العدد 2778 - الخميس 15 أبريل 2010م الموافق 29 ربيع الثاني 1431هـ

زارا مازمانيان: جامعة للفنون ومصممة

نظمت معرضا للفن الأرميني المعاصر بمركز الفنون

تحت شعار «أرمينيا: رحلة عبر الفن»، افتتح نائب مدير الثقافة والفن بوزارة الثقافة والإعلام عبدالقادر عقيل، أخيرا، معرضا للفن الأرميني المعاصر اشتمل على أكثر من 30 عملا فنيا أنجزها خمسة فنانين أرمينيين فازوا بجوائز عالمية. أقيم المعرض الذي ترعاه وزارة الثقافة بمركز الفنون، ويستمر حتى 17 أبريل/ نيسان الجاري.

ومن الفنانين الذين شاركوا في المعرض كل من موجيرديتش مازمانيان (مازمانيان)، فهرام دافتيان (فهرام)، جابريل مانوكيان (جابو)، وتني فاردنيان (تني)، وفهان روميليان (فاهان)، وقد تنوعت الأعمال المعروضة التي قدمتها السيدة زارا مازمانيان جامعة الفنون ومؤسسة معرض اسكيز (بيروت)، بين الواقعية التجريدية والخيال.

وتعليقا على هذا النجاح الذي حققه المعرض، علقت السيدة زارا قائلة: «أود أن أعرب عن جزيل شكري وتقديري لوزارة الثقافة والإعلام وفريق مركز الفنون على دعمهم وتعاونهم، والتي بدونهما، لم يكن ليحقق المعرض هذا النجاح الكبير، وأسعدني تجاوب الضيوف وإعجابهم بالأعمال الفنية المعروضة وأشعر بالامتنان لردود فعلهم الإيجابية التي تلقيتها حول انتقائي لروائع الفنون وعرضي لها».

وأضافت «آمل أن يكون هذا بداية لسلسلة من المعارض التي تقام في العام المقبل، وأشعر بالفخر لتمثيلي هؤلاء الفنانين المشهورين الذين تبرز أعمالهم الفريدة في الكثير من المعارض والمتاحف ويقبع بعضها ضمن المقتنيات الخاصة للمشاهير».

علاقة زارا مازمانيان بالفن وثيقة سواء أكان ذلك على المستوى الشخصي أو الأكاديمي أو المهني، حيث إن والدها هو النحات الأرميني الشهير مازمانيان، ووالدتها مغنية أوبرا كلاسيكية، ولذلك فإن زارا ترعرعت في منزل يعج بأناس من خلفيات فنية متنوعة، فيما كان والدها يدرس الفن الكلاسيكي من مرسمه الكائن في منزله. لقد كان لانخراط زارا والتقائها منذ سن مبكرة جدا بكثير من الفنانين ومحبي الفن أكبر الأثر في الاهتمام بعالم الفن. وعلى مدى السنوات، عملت زارا على تطوير معارفها الفنية من خلال الزيارات المتكررة للمعارض الفنية والفعاليات الثقافية، الأمر الذي قادها لجمع أولى مجموعاتها الفنية الخاصة وتجميع التحف الفنية. وقد جمعت زارا، التي بدأت في تجميع الأعمال الفنية المعاصرة قبل ثلاث سنوات فقط، 30 عملا فنيا من روائع الفن المعاصر.

وكفنانة ومصممة، تقدر زارا عاليا مواهب الفنانين الذين تعرض أعمالهم. وقد عملت زارا من قبل كمصممة جرافيك أولى لدى ماركوم الخليج (الخليج ساتشي أند ساتشي سابقا)، فضلا عن عملها كمديرة فنية مبتدئة لدى امباكت بي بي دي أو بالرياض في المملكة العربية السعودية، وكمصممة جرافيك لدى امباكت بي بي دو أو بيروت بلبنان.

ولا تقتصر مواهـبها على عملها كمصممـة فقط، بـل إنها عملت أيضا كراقصة محترفة، حيث كانت إحدى عضوات مجموعة كنار الراقصة في بيروت بلبنان لمدة ثماني سنوات (1992 ـ 2000)، ومع فرقة كراكلا الراقصة في بيروت لمدة ثلاث سنوات (2003 ـ 2006)، حيث قدمت عروضا فنية في الكثير من البلدان حول العالم، فضلا عن مهرجان بعلبك، بالإضافة للعبها لدور مهم وقيادي في العرض الراقص (2001 nights)، كما عملت كمدربة لمختلف أنواع الرقص الكلاسيكي، بما في ذلك الجاز والروك أند رول في مختلف معاهد الرقص.

وتعمل زارا حاليا كمصممة جرافيك لحسابها، فضلاُ عن عملها كمدربة رقص، وهي تحمل درجة البكالوريوس في التصميم الجرافيكي من جامعة ولاية نيويورك ببيروت، وهي تتحدث اللغات الإنجليزية والأرمينية والروسية والعربية المحكية.


معرض الفن المعاصر الأرميني «أرمينيا: رحلة عبر الفن»

حول الأعمال المعروضة تقول زارا: «إن لكل فنان أسلوبا فريدا وخاصا به، ولذلك فإن كل عمل من أعماله يعتبر قطعة فنية أصيلة.

يعد مازمانميان أحد أكثر النحاتين الأرمن شهرة، وهو يستخدم الرخام والبرونز في تشكيل منحوتاته، وتجسد أعماله الفنية، التي تمزج بين التجريدي والواقعي، الطموح الإنساني والزراعة والتطور والصحوة، وهو ينظر الى منحوتاته على أنها أرواح ونماذج خاصة ذات أبعاد ومنطق. وقد أطلق مازمانميان لقب «المرأة الشرق أوسطية» على أحدث مجموعة من أعماله وتتضمن موضوعات التحول والانحناء والتمدد الظلي للمرأة.

عرف فاهرم بأنه أفضل فنان معاصر في عالم ما بعد حقبة الاتحاد السوفياتي، وهو يصنف من قبل النقاد الدوليين بأنه أحد أهم ممثلي حركة ما بعد المرحلة الحديثة، وقد وصفه مدير آرت كلاسيكا في بيونس أيرس بأنه الفنان الذي ينتقل بين الواقعية السحرية واللامعقول، ليصور عالما غريبا حافلا بالتهكم والسخرية، فيما تمثل لوحاته السريالية التقليد الراسخ للفن الفلامنكي الذي تأثر بعصر النهضة.

ويمكن وصف أعمال جابو بأنها «واقعية رائعة» أو خيال فني، وهي أعمال مستمدة من كل من الفن السريالي وخلاصة الحركات الفنية التجريدية. وتحكي لوحات جابو عن الكيفية التي يرى بها العالم كـ «حكاية خرافية تم جلبها لهذا العالم». وقد قال عنه الناقد الفني المعروف هنريك ايجيتيان في إحدى المرات: «خياله الإبداعي المذهل يتميز بمستوى رفيع ومتواصل، فمن خلال لوحة واحدة حاول جابو حل جميع مشاكل مخلوقاته الخيالية التي لا تقل جشعا عنه، إذ أنه يشبههم ويحبهم وهي تحبه كذلك، وهو ما يمكن أن نطلق عليه بالجشع الإيجابي.

ويمكن القول إن أعمال تني تتسم بالسريالية الوجودية، إذ تتعمق في كل أعمالها في المفاهيم النفسية، وهي تستخدم في لوحاتها الرمزية لتمثل ما هو جوهري وليس خارجي، وهي تخالف وجهة نظر كارل جنج التي تقول إن الرموز توحد الصور الشفافة للوعي بمعانٍ خفية وغير قابلة للتفسير، وهو ما يقود إلى عمق اللاوعي للنفس البشرية.

أما فاهان، الذي كان مفتونا بالألوان كالأطفال، فقد عمل في وقت لاحق على ترجمة الأفعال والحركات التي تميز تعبيره الذاتي والحياة. وقال ناقد فني في نيويورك تأثرا بسحر أعمال فاهان : «كل لوحة من لوحات فاهان تمثل سجلا للصدام الوجودي الحاد بين جسده ومواده، حيث ان لوحة ألوان فاهان هي إما ملونة بشكل خشن، أو مقيدة ومكبوتة»، بما يزيد من حس الفنان واستعداده لمواجهة الحياة في معركة حقيقية».

يذكر أن كل من مازمانميان وتني وفاهرام وجابو حاصلون على درجة الماجستير في الفنون الجميلة ومعادلة من معهد يريفان ستيت للفنون الجميلة والمسرح. وقبل مواصلتهم لمرحلة ما بعد التعليم العالي، حصل هؤلاء الفنانون على درجة البكالوريوس في الفنون الجميلة من كلية تيرلميزيان للفنون، وتعرض أعمالهم في مجموعات خاصة وأخرى عامة في جميع أنحاء العالم، وثلاثة منهم (مازمانيان وفرهرام وتيني) تعرض أعمالهم بالفعل في متاحف، ويعمل ويعيش جمعيهم في أرمينيا (عدا مازمانميان) الذي يعيش في لبنان.

العدد 2778 - الخميس 15 أبريل 2010م الموافق 29 ربيع الثاني 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً