العدد 634 - الإثنين 31 مايو 2004م الموافق 11 ربيع الثاني 1425هـ

التفريخ العشوائي والتجنيس البرمائي

سلمان بن صقر آل خليفة comments [at] alwasatnews.com

بسم الله الرحمن الرحيم «وجعلنا من الماء كل شيء حي» (30: الأنبياء) صدق الله العظيم، فالماء هو أساس الحياة ولا حياة من دون ماء... ولكن في بعض الأحيان يكون الماء سلاحا قاتلا إذا أراده الإنسان لذلك أو إذا لم يتعامل معه الإنسان بالشكل الصحيح... فمثلا إن لم يكن سباحا وسقط في البحر فالنتيجة الحتمية هي الغرق والموت في الشيء الذي هو أساس الحياة... وإذا كان الإنسان عطشانا ومرهقا في يوم حار وشرب الماء بكمية ليطفئ ظمأه فهو ميت لا محالة... وأنا شخصيا لديّ زوج أخت كان شابا في الثامنة والعشرين من العمر وصاحب لياقة بدنية عالية جدا ويتمتع بصحة ممتازة... ولكن في يوم صيفي شديد الحرارة رجع الى بيته من حصة تدريبية في قوة دفاع البحرين واتجه الى الثلاجة وشرب كمية من الماء ليطفئ ظمأه فسقط على الأرض وفقد حياته ورمل زوجته ويتّم أطفاله... قتله الماء الذي هو أساس الحياة... طبعا الأعمار بيد الله سبحانه وتعالى ولكن يقولون قدم يا موت فقال قدم يا سبب... والدنيا أسباب، وعلى هذا النهج يكون التفريخ والتجنيس... فإن كانا مقننين فهما أساس حياة المملكة واستمرارها وإن كان التفريخ عشوائيا والتجنيس برمائيا فهذا ما سيقتل المملكة... التفريخ إن كان منظما فهو استمرار للحياة الطبيعية... والأولاد زينة الحياة الدنيا... ولكن عندما يكون عشوائيا وبأعداد كبيرة ولا تصدق فهو هم وغم وليس زينة للحياة... فالإنسان يجب - لكي يكون طبيعيا - أن ينجب العدد الكافي من الأبناء الذين بإمكانه تربيتهم بالشكل الصحيح وتعليمهم وتأديبهم ليكونوا خيرا للمجتمع ولأهلهم... ليكونوا أبناء ناس وليسوا أبناء مكائن للتفريخ وهؤلاء الأبناء هم بشر محتاجون لتربية ومصروف ولبس وتعليم كما هم محتاجون الى السكن عندما يكبرون ويتوظفون ومحتاجون الى وظائف محترمة.

هناك فرق كبير بين الإنجاب بقصد استمرار الحياة في أرض الله وبين الإنجاب بقصد الإنجاب فقط، فحتى الدجاج يمكنك أن تفرق وبكل سهولة بين الدجاجة الآتية من عملية تزاوج طبيعية وبين الدجاجة الآتية من ماكينة تفريخ لقصد الأكل فقط... ولا يمكن أن يناقشني أحد فيقول إن عملية التفريخ العشوائي هي في القرى والأرياف فقط لأنه حتى سكان القرى هم مواطنون من الدرجة الأولى وواجب على الدولة أن توفر لهم العيش الكريم والسكن اللائق والوظائف المحترمة وبرواتب مجزية تكفي للمعيشة... وعلى الخط نفسه وفي الجهة الأخرى المقابلة يقع التجنيس فهو من ضروريات المملكة الحديثة وفي أحيان كثيرة هو تصحيح لأوضاع أناس ساكنين من قديم الزمان ويحتاجون الى جنسية بحرينية يتفاخرون بها في الخارج والى جوازات دائمة بدل جوازات «أبوسفرة» القديمة ويذكر في الجواز من رعايا مملكة البحرين بدلا من سكان البحرين... وأيضا العرب الذين كانوا موجودين ويعملون في البحرين منذ فترة طويلة فهم تركوا بلادهم الأصلية وأتوا الينا ويقدمون خدمات... والذين غادروا البلاد منذ فترة ولهم أصول بحرينية وأنواع أخرى لا يتسع المجال لذكرها ممن ترى المملكة ضرورة اعطائهم الجنسية البحرينية لتستفيد من علمهم وخبرتهم... ولكن عندما تتحول كمية التجنيس الى مثل كمية مياه البحر المحيط بنا من كل جهة فإنها تكون عملية تجنيس برمائي... تجنيس على البر بكمية البحر وهذا يشكل خطرا كبيرا على المملكة وعلى عدد السكان... فالبحرين كبيرة بأهلها وكبيرة بملكها وكبيرة برجالها ونسائها وكبيرة بأبنائها وهذا كله صحيح ولكن الصحيح أيضا أن مساحة البحرين صغيرة جدا والناس تحتاج الى سكن وإمكانات المملكة محدودة والناس تحتاج الى غذاء ودواء وعلاج... لنعترف بأن بلادنا صغيرة جدا على الخريطة الدولية، ونحن نتكلم عن المساحة ولذلك لا تتحمل إحدى العمليتين التفريخ والتجنيس فما بالك بكلتيهما مع بعض، لنحكم عقولنا ونفكر ثم نتكل على الله وننفذ.

وآخر سطر أتمنى أن يعلم القراء والأصدقاء أن رقم تلفوني في التشيك قد تبدل، والرقم الجديد هو: 00420723451551

إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"

العدد 634 - الإثنين 31 مايو 2004م الموافق 11 ربيع الثاني 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً