العدد 656 - الثلثاء 22 يونيو 2004م الموافق 04 جمادى الأولى 1425هـ

الطالبات يتفوقن على الطلاب... فماذا عن المستقبل؟

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

وهكذا تتوالى السنوات الواحدة بعد الأخرى، وفي كل عام تنشر الأسماء والإحصاءات ويتكرر المشهد كما هو هذا العام، 70 في المئة من المتفوقين هم من البنات. عدد الذين كرمهم سمو رئيس الوزراء بلغ 401 متفوق حاصل على نسبة 95 في المئة فما فوق (121 من الذكور، و280 من الإناث). وهؤلاء المتفوقون والمتفوقات سيلتحق جميعهم أو غالبيتهم بالجامعات، وأملنا أن يحصلوا على ما يستحقونه من رعاية واهتمام لإكمال دراساتهم وخدمة بلدهم بعد التخرج.

ولكن سنة بعد أخرى تتغلب المرأة على الرجل في التعليم، وهي ظاهرة معاكسة لما ورد في تقرير الأمم المتحدة عن التنمية البشرية الذي أشار إلى أن أكثرية نساء العالم العربي من الأميات أو اللواتي ليس لهن دور في المجتمع. وتغلّب المرأة على الرجل في التعليم ستكون له آثاره سواء كان ذلك في الجانب الاجتماعي أو الثقافي أو الاقتصادي وحتى السياسي.

بعض الظواهر تمر علينا ولا نفكر فيها إلا بعد أن تبدأ آثارها أمامنا. فمجتمع البحرين قبل مئة عام يختلف كثيرا عما هو عليه الآن، إذ تغيرت أنماط الحياة كثيرا، وارتبط ذلك بعدة أمور. فعشرينات القرن الماضي شهدت «سنة الطبعة» التي غرقت فيها آلاف السفن والأشخاص بعد إعصار ضرب البحرين، وكانت تلك الضربة الموجعة هي بداية النهاية لمهنة الغوص من أجل اللؤلؤ. وفي نهاية العشرينات من القرن نفسه ضرب «مرض الطاعون» وقضى على أناس كثيرين، وبعد ذلك جاء عصر النفط الذي نقل الحياة إلى عصر جديد.

هذا العصر النفطي بدأ ينحسر منذ ثمانينات القرن الماضي إذ بدأت ظاهرة البطالة، ومعها بدأت ظاهرة المخدرات. حتى ان المقابر الكبرى وبعض القرى أصبحت مرتعا للمخدرات آنذاك. عندما ظهر العصر النفطي بدأت الأوضاع تتحسن كثيرا، ولكن مع اضمحلاله بدأنا نبحث عن مخرج.

المخرج هو ما يتحدث عنه العالم حاليا، وهو تجاوز البنية الاقتصادية القديمة، وتوجيه طاقات الدولة لإنشاء وتعزيز وتطوير «اقتصاد المعرفة». هذا الاقتصاد الذي يقوم على «الإنسان المعرفي»، وهذا الإنسان هو أي شخص يستطيع استيعاب العلوم المختلفة ويمتلك خبرات محددة لكي يستفيد منها في حياته اليومية. ولكي يكون هذا الإنسان معرفيا فإن عليه أن يستلهم جميع أساسيات المعرفة في العصر الحديث، وأن يستخدم تكنولوجيا المعلومات لتسهيل اكتسابه وتطويره للمعرفة والخبرة.

المستقبل إذا للإنسان المعرفي، والإنسان المعرفي يبدو أنه سيكون 70 في المئة من الإناث و30 في المئة من الرجال مع استمرار النسبة الحالية كما هي الآن. لا مانع من ذلك إذا كنا أعددنا العدة، ولكن لا يبدو أننا نراقب الظاهرة أو نتعامل معها بالدرجة التي تستحق.

المؤكد هو أن مكانة المرأة سترتفع رغما عن المعارضين لذلك، وستكون المرأة مؤهلة أكثر من الرجل في الرد على من يعترض عليها أو يحاول منعها من تسنم دورها، وستستعين المرأة في ردها بالقرآن الكريم الذي يقول فيه الله جل وعلا: «ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن» (النساء: 32)

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 656 - الثلثاء 22 يونيو 2004م الموافق 04 جمادى الأولى 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً