العدد 615 - الأربعاء 12 مايو 2004م الموافق 22 ربيع الاول 1425هـ

النحت في حوار مع الخزف

في معرض الفنان عبدالرسول الغائب

المنامة - جعفر الديري 

تحديث: 12 مايو 2017

عرض الفنان عبدالرسول الغائب في مركز الفنون مساء السبت الماضي 8 مايو/ أيار الجاري مجموعة من أعماله النحتية والخزفية القديمة والحديثة، غصت بها قاعة مركز الفنون، وأثارت الكثير من الملاحظات والقراءات.

والفنان الغائب الذي قدم معرضه الشخصي بحسب قوله إلى محبي الفنون ومتذوقيها ايمانا منه أن الاسهام الفني يتضح من خلال التعبير وتسجيل احساس الفنان وتجسيم الجمال والذوق، والذي بدأ مسيرته في مجال النحت والخزف بعد دراسته الأكاديمية في كلية الفنون الجميلة وممارسته الفعلية له مع مشاركاته الكثيرة في المعارض والمهرجانات المحلية والدولية، اتفقت آراء الكثير من الفنانين على تميزه.

يقول الفنان الشاب خالد فرحان «ان الفنان الغائب كان أستاذنا الذي تعلمنا على يديه أبجديات النحت، وها أنا أجدني اليوم معه في مكان واحد نزاول النحت، والحقيقة أنني أجد في هذا المعرض أربع قطع تحديدا، تعبر تعبيرا بالغا عن قدرة ومهارة الفنان الغائب في مجال النحت وليس الخزف، أما عن المعرض بشكل عام فأجد فيه تشتيتا للأفكار ما بين الخزف والنحت، وان كنت أرى أن من حق الفنان عرض أفكاره وأعماله بالشكل الذي يراه مناسبا، وان كنت أرى أيضا أن الغائب النحات أكثر منه الغائب الخزاف، وخصوصا وهو ينحت النحت المباشر على الحجر الجيري».

بينما يشير الفنان عبدالجبار الغضبان هنا الى أهمية أن يكون الفنان حرا في تناول الجوانب التي يراها مهمة، فيقول «ان الفنان لديه الحرية في تناول أي أسلوب تجريدي أو تزييني، وفي بعض الوجوه والأعمال التي أشاهدها سابقا أرى الغائب فنانا متميزا، 4فلديه توجه تعبيري جميل في استخدام بعض الجداريات وبعض الأعمال النحتية وحتى الأعمال الخزفية تبدو عليها مسحة من روح النحت، وخصوصا الأعمال الكبيرة. كما أنني أرى أن المعرض متنوع وقد يربك المشاهد بتنوع أعماله، ولكن مع التدقيق يستطيع الفرد أن يفرز بعض القطع التي تنسجم مع بعضها، فطالما أن المعرض هو تجميع لبعض الأعمال المختلفة، فمن الطبيعي أن يكون متنوعا، وهذا ما يجعل من الغائب مالكا لروح ابداعية مختلفة الأسلوب عن كل الخزافين».

وفي سؤال عن تحقيق الغائب لخصوصية في أعماله تقترب من العالمية أجاب الخزاف مهدي أبوديب «العالمية فيما أفهمها ليست كما يصورها بعض النقاد العرب حين ينتج الفنان العربي عملا فيحيكه وفق المواصفات الغربية فيصبح عالميا، فالعالمية كما أفهمها تنبع من الخصوصية والمحلية تضيف الى هذه الخصوصية قوة دفع داخلي، فالمسألة تحتاج منا الى بحث وتوظيف عناصرنا المحلية في تجربة متميزة، فالفن ليس موضة، وما أراه هنا في معرض الزميل الغائب مزج بين الخصوصية والعامية، مزج بين المحلية وبين مختلف التيارات العالمية التي اطلع عليها الغائب، وعندما أتحدث عن ذلك أعني تلك الخصوصية لمجموعة من الأدوات وليس الانغلاق على الذات، وليس التقليد الأعمى، فالفنان عندما يشاهد أعمالا لغيره من كبار الفنانين يتحدى التجربة ويعيد انتاجها، والواقع أن الكثير من فنانينا يتوجهون الى البحث عن الانسان والتعبير عنه، وفيما أعرف فان الفنان الغائب كانت لديه من قبل أعمالا تزيينية، اما الآن وبحسب ما أراه فهو يجمع بين التزيين والانسان، عن طريق تناول الوجوه ووضعها في اطروحات ومعالجات مختلفة»





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً