العدد 2764 - الأربعاء 31 مارس 2010م الموافق 15 ربيع الثاني 1431هـ

«شامليدرات» لغسيل البقع والشبهات!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

قبل يومين كنت أقرأ في كتاب رياض نجيب الريّس «آخر الخوارج»، يروي فيه قصة اصطدامه مع رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري، بعد إقدام الأمن اللبناني على مصادرة ثلاثة كتب أصدرتها دار الريّس الشهيرة.

الخطوة كانت بإيعازٍ من دار الفتوى اللبنانية، التي تلقت إيعازا في منتصف التسعينيات من دولةٍ خليجيةٍ سيطرت على أغلب الأجهزة الإعلامية هناك. حينها نشر الريّس رسالة مفتوحة احتجاجا على هذا الإجراء القمعي غير المسبوق الذي يهدّد الحريات في أكبر تجربة ليبرالية بالعالم العربي.

الرسالة قد تُصنّف من عيون الرسائل في الأدب العربي، انتقد فيها الحريري وحكومته ومستشاريه، الذين لم يتحملوا النقد، فنصحوا الحريري بعدم السكوت. وجهّزوا بأنفسهم الردّ مكتوبا وبعثوه إلى غسان تويني صاحب «النهار»، الذي اتصل بالحريري ونصحه بإيقاف هذه المهزلة، لأنه سيحرّض عليه كل الصحافيين والأدباء والشعراء والمثقفين في لبنان. واستجاب الرجل السياسي للنصيحة وأوقف الرد.

هذا ما جرى في بلد الصحافة والإعلام الحر، أما في أماكن أخرى فيجري التعامل مع مثل هذه الوقائع بطريقةٍ تدلّ على السطحية والغباء. فإذا كان هناك نائبٌ له تاريخٌ وطنيٌ مشرّفٌ في خدمة الناس، غيّر مساره إلى مسارٍ فيه الكثير من المثالب والمآخذ والهِنات، فتجري استضافته في برنامج نفافيخ تلفزيونية للقيام بعملية غسيلٍ وتجفيفٍ، وكيٍّ وتلميعٍ، حتى يخرج كما ولدته أمه!

هذه البرامج تضمن لكل من تُوجّه لأدائه أو سياساته انتقادات أو مؤاخذات، تبييض كل البقع وغسل كل الشبهات. والوزراء الذين تعاني سياساتهم من رفض شعبي شامل، يمكننا أن نعمل حلقات خاصة للدفاع عنهم، وإقناع الناس بأن البيوت الذكية جدا، التي لا تزيد مساحتها عن 100 متر مربع، هي أفضل من بيت الإسكان القديم وأوسع وأكشخ!

في هذا البرنامج، نحن مستعدون لزيارة الوزير في مكتبه للاتفاق معه على محاور اللقاء، ووضع الأسئلة بالطريقة التي تريحه، واستبعاد كل ما يكدّر خاطره! ونحن نضمن له المساعدة وتقديم عدد من الخيارات إذا تلجلجت في صدره الكلمات، فالمذيعة ستسعفه بالإجابات، وتقدّم له الخرائط واللوحات التوضيحية، وفوق ذلك نمنحه خيار الاستعانة بصديق لتعذّر الاتصال بالجمهور، أو بالأحرى لعدم اعترافنا بوجود شيء اسمه الجمهور، فالجمهور غبيٌ ولا يفهم مثلنا، ويجب أن يسكت عندما يتكلّم المسئول!

في هذا البرنامج نحن مستعدون لتبييض صفحتك، وإزالة البقع الداكنة من حول صورتك، وللتأكد اسأل من جاءنا قبلك، وخرج وهو مرتاحٌ سيكولوجيا ورومانسيا وهيرمونطيقيا، فنحن نقدّم أرقى خدمة مساج تايلندي للمسئولين، نضحك لهم طوال الحلقة، و «نشق البوز»! أما إذا استضفنا أحدا من المعارضة، وهو نادرا ما يحدث وبالغلط، فإنما ذلك لنغسل شراعه، فلا يخرج إلا وهو يترحّم على طرق الاستجواب والتحقيق أيام «أمن الدولة»! وفي هذه الحالة يحلم أن يحصل منا على ضحكةٍ أو حتى ابتسامة صفراء، وما له إلا العين الحمراء!

قبل أشهر، أخرجنا كم حلقة لصالح بعض الوزارات، أما في هذه المرحلة، ومع انتشار «تقرير أملاك الدولة»، فسيزداد الطلب على خدماتنا، فكثيرون بحاجةٍ إلى عمليات شفط دهون وإزالة للشحوم المترسبة، ليخرج في عيون المشاهدين قديسا أو «دالاي لاما»!

في لبنان أنقذ تويني الحريري رحمه الله من فضيحة، أما في بلدان يكثر فيها الطلب على «الشامليدرات»، فما خاب من استعان بالمذيعين العباقرة والمستشارين الأذكياء!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2764 - الأربعاء 31 مارس 2010م الموافق 15 ربيع الثاني 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 28 | 2:29 م

      باطه كبدك

      تحمل بروحك الظاهر باطه كبدك...

    • زائر 26 | 10:26 ص

      محاسبة

      لو يستحون ما دافعوا عن المفسدين وحاولوا تبييض سجلاتهم. ترى الناس تعرف الحين قضاياها، وخصوصا بعد تقرير املاك الدولة. بس الشره مو عليهم انما على اللي يعطيهم 2000 دينار على الحلقة الواحدة من برنامج..... لو كان فيه محاسبة صحيحة لتم استجواب وزيرة الاعلام على ذلك. بس ويش نقول.

    • زائر 25 | 10:23 ص

      عاد صير موضوعي

      للزائر رقم 21، رحم الله والديك صير موضوعي عشان الناس تتقبل رأيك. فالكاتب معروف بنزاهته ومواقفه المنحازة للشعب وقضايا الناس، اما هي فمنحازة للوزراء والمسؤولين وأخيراً للنواب الذين تخلوا عن قضية الناس واصبحوا جزء من منظومة الفساد. هل نسيت يوم جاءت تريد تدافع عن وزير الاسكان وبيوت القواطي؟ نحن لسنا مغفلين والناس تعرف الصادق من الكاذب.

    • زائر 24 | 9:48 ص

      توضيح آخر للزائر 21

      يا أخ ليش تنتقد الكاتب ؟ هو يوصف الواقع و الكل يعرف صاحبة الرأي الواحد اللي مسويه روحها فلته و حاطه راسها براس المذيعين و مقدمي البرامج الحوارية الهادفة اللي في القنوات الأخرى أصلا ما في وجه مقارنة بين الكاتب و المذيعة فعاد حرام عليك التجني و رمي الآخرين بالتهم الباطلة أرجو ان يرتقي أسلوبك في الفهم للأفضل و بعدين انتقد و سلامات بريد الشوق

    • زائر 23 | 9:41 ص

      الأخ زائر 21

      الظاهر أن الأخ الزائر 21 عند لبس في فهم المقال يا اخي الكاتب هنا ينتقد أسلوب المذيعة المعروفة بتحييزها الدائم للحكم و الموالاة حتى أنها تتحول في مقابلاتها من طرف محايد إلى مؤيد و خاصة لرأي الحكومة بمعنى آخر تفشل و ما تصلح تكون مقدمة برنامج لأنها فاشلة بمعنى الكلمة فلديها رأي واحد صواب هو رأي الحكومة اما المعارضة فهي دائمًا مخطئة و الشارع دائمًا مخطئ من وجهة نظرها و إذا حصل و تشجعت و استضافة واحد من المعارضة تصير عليه أسد كاسر أما على الموالين فهي حمل وديع !!!
      بريد الشوق

    • زائر 22 | 7:53 ص

      وحهان لعملة واحدة

      سيد أنت ومقدمة البرامج وجهان لعملة واحدة أنت تمثل رأي وهي تمثل رأي آخر وأنتما يكون نقدكما جارحاً لمن يختلف معكما ولكن يجب عليكما تقبل الرأي والرأي الآخر ولكن للأسف رأيكما يوجه للعامة والبسطاء لذا تكون لكما شعبية بينهما نرجو أن يرتقي أسلوبكما في النقد وأن تتقبلوا النقد أيضاً متمنياً لكما التوفيق.

    • زائر 20 | 6:41 ص

      باختصار عن هالبرنامج.. وغيره بعد

      جَــمْــبَــزَةٌ "درجة 1"

    • زائر 19 | 5:24 ص

      إلى زائر 16

      نعم نؤيد الاستماع إلى الرأي الآخر ومن حق الأخرين التعليق وإنتقاد رأي الآخرين وخصوصاً إذا كان هذا الشخص يمثل خط استخدمه وسيلة لدخول البرلمان ومن ثم انقلب على عقبيه. من الواجب تنبيهه وتذكيره بذلك

    • زائر 18 | 5:02 ص

      كلام تحت الشمس يا سيد قاسم

      هذا ليس رأي آخر وانما جمبزة أخرى ومحاولة لعب على الذقون. وإلا واحد كان شرس في المطالبات الدستورية، ولما يوصل البرلمان ينقلب على عقبيه ويطبير من الفرح لما يسألونه عن تعيينه في مجلس الشورى!!!! ثم ان هذا مو كلام الكاتب وحده ولا كلام ناس في حجرات مغلقة، وانما كلامنا كلنا نحن الناس الذين يصعد هؤلاء على ظهورنا.اكتب يا سيد فهذا كلام الناس كلها وأنت أكيد تدخل املجالس وتعيش مع الناس وما تكذب ولا تنافق مثل ما غيرك يسوي.

    • زائر 17 | 4:24 ص

      متى يعيدون البرنامج ؟

      تسلم يا سيد و النعم ما قصرت بس خاطري أشوف هالبرنامج خبركم ما نفتح على تلفزيون البحرين إلا ما ندر فيا ريت تخبروني يا جماعة متى يعيدون هالبرنامج الفلته عشان نشوفه و ننطنز اشوي مادام هي مسويه روحها مسخره و مطنزه من حقنا احنا الجمهور نضحك عليها و نوسع صدورنا عن هالضيقه .. الشكر للكاتب الرائع و تسلم يا بو هاشم

    • زائر 16 | 3:42 ص

      انه الراي الاخر

      طبعا يا سيد هذه البرامج والاساليب في طرح المواضيع ومناقشتها لا تناسب اسلوبك في الطرح الذي يعتمد على حديث الذات في المكاتب المظلمة وخلف الكيبورد، ان ما تسمعه يا سيد هو الراي الاخر الذي طالما كنت تطالب باحترامه او على الاقل الاستماع اليه ولكن الظاهر ان المطالبة باطلاق حرية الكلمة يقتصر على طيف معين ومن يددن على مواله فقط والاخرين يجب الدوس في بطونهم قبل ان تتفوه السنتهم بما يضر مسامعكم ارجوا النشر واعتقد ان رقابة الوسط لديها الشجاعة على نشر آراء الاخرين

    • زائر 15 | 2:44 ص

      وما خفى اعظم !!

      تسلم روحك يا سيدنا الفاضل ... بس لا ننسى ان مجموع -/2000 دينار على مدار 4 حلقات شهرية = -/8000 دينار بحريني بالإضافة الى -/3000 دينار من عمود جريدة حكومية + سيارة لكزس اخر موديل كدعم خاص غير الهبات المعروفة من تلك الجهات ما يعادل -/11000 الف دينار شهريا من جبد الحكومة والخافي اعظم بحجة ان ليس لديها تأمين للتقاعد وان لديها اسرة!!! فماذا يتوقع المواطن من هكذا بشر غير ان يكونوا كما قال المغني العراقي (على مودك انت وبس اسهر واتغنى والبس) والشعب خله ياكل خس

    • زائر 14 | 2:21 ص

      تلفزيون البحرين

      على قولت المثل إذا قالت الخليل نعولني قالت الخنفسانة أني بعد. مصدقين روحهم تلفزيون البحرين وحاطين روحهم على أقمار صناعية من يطالع قناتكم خلوها أرضية وبلاش تبعزؤا فلوس الدولة أو على الاقل شوفوا رأي المواطنين وكم عدد المشاهدين اليوميين بس ها بلا تزوير وتصير النتيجة 99% يشاهدون قناة العائلة

    • زائر 13 | 2:07 ص

      اي تلفزيون

      وفي احد في هالزمن يطالع تلفزيون العائلة الآسيوية ... والله يخووك انطالع اسبيس تون و لا نطالع وجه مذيعة تاخذ 2000 دينار على ساعة من التفاهة و السذاجة و الدجل

    • زائر 12 | 2:05 ص

      آآآآآآآآآه على هالبلد

      واللي زيد حرتنه .. اعتراف وزارة الاعلام بحجب بعض الدور اللبنانية من المشاركة في المعرض ،،بعد ما نفوااا

    • زائر 11 | 1:13 ص

      وطني مع التحفظ

      يا استاذ قاسم ماشفنا له أي انجازات. وبعدين إسأل الموظفين إللي كانوا تحت إدارته قبل لايصير نائب ويقيلونه من منصبه في أحد ..... شلون كان يتصرف بأنانية وإستبداد وتشكيك وياهم وكيف في يوم من الأيام طلع الموظفين كلهم إجازة وترك فقط موظف واحد من قسم الكمبيوتر يداوم وياه في ذاك اليوم...اترك الباقي لكم.

    • زائر 10 | 1:11 ص

      البقعة الكبيره

      انا احتاج الى شامليدر كبير لانى اعانى من بقعة كبيره جدا تحتاج الى غسلها 65 كيلو متر مربع من المياه و100 كيلو متر مربع من الشامليدر وكذلك تحتاج الى 100 من الغسالين المتمرسين جدا فى الغسيل والتجفيف . واذا اردت ان تتأكد فشكل لجنة من وزارات الدوله لما للجان من خبره ودرايه .

    • زائر 9 | 1:05 ص

      يالله خير وخاتمة خير

      الاستاذ قاسم / شفنا برامج وتابعنا حوارات لكن مثل هالبرنامج الفقير ما شفنا ، والمذيعة يالله شنوا ثقالة دم علاوة على ثقالة اعداد الاسئلة البايخة ، ويالله تحصل لها ضيفيرضى يشارك في هالبرنامج ، والله لو امخلين ( افتح يا سم سم ) القديم أحسن ، واللي بيستضيف يستضيف واحد له قيمة في المجتمع مو واحد ما ندري حتى وين جالس في برلمانهم ، لكن ما نقدر انقول الا ( التم المتعوس على خايب الرجا ) أعزائي القراء سوف ترون كراسي الاثنين المذيعة والضيف في الشورى القادم جنب بعض وبعدين ياقاسم خذ ضحكات موضحكة وحدة .

    • زائر 8 | 12:53 ص

      تلفزيون ايفشل

      امسوينا مهزلة امام العالم هاي تلفزيون؟

    • زائر 7 | 12:43 ص

      مواقف متخاذلة للأسف

      الصدمة في النائب عزيز ابل تفوق التصورات. الكل مصدوم به وبادائه المتهافت ومواقفه المتخاذلة عن نصرة قضايا الناس. لم نكن نتوقع ذلك أبداً. والحديث عن حذرناكم ونبهناكم كما يقول القارئ الذي سبقني (فريدون) ادعاء للحكمة في غير وقتها. فمن الذي كان يحتمل ان ينقلب أبل على مواقفه السابقة وبهذه الصورة؟

    • زائر 6 | 12:32 ص

      عاشت الخيزرانة

      انا اللي قهرني آخر الحلقة قاعد يفلسف لنا كلمته عن الخيزرانة، فهو الذي هدد بداية البرلمان انه سيكون مثل الخيزرانة، بعدين طلع فشوش. وصاحبته ميتة من الضحك والفرح، مو قادرة تمسك نفسها، مستانسة حدها.

    • زائر 5 | 12:30 ص

      دغدغة قوية

      صدقت يا سيد، ما وقفت من الضحك طول الحلقة لانها وجدت واحد من شكلها. تقول واحد يدغدغها.

    • زائر 4 | 11:25 م

      الله يهديك يا سيد!

      أولاً : لم يكن له تاريخ وطني مشرّف !
      ثانياً : لم يكن في خدمة الناس أبداً !
      ثالثاً : لم يغيّر مساره أبداً ؛ فهذا مساره الأصلي !
      رابعاً : أنّه لعب عليكم بالجمبزة !
      خامساً : يا ما حذّرنا منه ومن أشكالهِ !
      سادساً : أحذروا من الباقي و ما أكثرهم ؛ المنْ ببيزه!!
      أخوك عبدعلي فريدون

    • زائر 3 | 11:18 م

      المذيعة المضحكة

      خل عنك يا قاسم حسين الشامليدر ، بس انت ركز على الإبتسامات مثل ما قلت ، والبوز إلي تشقه شق في المقابلات ..
      تذكرني طيبة الذكر بالمثل إلي يقول : انتهت الزفة وضرب الدفوف وجات الهبلة تقول تبغا تشوف .

    • زائر 2 | 10:23 م

      ارتمي على قفاي ضاحكا عندما ارى هذه البرامج

      تتعامل مع شريحة من الجمهور تتلقى الكلمات من فاهها لذلك تكون افواههم مفتوحة اثناء الحديث معهم و هذه الشريحة عادة اقرب في تفكيرها الى الهامور الذي لا يفرق بين قطعة مطاط و قطعة اللحم.

    • زائر 1 | 10:17 م

      تلفزيون لنفسهم

      سيدنا الكريم احسنت و اجدت و لكن أحب أن اذكربأني لم أفتح تلفزيون البحرين منذ سنتين فلا تخشى شئ فهم نسيا منسيا يتكلمون و يقابلون ليشاهدوا انفسهم و حدهم فلا أحد يهتم و لا يعرف رقم محطة التلفزيون وين

اقرأ ايضاً