أوضح موظفون في وزارة الصحة أن الوزيرة الجديدة ندى حفاظ، أكدت - لدى لقائها معهم - أنها ستسعى جاهدة إلى إعادة أوضاع الوزارة وتحسينها إلى الأفضل، وإعطاء كل ذي حق حقه، وإبراز الكفاءات البحرينية.
ووصف موظفون الوزارة بأنها تمر حاليا بـ «فترة نقاهة»، لذلك لابد من التريث وانتظار ما تؤول إليه الأحوال، وخصوصا أن الوزيرة تحظى بتأييد واسع في الأوساط الطبية علاوة على جهودها الكبيرة أثناء عملها عضوا في مجلس الشورى وتبنيها مشروعات رائدة. فيما اعتبر آخرون أن قطاعا كبيرا في «الصحة» غير راضٍ عن التعديل الوزاري الذي مر سريعا خصوصا مع تجاهل قرار مجلس النواب تعيين لجنة تحقيق في الأوضاع، إذ إن القرار همش الدور النيابي وقلل من فاعليته.
الوسط - عبدالله الملا
أكد مجموعة من الموظفين في وزارة الصحة أن الوزيرة ندى حفاظ التي تسلمت مقاليد الوزارة أخيرا، وعدتهم بتحسين الأوضاع إلى الأفضل وإعطاء كل ذي حق حقه. ورأى الموظفون أن الوزيرة تبدو جادة في اتخاذ خطوات جريئة لإخراج الوزارة من الوضع المربك الذي مرت به خلال الشهور الماضية، وكاد رأس الوزارة أن يعتلي منصة الاستجواب بناء على تلكم الأوضاع.
وعلى رغم التفاؤل الملحوظ في الصحة، فإن بعض الموظفين (فضلوا عدم التصريح بأسمائهم) اعتبروا التغيير الوزاري مفاجئا وسريعا، وكان لابد من التريث في اتخاذ خطوة كهذه، وكان من الأفضل بحسب رأيهم إعطاء المجال إلى لجنة التحقيق البرلمانية التي أطلقها البرلمان لتدارس الأوضاع والوقوف على الخلل في الوزارة. وإن هذه الخطوة قد همشت بشكل أو بآخر قرار البرلمان ونيته في التحقيق، ولكانت الخطوة سابقة إلى البرلمان وستعطيه لو تمت المزيد من الصدقية والقوة.
وكانت الوزيرة حفاظ أكدت في تصريح سابق إلى «الوسط» أنها سترفع شعار مصلحة الفرد والمجتمع بالدرجة الأولى، وكذلك مصلحة الموظف. وقالت: «من الأفضل أن نفتح صفحة جديدة بعيدة عن «الملامات» ونضع أيدينا في يد بعض لنجتاز معا المرحلة الحرجة التي مرت بها وزارة الصحة، فنحن في الوزارة نسير في قارب واحد، وهذا القارب يعتمد في سيره على تجديف كل الأطراف، وإذا أخل أي طرف في مهماته فلن يصل القارب إلى بر الأمان. وأنا متأكدة أن الجميع سيضع يده في يدي. كما أنني ابنة الوزارة وأعرف الناس بما فيها، وأعلم حق اليقين بأن الوزارة تحوي كفاءات بحرينية على مستوى كبير، وسأسعى إلى إبراز هذه الكفاءات وإظهارها بدل أن تكون مخفية ومهمشة في دورها».
كما أكدت مختلف الأطياف الطبية مساندتها للوزيرة، إذ أوضح رئيس جمعية الأطباء البحرينية علي العرادي أن الجمعية ومن فيها مستعدون للتعاون وبأية طريقة من الوزيرة الجديدة، والجمعية مستعدة للتعاون مع أي مصلح ومع أي قرار صائب. وقال: «من الضروري على الوزيرة الجديدة أن تختار البطانة الصالحة وأن تستفيد من الأخطاء التي مر بها من سبقها، وحفاظ طبيبة تتمتع بكفاءة طبية وخبرة في المجال الطبي، وقد تستطيع أن تحقق ما عجز عن تحقيقه الرجال، ونحن متأكدون أنها ستنجح في مهمتها الوزارية التي كلفتها بها القيادة الرشيدة وستجدنا دائما السند والعون».
وقال الوكيل المساعد للرعاية الأولية عبدالوهاب محمد عبدالوهاب: «في الحقيقة ان تعيين امرأة في هذا المنصب الكبير لهو دليل كبير على الوعي الذي وصلنا إليه في المملكة، وهو دليل على وعي القيادة الرشيدة وسعيها الدءوب إلى إشراك المرأة في مختلف المهام والأعمال بدءا بالعمل السياسي وغيره. كما أن التغيير الذي جاء أسرع مما توقعنا دليل على استجابة القيادة إلى مطالب الشعب، وعلى حرصها على المصلحة العامة. وإن الوزيرة ندى حفاظ لهي امرأة مؤهلة إلى المنصب الذي عينت فيه، فهي ابنة الوزارة تعلم بما يجول من حولها». مضيفا أن «الخلل لا يمكن له أن يستمر بأي حال من الأحوال... فلتبدأ الوزارة الجديدة وتؤكد نقاط الاتفاق وتستمر في تأكيدها ولنسعى جاهدين نحو الغاية نفسها، وأن يكون الاختلاف بيننا في الأسلوب وليس في تحقيق الأهداف وبلوغها. إن وزارة الصحة مثقلة بالجروح في هذه الفترة، وسيكون الجهد الذي يتطلبه الوضع مضاعفا في علاج الهوة القائمة بين القطاعات المختلفة، وسيأخذ هذا جهدا ووقتا ولكن يجب علينا كعاملين في هذه الوزارة العريقة وكمواطنين أن نمد يد العون والمساعدة للمسئول الواقعي. إن المهمة الكبيرة التي تنتظر الوزيرة الجديدة وطاقم المساعدين والمدربين والمسئولين معها عظيمة، وقد تكون في بعضها صعبة، ولكن اعتماد الكفاءة والمقدرة ومعايير الإخلاص والصدق في إنجاز الأعمال والابتعاد عن المحسوبية في ردم الهوة بين الإدارة العليا في الوزارة والكوادر العاملة وتخطي ترسبات المرحلة السابق التي أودت بعوامل الثقة المتبادلة بين المريض والمنافذ الصحية...».
من جهة أخرى، بيَّن ممرضون بأنهم يتوقعون من الوزيرة الجديدة الكثير الكثير، ويتمنون أن تسوى أوضاعهم في الوزارة والتي ظهرت أولى بوادرها من خلال تمرير كادر التمريض، والذي يعني الكثير للمرضين الذين طالبوا بالكادر لفترة طويلة حتى آن الآوان له لأن يرى النور. كما شددوا على ضرورة إرجاع رئيسة قسم التمريض السابقة التي لم يروا منها أي خطأ. وطالب موظفو قسم التنظيفات بأن يتم إرجاع رئيس القسم السابق الذي أحيل إلى منصب غير معلوم، وأكدوا دعمهم للوزيرة في خطواتها، منوهين بضرورة تبديل أو تصحيح الإدارة الموجودة والتي دأبت على ارتكاب الأخطاء الفادحة والتي تمثلت في نقل المسئولين من منصب إلى آخر، وإعطاء المهمات إلى أناس غير مؤهلين في بعض الأقسام حتى أن بعضهم لا يحمل غير شهادة ثانوية عامة.
واعتبر بعض الموظفين أن الوزارة تعيش في فترة نقاهة، وتمر بمرحلة مخاض جديد، ولذلك فإنهم سيتريثون وينتظرون التغييرات التي ستجريها حفاظ، ويتمنون أن تشملهم التعديلات وخصوصا بالنسبة إلى أولئك الذين لم تتغير درجاتهم وقضوا في الوزارة ما يقارب العشرين سنة أو يزيد على ذلك. وتمنوا أن تقوم حفاظ بالنزول إلى الموظفين وأخذ آرائهم، وهو الأمر الذي أكدته حفاظ في تصريحها لـ «الوسط» عندما نوهت بأن الموظف ووضعه الوظيفي هو الشعار الثاني الذي سأحمله في مهمتي الوزارية، لأن أداء الوزارة ورضا الناس يعتمدان على الموظف، ومن ثم لابد من تصحيح الأحوال وإعادة قراءة الوضع من جديد في الصحة.
وكانت وزارة الصحة مرت بفترة عصيبة بدأت بظهور آثار الخلاف بين الاستشاريين في الوزارة وبين وزير الصحة السابق. واعتبر البعض أن هذا الخلاف أساسه خلافات شخصية بحتة، ومن ثم حاول أحد الأطراف إقصاء وتهميش بعض الكوادر. فيما اعتبر آخرون أن تعليل الوضع بالخلافات الشخصية لا محل له من الصحة، وكان أحد الأطراف يسعى إلى تصحيح الأوضاع واجتثاث الخلل من مواضعه
العدد 603 - الجمعة 30 أبريل 2004م الموافق 10 ربيع الاول 1425هـ