العدد 641 - الإثنين 07 يونيو 2004م الموافق 18 ربيع الثاني 1425هـ

المرأة ضد المرأة

حين نقول إن المرأة تغار من الرجل فهذا أمر طبيعي يرجع للمزايا التي منحها المجتمع العربي - تحديدا - للرجل في حين أجحفت بحق المرأة، بينما أن تغار المرأة من المرأة فهذا أمر طبيعي أيضا ولكنه شاذ قليلا، إلا أنه بدأ ينتشر بشكل طبيعي وواضح وخصوصا بعد أن تحررت المرأة من قيود المجتمع وغابت عنها صورة الرجل «الغريم» وحلت محلها صورة المرأة «الغريمة» وأحيانا تتحول لصورة المرأة «العدوة». وغيرة المرأة من قريناتها أشد شراسة من غيرة المرأة من الرجل، على اختلاف عمر المرأة ومرجعيتها الثقافية وأسباب غيرتها أيضا.

فقبل أسابيع أوشكت فتاة بحرينية لم تكمل ربيعها السابع عشر على فقدان حياتها بعد محاولتها الانتحار مرتين، والسبب يعود لما تحظى به من مستوى جمال يفوق مستوى جمال قريناتها، فالقصة بدأت حين كانت الفتاة تتصفح عددا من المواقع الالكترونية على شبكة الإنترنت لتفاجأ بصورة فتاة على أحد المواقع بدا شكلها مألوفا جدا بالنسبة إليها، والصورة مذيلة بعبارات تخدش الحياء وتطعن في شرف الفتاة التي يطل وجهها في الصورة وخصوصا أن الفتاة كانت ترتدي ملابس مكشوفة الذراعين.

الفتاة التي تسمّرت عيناها أمام شاشة جهاز الحاسب الآلي ذعرت وانهارت، فالصورة هي صورتها، وأخذت لها في يوم عيد ميلادها الذي كان الحضور فيه مقتصرا على أفراد العائلة، ولم تشفع جهود رجال الشرطة الذين تمكنوا من الإمساك بخيط الجريمة - إن صح التعبير - وتوصلوا للسر وراء نشر الصورة الذي كشف عن فتاتين في مثل عمر الفتاة صاحبة الصورة كانتا وراء نشر صورة الفتاة المسكينة على صفحات الإنترنت، ولم يشفع الاعتذار الذي فرض على الفتاتين المتهمتين تقديمه في حضور وليي أمرهما في أن يشفي غليل الفتاة أو يرضيها ، فمازالت تعاني نفسيا من الأمر، بل حاولت الانتحار مرتين شاء القدر وحده أن ينقذها في كلتيهما.

ولأن المرأة تغار من المرأة وخصوصا عندما يكون الأمر متعلقا بالقيادة، فإن ذلك كان السبب الرئيسي وراء عدم تمكن المرأة البحرينية من دخول معترك الحياة البرلمانية أو البلدية، فالمرأة مستعدة أن تشهر جميع أسلحتها من أجل الدفاع عن فوز الرجل، إلا أنها في الوقت ذاته مستعدة لأن تشهر جميع أسلحتها الفتاكة وغير الفتاكة من أجل الهجوم ضد فوز المرأة، ففي حين أنها تنادي بأعلى صوتها بحرية المرأة ومساواتها بالرجل وتغيير الصورة النمطية للمرأة في تبعيتها للرجل، إلا أن هذا الصوت ما ان يصطدم بأرض الواقع وتشعر المرأة بأن غيرها هي من ستدفع فعلا باتجاه قيادة تحرير المرأة ومساواتها بالرجل، تتغير مبادئها التي طالما نادت بها للتحول لصالح الرجل ضد المرأة، وقد يدفع بها الأمر لأن تنادي بتبعية المرأة للرجل.

فبعد أن كنا نقدم النصائح للقيادات من النساء باشعال قليل من البخور المخلوط بالملح عن «العين والحسد»، بعد أن باتت عيون بعض المسئولين الرجال تخشى حرمانهم من رؤية كراسيهم القيادية في أي لحظة، صار من الأولى تقديم النصائح للمرأة لحماية نفسها من حسد المرأة

العدد 641 - الإثنين 07 يونيو 2004م الموافق 18 ربيع الثاني 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً