوم واحد من لقاء الوسط إياه عبر عن سعادته بتلك الجائزة وقال «نحاول دائما أن نقدم أفضل ما لدينا وأن نعطي فنانينا وجمهورنا الخبرة الأفضل بقدر ما يمكن كما أن هدفنا كشركة هو تقديم الرقص والفن بكل أشكالهما بشكل يحرك القلب ويصل للجمهور. هذا أمر مهم لنا كما هو مهم لمشاهدينا لأنه يغير الطريقة التي ننظر بها جميعا لفن الرقص على المسرح، فهو فن إنساني يعبر فيه الراقصون عن انفعالاتهم ومشاعرهم بكل صدق ووضوح عبر هذه الآلية القوية والفعالة».

وتؤكد جيزيل الفيراز على الأمر فتقول «ما هو مميز لدى سيتي دانس هو قدرتنا على الوصول لجمهور مختلف فنحن نقدم عرضا في واشنطن دي سي ثم نذهب إلى فلسطين ثم نأتي إلى البحرين. نحن قادرون على الوصول لأشخاص مختلفين بطرق مختلفة عبر الرقص بكل أنواعه، السعيد والحزين والمرعب».


يحبطني الرقص بلا معنى

ويختم كريستوفر مورغان الحديث بقوله «هناك اتجاه في الولايات المتحدة الآن ينحو نحو الرقص التجريدي وهو أمر جميل وربما مثير بالنسبة للراقص لكنه لا يحمل أي معنى. بالنسبة لي أرى أنه محبط أن أقدم عمل راقص جميل لكنه لا يحمل أي معنى، وهكذا فقد عملنا في سيتي دانس على تقديم أداء ذي معنى نخاطب به الجمهور».

العدد 2764 - الأربعاء 31 مارس 2010م الموافق 15 ربيع الثاني 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً