العدد 2767 - السبت 03 أبريل 2010م الموافق 18 ربيع الثاني 1431هـ

«آي باد» يطرح تحديات من طراز مختلف (1)

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

آي باد (iPad)، هو الاسم النهائي الذي استقرت شركة أبل على تسمية جهازها اللوحي الجديد به، بدلا من الخيارين الآخرين وكانا آي سليت (iSlate)، وآي تابلت (iTablet).

وقد أثار آي باد لحظة الإعلان عن قرب طرحه في الأسواق الكثير من الجدل بشأن مزاياه ونواقصه، كما حظي، عندما عرف طريقه إلى الأسواق قبل أيام، شأنه شأن الكثير من الأجهزة الأخرى التي تنتجها أبل، باهتمام إعلامي واسع وعلى وجه التحديد من قبل تلك المتخصصة في تغطية أخبار صناعة تقنيات المعلومات والاتصالات، التي ركزت مقالاتها على المواصفات الجديدة التي احتضنها الجهاز، من حيث خفة الوزن (نحو نصف كغم)، وسرعة المعالج (1 غيغاهرتز اسمه Apple A4)، وأدائه الفائق في التعامل مع الرسوميات عالية الوضوح (HD)، بالإضافة إلى اقتصادية استهلاكه للطاقة، مما يرفع عمر البطارية إلى 10 ساعات.

يضاف إلى ذلك سلاسة في التكامل مع أجهزة ومنصات أبل الأخرى مثل آي فون، وآي تيونز على التوالي.

كما حرص البعض الآخر على الربط مثل بين منتجات هذه الشركة، وقراءتها المستقبلية الصحيحة لاتجاه هذه السوق، حيث توقعت دراسة نشرها موقع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن تبلغ «مبيعات تطبيقات الهواتف المحمولة 17 مليار دولار خلال العامين المقبلين».

وتربط الدراسة بين الحواسيب المحمولة والخدمات التي يوفرها الإنترنت، فجاء فيها أن «عدد الملفات التي تنزل من خلال الإنترنت سيصعد إلى 50 مليارا العام 2012 من 7 مليارات حاليا».

أما عدد المتاجر الإلكترونية التي تروج تطبيقات الهواتف المحمولة فسوف يرتفع، وفقا لأرقام الدراسة ذاتها»، من 4 قبل العام 2008 إلى 48 حاليا».

والجميل في الموضوع مسارعة شركة أبل، وفي فترة قياسية نسبيا، كما ينقل موقع (ITP.net) بإصدار «حزمة المطورين الخاصة (SDK) والتي تتيح لمطوري التطبيقات والبرامج تصميم تطبيقات خاصة لكمبيوتر آي باد، إذ بمقدور هؤلاء التركيز على استغلال قياس الشاشة الكبير نسبيا في آي باد مقارنة بهاتف آي فون». وهذه قضية في غاية الأهمية، لأنها من اهم العناصر المطلوبة لتوفير تزايد سرعة وسعة نطاق الاننتشار.

هذا ولا يمكننا بأي شكل من الأشكال، أن نتغاضى هنا عن روح المنافسة التي أشعلها «آي باد»، لدى الكثير من شركات صناعة الحواسيب المحمولة الأخرى، والتي بدأ بعضها مثل لنوفو (Lenovo)، والتي تعتمد على نظام التشغيل ويندوز، الذي باتت نسخته ويندوز 7 قادرة على توفير «الدعم الكامل لتقنية اللمس المتعدد Multitouch، مما يبشر بأن العام الجاري سيشهد العصر الذهبي للكمبيوترات اللوحية».

وهناك أيضا شركة هيوليت - باكرد (HP)، التي حاولت أن تسبق شركة أبل إلى الأسواق، وطرحت قبل شهر تقريبا، وكما تناقلت أجهزة الإعلام «جهازها اللوحي (بي سي إليت بوك 2740 بي) EliteBook 2740p «.

لكن قبل تناول انعكاسات هذه المواصفات على صناعات أخرى، ليست مرتبطة تقليديا بصناعة تقنيات المعلومات والاتصالات، وفي المقدمة منها صناعة النشر، والتحديات التي يطرحها على مثل تلك الصناعات، ولكي نحافظ على الموضوعية في تقويم آي باد، لابد أن ننقل للقارئ ما قاله فيه بعض منتقديه، كما أشرنا إلى ما قيل من مواصفات حسنة فيه. فعلى الرغم من أن «آي باد» يقدم أسلوبا جديدا بالكامل في التواصل مع أجهزة الكمبيوتر الجوالة، ويحمل معه ملامحا مهمة عما يمكن لكمبيوترات من هذا الشكل أن تقدم في المستقبل، إلا أنه من الخطأ أيضا، وبالمقاييس ذاتها، الذهاب بعيدا والقول إنه بعيدا عن بعض النقص التي تجعله ما يزال بعيد كل البعد عن كونه الأداة الكاملة.

فمن بين الانتقادات المباشرة التي وجهت لجهاز آي باد، تلك التي سجلها الكاتب البارز في مجال التكنولوجيا بصحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية والت موسبيرغ، ونقلها مترجمة موقع «الاقتصادية» الإلكتروني، والذي بعد أن أشار إلى أن «أي باد يمكن أن يغير طبيعة أجهزة الكمبيوتر، وبأن هذا الجهاز الجميل الجديد من أبل ذي الشاشة التي تعمل باللمس لديه إمكانية على إحداث تغيير في أجهزة الكمبيوتر المحمولة ويهدد أهمية أجهزة الكمبيوتر المحمول»، عاد ليحذر من «أن الجهاز به الكثير من العيوب إذ «يفتقر (آي باد) إلى بعض الخصائص مثل لوحة مفاتيح فعلية وكاميرا إنترنت ومخارج (يو إس بي) والمهام المتعددة التي يتوقعها مستخدمو أجهزة الكمبيوتر المحمولة والدفترية».

ويشارك موسبيرغ في مثل هذه الملاحظات الكاتب في صحيفة «نيويورك تايمز، ديفيد بوج الذي ينتقد بشدة «طريقة الكتابة باللمس وعدم توافقه (آي باد) مع ملفات الفيديو (فلاش) وعدم قدرته على القيام بمهام متعددة».

هذا على مستوى المستخدمين، الذين يشاطرهم مثل هذه الملاحظات أيضا، أخرى غيرها بعض مطوري البرمجيات الخاصة بجهاز آي بود.

فبحسب استفتاء أجرته شركة أبسيليريتر (Appcelerator) «تزايدت في الأشهر الثلاثة الأخيرة مخاوف المطورين من النقص الذي يعانيه كمبيوتر آي باد في مزاياه وخاصة الكاميرا والمعالجة المتعددة ودعم تقنية فلاش لتشغيل التطبيقات التفاعلية في صفحات الإنترنت».

يضاف إلى مجموعة الملاحظات هذه، تلك المنافسة الشديدة التي يتوقع ان يصادفها آي باد في طريقه، والقادمة من محرك البحث غوغل. فقد أشار استفتاء أجري في يناير/ كانون الثاني 2010، ونقله موقع (ITP.net) إلى «أن نسبة المطورين المهتمين بتطوير برامج لآي فون هي 86 في المئة، بينما بلغت نسبة المهتمين بتطوير برامج لهواتف أندرويد كانت 68 في المئة، مما يشير إلى أن 18 في المئة من المطورين يشتركون في ميولهم لتطوير تطبيقات لآي فون وأندرويد معا».

ومن هنا فمن المتوقع أن نشهد في الفترة القادمة حربا ضروسا بين أبل وغوغل.

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 2767 - السبت 03 أبريل 2010م الموافق 18 ربيع الثاني 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 10:50 ص

      أبــــل ومنافذ ... Fire Wire و IrDA

      معظم الأجهزة الحالية تستخدم منافذ USB نظراً لمرونتها ؛ بتوصيل عدة أجهزة وملحقاتها ،ويمكن توصيلها باستخدام منفذ واحد (USB hubs )، إلا أن أبل تعالت على المنفذ وربما فضّلت منفذ (Fire Wire) والمطوّر على يدها وهي وسيلة لتوصيل كاميرا الفيديو الرقمي، فقد أصبحت - نظراً لسرعتها الهائلة في نقل البيانات- تُستخدم كمحركات الأقراص الصلبة والمضغوطة ومعدات تحرير الفيديو وغيرها الكثير الكثير ،من هنا تشتعل الحرب الضروس ، فمن الذي يتحدّى ؟ ومن المشاكس يتصدّى ؟. كل الشكر للكاتب وللوسط ... نهوض

    • زائر 1 | 9:21 م

      التمسح بتطور الأجهزة

      شكرا للأستاذ العبيدلي،، أصبح لحديثي النعمة بالوظيفة التمسح بإقتناء الأجهزة المتقدمة بدلا من تحسين سلوكياتهم وأصبحت الأجهزة تلك مثل الماكياج لإخفاء العيوب وإن مازالت بعض العقول بعيدة كل البعد عن قيم ورؤية ورسالة المؤسسة وإن تركيبة بعض العقول بعيدة عن الإنتاجية ومصلحة العمل لذا فإن التمسح ب I.T ليس بدافع الإنتاجية بقدر الظهور بمظهر معين لإخفاء فقدان أهلية الأداء الوظيفي .. من كشكول ممارسات الفساد مع تحيات (ندى أحمد)

اقرأ ايضاً