أكدت استشارية طب الأطفال نجاة مهدي أن قرابة الـ 120 شخصا مصابون بمرض الثلاسيميا في المملكة. جاء ذلك خلال ورشة العمل التي أقيمت في جامعة الخليج العربي صباح أمس، برعاية وزيرة الصحة ندى حفاظ، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للثلاسيميا.
وتطرقت مهدي في بداية الورشة إلى التعريف بالمرض قائلة: «هو مرض وراثي ينتج عن تزاوج شخصين حاملين إلى الصفة الوراثية لهذا المرض، ما يؤدي إلى إنتاج كريات دم حمراء فقيرة من الهيموغلوبين الذي هو عصب الحياة، إذ يقوم بنقل الأوكسجين إلى أعضاء الجسم وأنسجته المختلفة».
وأول حال ثلاسيميا كانت في سنة 1925، ومنذ هذه السنة حتى 1965 كان مرضى الثلاسيميا يموتون قبل سن العاشرة بسبب فقر الدم الشديد، ومنذ سنة 65 حتى العام 1969 بدأ برنامج نقل الدم المنتظم كل 5 - 7 أسابيع، فقلت مضاعفات المرض. لكن بدأت مضاعفات تراكم الحديد في أعضاء الجسم إلى الظهور، وبذلك ظهرت الحالة الملحة للتخلص من جرعات مختفة إلى أن تقدمت إلى الصورة الحالية». وأضافت أنه «يوجد في الوقت الحاضر مئة ألف حال ثلاسيميا في العالم. ولا يكاد يخلو بلد من هذا المرض، ما يعني أن المرض هو مشكلة عالمية، وتنبه العالم لهذا فأنشئت جمعيات الثلاسيميا العالمية وتكاتفت الجهود لإيجاد الحلول والعلاج الأنسب لهذا المرض المزمن الذي يعتبر عبئا صحيا واجتماعيا على جميع الدول». من ثم انتقلت مهدي إلى الحديث عن أهمية وأسباب نقل الدم إلى مرضى الثلاسيميا قائلة: «نقل الدم مهم لاستمرارية الحياة، وقبل 30 سنة كان نقل الدم يعطى كل 5 -10 أسابيع، عندما ينخفض الهيموغلوبين إلى 5 - 6 غرامات ما يؤدي إلى تضخم في عضلة القلب، وتضخم شديد في النخاع العظمي. ذلك لأن كريات الدم الحمراء تحمل كمية قليلة من الهيموغلوبين المسئول عن حمل الأوكسجين إلى أعضاء الجسم. لذلك يصدر المخ تعليمات إلى النخاع العظمي لإنتاج كمية كبيرة من الدم التي لا تؤدي الغرض فيزداد النخاع في التضخيم المستمر إلى أن لا يبقى عظم، ويؤدي إلى كسور العظام. لذلك فإن نقل الدم يمنع التضخم ويحافظ على كثافة العظام ويمنع الكسور». وعرجت مهدي على علاج المرض مشيرة إلى أن «نقل الدم كل أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع للمحافظة على الهيموغلوبين (10 غرامات) يؤدي إلى تحسن النمو الجسدي (الطول والوزن) ومنع النخاع العظمي من التضخم، ومنع الكبد والطحال والقلب من التضخم الكبير، والمحافظة على الشكل الطبيعي للوجه والرأس، وتمكين المريض من مزاولة الأنشطة اليومية بصورة طبيعية». وبالنسبة إلى الأعراض الجانبية لنقل الدم أوضحت مهدي إمكان انتقال «الأمراض الفيروسية مثل التهاب الكبد والإيدز، وكذلك تراكم الحديد»
العدد 616 - الخميس 13 مايو 2004م الموافق 23 ربيع الاول 1425هـ