العدد 687 - الجمعة 23 يوليو 2004م الموافق 05 جمادى الآخرة 1425هـ

فوائد المنافسة: قطاع الاتصالات مثالا

جاسم حسين jasim.hussain [at] alwasatnews.com

تشير الكثير من الدلائل إلى أن فتح باب المنافسة في قطاع الاتصالات ينصب في مصلحة الاقتصاد البحريني فضلا عن «بتلكو» بدليل زيادة أرباحها في النصف الأول من العام الجاري. أيضا ساهمت المنافسة في طرح كل من شركتي «بتلكو» و «إم تي سي فودافون» خدمات متميزة للزبائن في فترة قياسية.

بداية لم تتأثر بتلكو سلبا بدخول منافس لها في تقديم خدمة الجوال، بل على العكس تماما حققت ربحا صافيا قدره 41,7 مليون دينار في النصف الأول من العام الجاري مقارنة بـ 27,5 مليون دينار في الفترة نفسها من العام 2003. بمعنى آخر تمكنت بتلكو من زيادة أرباحها بنسبة 52 في المئة وهذا بحد ذاته إنجاز. ولعبت المنافسة دورا مهمّا في هذا الإنجاز إذ عمدت بتلكو إلى التركيز على الكفاءة وخفض كلفة التشغيل ما يعني استخداما أفضل للطاقات والثروات المتوافرة لديها. تحديدا تشير النتائج المالية إلى أن إيرادات بتلكو زادت بنسبة 7 في المئة في النصف الأول من هذا العام. والأهم من ذلك تمكنت من تقليص المصروفات الإدارية والعمومية بواقع 17 في المئة من 56 مليون دينار في النصف الأول من العام 2003 إلى نحو 46,3 مليون دينار. بمعنى آخر يعزا سر الزيادة الكبيرة في مستوى الربحية إلى نجاح بتلكو في الحد من المصروفات.

وتماشيا مع فوائد المنافسة قررت شركة بتلكو حديثا الدخول في تحالف استراتيجي مع شركة كيوتل القطرية والاتصالات الوطنية الكويتية وموبايل كوم الأردنية فيما يخص تقديم الخدمات إلى الزبائن. من جهتها كشفت إم تي سي فودافون عن توفير خدمة مشاهدة البرامج التلفزيونية على الهاتف النقال، وذلك للمرة الأولى في المنطقة. وأدت المنافسة إلى قيام الشركتين بفتح فروع لهما في مختلف مناطق البلاد فضلا عن تقديم عروض مغرية إلى المشتركين.

يذكر أن هيئة تنظيم الاتصالات المخولة تنظيم قطاع الاتصالات منحت شركة mtc vodafone رخصة تقديم خدمة النقال ابتداء من نهاية 2003 ولمدة 15 سنة. وقامت الهيئة بتحرير قطاع الاتصالات بكامله ابتداء من مطلع الشهر الجاري بما في ذلك خدمة الهاتف الثابت. وعليه أصبحت البحرين أول دولة خليجية تنهي الاحتكار في قطاع الاتصالات بشكل كامل. لكن لم تنجح الهيئة حتى الآن في استقطاب شركات ترغب في المنافسة في مجال الخط الثابت.

المعروف أن البحرين تحتل المرتبة الثانية بين دول مجلس التعاون فيما يخص انتشار خدمات الاتصالات إذ تبلغ نسبة توغل النقال نحو 65 في المئة بعد الإمارات العربية المتحدة. أما ما يخص الأرقام الثابتة فتشير الاحصاءات إلى وجود 24 خطا ثابتا لكل مئة فرد أي الثانية خليجيا بعد الإمارات أيضا. المؤكد أن نسبة التوغل في مجال النقال في نمو مطرد.

تاريخيا كشف آدم سميث الذي يوصف بالأب الروحي للفكر الاقتصادي في كتابه المشهور والمعنون Wealth of Nations (ثروة البلدان) أن المنافسة تحفز المؤسسات للقيام بمبادرات بشكل دائم. وطلب سميث من السلطات إفساح المجال أمام المنافسة ومن ثم انتظار النتائج. ورأى سميث أن المنافسة تعمل كاليد الخفية وليس المطلوب من أية جهة أن تنصح للشركات ماذا تفعل. ويبدو جليا أن المنافسة فعلت فعلتها لقطاع الاتصالات في البحرين. الأمل كبير في أن تقدم الحكومة على تحرير جميع القطاعات الاقتصادية إذ ان ذلك يخدم الاقتصاد البحريني برمته

إقرأ أيضا لـ "جاسم حسين"

العدد 687 - الجمعة 23 يوليو 2004م الموافق 05 جمادى الآخرة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً