العدد 615 - الأربعاء 12 مايو 2004م الموافق 22 ربيع الاول 1425هـ

حضور في النفوس وعشق للطبيعة

الشيخ أحمد الخليفة في تأبينه

أقام مركز الشيخ ابراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث مساء السبت الماضي حفل تأبين بمناسبة رحيل الشاعر الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة الى الرفيق الأعلى.

تحدثت في بداية الحفل مؤسسة المركز الشيخة مي آل خليفة في كلمة أشارت فيها الى حضور الشاعر الفقيد في ضمير من أحبهم ومن شاركهم وتفاعل معهم ومع كل حدث مر بهذا الوطن، كما ألقى عضو مجلس أمناء المركز عيسى أمين كلمة تحدث فيها عن أولائك الذين ينحتون من الشعر فردوسا، والذين يستطيعون رسم صور نكاد نلامسها لتطربنا حينا أو تثير من الرؤى والأفكار داخلنا، وقصيدتين للشاعرين حسن ابراهيم كمال وعبدالرحمن رفيع. كما احتوى الحفل على قصيدة أخيرة كتبها الشاعر يرثي بها نفسه وعلى عرض مصور لأحد اللقاءات اليتيمة مع الشاعر التي عرضها تلفزيون البحرين.

وألقت كريمة الشاعر الشيخة نورة بنت أحمد بن محمد آل خليفة كلمة عرضت فيها ذكرياتها مع أبيها، جاء فيها: «اليكم ومضات من قلبي ودفقة الدم ونفثة الروح مع والدي الذي امتزجت فيه طفولتي وصباي بنكهة الاعجاز والابداع المستمر كاستمرار الشروق والغروب، مع أب الشعر البحريني الذي طرق أبواب الشعر في زمان اعجازه وعظمته. لقد كان أبي يعلمني الصبر والقناعة، يعلمني كيف يحيل ألمه صبرا، كما كان يغطي قصائده بآيات من الحسن اللغوي والاعجاز الشعري كان يغطي مرضه بمسحة من الرضا، والدي الذي كان وطن أفراحي وأحزاني والتي أسقطتني في كنف الغربة، والذي كان التميز دأبه والسبق عادته والابداع اسما آخر من أسمائه»


عاشق السهل أحمد محمد آل خليفة

شعر - عبدالرحمن رفيع

عاشِقُ السَّهْلِ والذُّرى والروابي

هو في حضْنِ أُمّهِ، في التُرابِ

إنّهُ شاعر الهوى، كم تَغَنّى

بأوالٍ، وسِحْرها الخَلاّبِ

فَهَواها، كان الأثيرَ لَدَيْهِ

وهْيَ أحْلى الأوطانِ والأحبابِ

ويقولون: مات أحْمَدُ لكنْ...

هو باقٍ، في الخالداتِ العِذابِ

الدواوين... إنها سَوْفَ تروي

عَنْهُ، طُولَ السنين والأحْقابِ

أحْمَدُ، إنّهُ لَسِفْرُ قوافٍ

وحياةٌ وضّاءةٌ كالشهابِ

كم سعى للجَمال، سَعْيَ مَشُوقٍ

غارفا من مَعِيِنِه الوَهّابِ

كان بَحْرا، وَبْلُ القَصَائِد مِنْهُ

يَتَوالى كَوابِلاتِ السّحَابِ

وَهْوَ في مَسْمَعِ الوجود، غِناءٌ

يتوالى، بكُلِّ سحرٍ عُجابِ

شعره: إنه السَجيّةُ تَشْدو

شَدْوَ موجٍ، على شُطْوطِ عُبابِ

شِعرُه: إنه الطبيعة تُعْطي

كل مَن فوقها بدونِ حسابِ

شعره: إنه البساطة تحكي

وهْيَ عَفْويّةٌ، بدونِ حجابِ

أحمد، كان شاعرا ووفيّا

لتُراثِ الأجْدادِ والأحْسابِ

ما تمادى ولا تنطَّعَ يوما

في دروب الاعماءِ والاغرابِ

أحمد، ظلّ أحمدا وسوِيّا

ما ارتدى غير ثوبه، في الثِّيابِ

وهو في سعيه، أتى بجديدٍ

لم يُقَلِّد تقليدَ أعْمى مصابِ

فعليه السلام ما دام حيا

في قلوبِ الرفاقِ والأصحابِ


ليما يجف دم أم سلمان في وريده

شعر - نورة بنت أحمد بن محمد آل خليفة

البحرين اليوم تأبن أمير شعرها

اللي تعزل فيها بأجمل صور قصيدة

رحل عنها ومازال باقي بفكرها

ستين عام ماجف القلم بايده

بوصف جود أهل البحرين وأميرها

وسطر القوافي بمسيرة ملكها المجيدة

أبياته غدت أمواج في بحرها

ترسي في مواني أدبها البعيدة

الله يجازيه بجنة يروي نهرها

ويجمعنا معاه في حياةٍ جديدة

وما لنا ألا نصبر العين على كدرها

بذكرى جمال سجاياه الفريدة

وبتبقى لأم سلمان دايم في عمرها

ليما يجف دمها في وريده





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً