العدد 2764 - الأربعاء 31 مارس 2010م الموافق 15 ربيع الثاني 1431هـ

زيارة رئيس الوزراء التايلندي

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

أغبط رئيس وزراء تايلند «ابهيسيت فيججاجيوا» الذي زار البحرين في اليومين الماضيين، وعقد مؤتمرا صحافيا انصبّت معظم الأسئلة خلاله حول ما يجري في بلاده أكثر من الحديث عن زيارته للبحرين، ولعلَّ سفره إلى البحرين كان لاستنشاق الهواء؛ لأنه يعيش داخل قاعدة عسكرية منذ ثلاثة أسابيع بعد أن انطلقت حركة احتجاجية (أصحاب القمصان الحمراء) في مظاهرات صاخبة تطالبه بالاستقالة وبحل البرلمان وبالدعوة إلى انتخابات جديدة، وذلك على أساس أن مجيئه إلى منصب رئيس الوزراء حدث بعد تدخلات عديدة منعت المنافسين الآخرين الذين كان بإمكانهم الحصول على أصوات أكثر منه.

المظاهرات تزامنت مع إصدار حكم قاس على رئيس الوزراء السابق «ثاكسين شيناواترا» بتهمة الفساد والثراء غير المشروع له ولأسرته من خلال استغلال منصبه السياسي. ثاكسين يعيش حاليا في المنفى في «دبي» ويتحدث إلى مناصريه بالصوت والصورة وبواسطة «اليوتيوب» عبر الانترنت.

الوضع التايلندي معقد، فعلى الرغم من إدانة رئيس الوزراء السابق بالفساد من خلال المحكمة وتجريده من جزء كبير من ثروته وثروة أسرته داخل تايلند، إلا أنه مازال يعتبر شخصية شعبية، ولو أفسح له المجال لأن يرشح نفسه فإنه سيفوز برئاسة الوزراء مرة أخرى. والسبب في ذلك هو أن أكثرية الشعب التايلندي الذين يعيشون خارج العاصمة (بانكوك) يعتبرونه صديقا للفقراء، وأنه أصدر تشريعات «شعبوية» تخدمهم وتوفر لهم رعاية صحية ومواصلات شبه مجانية وفوائد مخففة جدا على القروض ووظائف وخدمات، وأشرف على تحديث البنية التحتية أثناء فترة رئاسته للوزراء بين 2001 و2006.

التطور الذي حدث بعد إصدار الحكم (غيابيا) على رئيس الوزراء السابق في نهاية فبراير/ شباط الماضي، هو أن حركة الاحتجاج التي يلبس أنصارها القمصان الحُمر طوروا الأجندة السياسية، وهم يتحدثون عن الديمقراطية وتمثيل إرادة الشعب بعيدا عن الجانب الشخصاني، وبغضّ النظر عن ما حصل لرئيس الوزراء السابق، وهذا أوقع الحكومة الحالية في ورطة، واضطر رئيس الوزراء الحالي إلى فتح الحوار مع المحتجين، حتى قال إنه كان على اتصال بمن يمثل المحتجين حتى وهو في البحرين، وإنه سيعاود الحوار معهم عند عودته إلى بلاده (اليوم الخميس). أغبطه لأنه بدا متماسكا رغم أن فترة رئاسته للوزراء قد لا تطول كثيرا عند عودته إلى بلاده.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2764 - الأربعاء 31 مارس 2010م الموافق 15 ربيع الثاني 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 4:47 ص

      والله وعليك سوالف يادكتور .....خطيرة

    • زائر 3 | 1:45 ص

      إياك أعني واسمع يا جاره

      شــــــــكرا لك يا دكتور على هذا المقال الرائع ونتظر المزيد.

    • زائر 2 | 12:54 ص

      الى متى

      كل هذه اللقاءات والمؤتمرات لن تصب لصالح المواطنين أبدا لأن هناك واقع مر على الأرض فسياسة التميز والطائفية التي تطبق على مستوى عالي في الوزارات والمؤسسات وبشكل منهجي تطبيقاً للتقرير المثير وبعد إن بلغ التجنيس السياسي مداه وأكثر فإن كل الحراك الذي يجري في الدولة يخص فئة معينة أما الفئة الثانية فهي تسارع الخطى على طريق الزوال وعلينا ان نراقب ما يجري في الوزارات من توظيف للعرب والهنود والأجانب ولو إن المثل الصارخ ينطبق على وزارة الأشغال إلا أن ذلك يجري بشكل متفاوت على الوزارات الأخرى

اقرأ ايضاً