العدد 2785 - الأربعاء 21 أبريل 2010م الموافق 06 جمادى الأولى 1431هـ

الورشة الدائمة لتأهيل الممثل نموذجا

في نطاق التعاون الثقافي والفني بين مسرح جلجامش و أليانس فرانسيز البحرين تحدثت فيها باللغتين العربية والفرنسية، كلثوم أمين يوم الثلثاء (13 أبريل/ نيسان الجاري) في صالة الأليانس بمدينة عيسى.

وبينت خلال المحاضرة أن التطور المستمر في المسرح العالمي بتياراته المتعددة دفع العاملين فيه للاتجاه نحو تنظيم الورش الدائمة لتأهيل الممثل لمواكبة هذا التطور من حيث تأسيس وصقل قدرات العنصر البشري المؤهل والقادر على الإبتكار في مجال التمثيل خاصة.

كما طرحت عدة تساؤلات منها هل تكفي الممثل المعلومات التي تزوده بها المعاهد المسرحية؟ وهل تكفي ممارسة المسرح دون التثقيف المسرحي المنهجي لخلق ممثل متميز ومبدع؟

ما هو دور الورش المسرحية في تأهيل الممثل لمواجهة مسرح الغد؟ وهل من المعقول أن يكون هناك تباعد حتى لا نقول اختلافا قائما بينما يسافر المسرح في كل مكان، يعبر بيسر الحدود متجاوزا العوائق اللغوية والجغرافية ؟ و هل من المعقول أن ما يحدث يتجاوز عالمية الأشكال المسرحية أو بمعنى آخر كل ما يمس التأهيل ينتمي إلى عوالم شديدة الإختلاف والتباين؟

إن تعلم التمثيل أمر لا شك فيه، و لكن بالإمكان أيضا التدرب عليه و هنا يأتي الدور المهم للورش المسرحية الدائمة.

وأوضحت الفرق بين تدريب الممثل سابقا وكيفية إعداده لمواكبة المسرح الحديث وفضل وسائل الإتصال الحديثة في التواصل السريع مع مصادر الثقافة والمعرفة ووعي متزايد بالخطاب المشهدي .

لقد أصبحت الورشة الدائمة لتأهيل الممثل ضرورة مهنية وفنية في نسيج المسرح الحديث ومن خلال تدريباتها تتبلور عوالم التعبير الفردي والجماعي كما يتحرر الخيال من عبء الروتين اليومي كما تعمل هذه الورش على تطوير الثقافة المسرحية العالمية لدى المتدرب وتمكنه من تقنيات المدارس المسرحية العالمية، وهو الأسلوب الأمثل و المتبع عالميا لضمان استمرارية عطاء الممثل وتجدده .

وتتبعت من خلال المحاضرة تاريخ بدء الورش المسرحية ، التي بدأت بفرانسوا دولسارت الذي افتتح دروسه التطبيقية للجماليات العام 1839، ويعود للمدير الفني لمسرح موسكو للفن قسطنطين ستانسلافسكي العام 1907 الفضل في تطوير تدريب الممثل وإيقاظ أحاسيسه ، كما ظهر اتجاه ( مايرهولد ) و ( ميخائيل تشيخوف ) اللذين تجنبا التنبيه النفسي باتجاه التدريبات الجسدية وإثارة المخيلة.

وبرز بريشت و آرتو في أوروبا، وغروب ثييتر و أكتورز ستوديو في الولايات المتحدة الأميركية وابتداء من الستينيات بدأ تلاميذ غروتوفسكي وآرتو في ابتكار التقنيات الجديدة التي تعتمد على حركة الجسد واتجهت المسارح الأوروبية إلى الاستعانة بتقنيات المسرح الآسيوي التقليدي . كما مزجت بين المسرح والرقص مثال ذلك عروض بينا باوش و روبرت ويلسون.

إلى جانب ذلك أوضحت كلثوم أمين ظهور ورشا مسرحية تتناول فئات عمرية مختلفة. وأصبحت هناك ورش للمبتدئين وأخرى للمحترفين ومن يمزج بين الاثنتين.

وبينت أهمية امتلاك مدرب الورشة المسرحية الخبرة والمعرفة في عدة مجالات في المسرح منها الثقافة المسرحية العالمية، و تقنيات تدريب جسد الممثل و منهج فيلدنكرايس ومنهج ألكسندر، اليوغا، تقنيات الصوت ، الإرتجال، التمثيل الإيمائي الصامت و الموسيقى وغيرها من الأساسيات التي تخلق منه مدربا متمكنا ومؤهلا للتدريب في الورشة.

ثم تناولت تأسيس الورشة الدائمة لتأهيل الممثل بمبادرة فردية في البحرين العام 1999 وهي مؤسسة غير ربحية، اتجهت بها إلى كل ما يختص بتأهيل الممثل وتحويله إلى ممثل مبدع ، ولتصبح الورشة فضاء مفتوحا ضم المتدربين من الفرق المسرحية في البحرين كما شارك فيها متدربون من المملكة العربية السعودية منذ العام 2000 لتصبح حاليا ورشة تدريبية على مستوى الوطن العربي تستضيفها المهرجانات مثال ذلك مهرجانات المسرح في الأردن والكويت ولتدرب فيها مجاميع من جنسيات عربية أخرى مثل الجزائر واليمن وعمان و غيرها. إلى جانب استضافتها للتدريب كأستاذ زائر في كية الفنون في الجامعة الأردنية.

واتسعت تدريبات الورشة بحيث نظمت ورشا مسرحية باللغة الفرنسية.

كما أوضحت بأن الورشة الدائمة لتأهيل الممثل تتبع منهجا سنويا وتصدر شهادات للمتدربين فيها. واستضافت حتى العام 2003 وبدعم من وزارة الثقافة والإعلام مدربين عالميين من فرنسا والبرازيل واليابان وغيرها .

وعلى رغم أن الهدف الرئيسي للورشة الدائمة لتأهيل الممثل هو تدريب الممثل إلا أنها قدمت أعمالا مسرحية حازت فيها على جوائز في البحرين وخارجها وكلفت من قبل المؤسسات الرسمية والأهلية بتقديم عروضها الفنية في المناسبات و الفعاليات الثقافية مثال ذلك متواليات الرقص وفنون ومسرح الشارع وبوابة الحلم ومسرح خيال الظل مع فنانين محترفين من تايلند.

وأصبحت عضوا في عدة مؤسسات وهيئآت عالمية، ورغبة في الاستزادة و تعلم فنون المسرح بفضائه الواسع شاركت في عدة ورش مسرحية عالمية منها ورش متخصصة في تقنيات ميخائيل تشيخوف في ستوديو تشيخوف في بريطانيا وكرواتيا و كندا على يد مدربين من أميركا وألمانيا وهولندا وغيرها. وورش أخرى في تقنيات المسرح الآسيوي في كوريا وفي مسرح الكابوكي والنو والأوبرا الصينية وحركة الجسد على إيقاع الطبول الإفريقية مع مدرب من أوغندا وشاركت باسم الورشة في العديد من المؤتمرات والمهرجانات العالمية كان آخرها العام 2008؛ إذ اختيرت مستشارا وممثلة عن منطقة الشرق الأوسط في مؤتمر القمة الآسيوي الثالث في اليابان.

كما قدمت باسم الورشة الدائمة لتأهيل الممثل عدة بحوث منها (إدماج ذوي الإحتياجات الخاصة في المسرح والتلفزيون)، و(إشكالية إعداد الممثل الجامعي: واقع وآفاق) وباللغة الإنجليزية وترجم إلى اليابانية (حاضر المسرح في دول مجلس التعاون الخليجي).

و ما تزال الورشة الدائمة لتأهيل الممثل فضاء يتلقى فيه الممثل التقنيات و المناهج المسرحية ، كما تعمل على نقل هذا الإرث من التطبيقات العملية والفنية وتسعى إلى تطوير الممثل وبث روح الإبتكار والتجديد فيه.

العدد 2785 - الأربعاء 21 أبريل 2010م الموافق 06 جمادى الأولى 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً