العدد 700 - الخميس 05 أغسطس 2004م الموافق 18 جمادى الآخرة 1425هـ

فضل الله: «إسرائيل» هي الأكثر بطشاً بالساميين من خلال قتل العرب

محذراً من دعوة التعاون الإسلامي اليهودي:

السيد عبدالله الغريفي comments [at] alwasatnews.com

حذّر آية الله السيّد محمد حسين فضل الله، من إيحاءات سياسية وإعلامية تقف وراءها «إسرائيل» بشأن إمكان قيام تعاون إسلامي يهودي لمواجهة خطر «معاداة السامية» في الغرب، مؤكداً رفض كل أساليب الاضطهاد الفكري والعرقي والديني بصرف النظر عن الجهة التي تقف وراءها أو الجهات المستهدفة. وأكد سماحته انكشاف «إسرائيل» وعزلتها أمام بعض الشعوب الأوروبية، وأن ذلك هو السبب في ادعائها وجود مواقف ذات طابع عنصري ضد اليهود لتهرب من الواقع إلى التاريخ، في ظل خروجها الدائم على القوانين الدولية.

وأشار إلى أن «إسرائيل» هي الأكثر بطشاً بالساميين من خلال اضطهادها العرب، داعياً العرب والمسلمين إلى القيام بحركة إعلامية وسياسية لكشف ذلك ومواجهته.

جاء ذلك في إطار رده على سؤال في ندوته الأسبوعية بشأن ما يثيره البعض من إمكان قيام تعاون إسلامي يهودي في مواجهة ما يسمى «معاداة السامية» في الغرب؛ إذ أجاب: «قد يجهل الكثيرون أن عبارة «معاداة السامية» تعني أولاً العرب قبل غيرهم لأنهم يشكلون الغالبية الساحقة من الساميين الذين عاشوا في الجزيرة العربية، وإن كان هذا المصطلح يقرن بين الساميين واليهود في اللغات الأوروبية، وقد يعيد البعض السبب في ذلك إلى جهل الكثير من الباحثين الأوروبيين في القرن التاسع عشر بالحضارات الشرقية».

وتابع: «على كل حال، فإن هذا المصطلح يحمل الكثير من التراكمات السياسية التي أكدت وجود عقلية مرضية وعنصرية لدى بعض المفكرين الغربيين كانت ترمي إلى التمييز الحاد بين الحضارات والأعراق، ولكن ما يدعو إلى الرثاء أكثر أن كثيراً من الكتّاب الغربيين أعطوا المسألة بعداً سياسياً، ووجّهوها باتجاه آخر عندما فسروا مسألة «معادة السامية» بأنها تعني معاداة اليهود. ورأينا كيف أن اليهود تلقفوا هذه المسألة ليحصروا الموضوع بهم ويعملوا على تضخيم كل ما يتعرضون له، وكيف أن الحركة الصهيونية فسرت معاداة السامية بأنها معاداة لليهودية والمجتمع اليهودي، وعملت على أن تصنع أكثر من مشكلة لليهود في أكثر من مجتمع لتبرر هجرتهم إلى فلسطين المحتلة، حتى أنه في الخمسينات من القرن الماضي أرسلت الحكومة الإسرائيلية من يزرع المتفجرات في أماكن تجمع اليهود في العراق لتدفعهم إلى الهجرة إلى فلسطين، ولتحاول إقناعهم بأن المجتمع ينبذهم، ولم تجد الحركة الصهيونية غضاضة في أن تقدم بعض اليهود ضحايا لمشروعاتها في إطار سعيها إلى تكثيف حركة الهجرة إلى فلسطين المحتلة أو لإثارة الجو العالمي بشأن الاضطهاد المزعوم الذي يتعرضون له.

وقال: «نحن في الوقت الذي نؤكد فيه على العرب والمسلمين أن يكونوا واعين تماماً للخطط الإعلامية والسياسية التي ترسمها الحركة الصهيونية بما فيها تلك التي تتحدث عن اضطهاد معين يتعرض له المسلمون في البلاد الغربية لتثير الأجواء بشأن إمكان قيام تعاون يهودي إسلامي ضد ما تعتبره اضطهاداً مشتركاً وليصب ذلك في خدمة «إسرائيل» في نهاية المطاف من خلال الإيحاء بإمكان التعايش والتصالح في مواجهة الأخطار المشتركة، نرفض كل أساليب الاضطهاد الفكري أو الديني أو العرقي انطلاقاً من مفاهيمنا وقيمنا الإسلامية، فضلاً عن أننا كمسلمين وكعرب، نتعرض لأبشع حالات الاضطهاد هذه من دون أن تنطلق هناك حركة سياسية فاعلة في الغرب لتستنكر ذلك».

وأضاف فضل الله: «ونحن عندما نتحدث عن احترام الآخر والقبول به فلا نتحرك في ذلك على مستوى التنظير أو الإدعاء، فتاريخنا يشهد بالاحتضان الإسلامي للآخر الديني أو السياسي، بما في ذلك اليهود أنفسهم، ولكننا نقول للمسلمين والعرب إن عليهم أن يكونوا حذرين حيال بعض الدعوات والتي يقف وراءها الإعلام الصهيوني والتي تحاول الإيحاء بوجود خطة غربية تستهدفهم واليهود معاً، لأن «إسرائيل» تختفي خلف هؤلاء بعدما شعرت بشيء من العزلة والانكشاف أمام بعض الشعوب الغربية وخصوصاً الأوروبية منها قبل صدور قرار محكمة العدل الدولية حيال جدار الفصل وبعده، وهي تعمل لتوظيف ذلك كله في سياق حملتها الهادفة إلى إشعار العالم بأن ثمة مواقف لها طابعها العنصري لتهرب إلى التاريخ من الواقع الضاغط الذي تؤكد حوادثه ووقائعه خروجها الحاسم على القوانين الدولية».

وخلص إلى القول: «إننا، كمسلمين، مع أية دعوة للتعاون على مستوى الحوار بين الأديان ولكن بعيداً عن المسألة الإسرائيلية، لأن «إسرائيل» تمثّل أكبر حال اضطهاد للمسلمين والمسيحيين وحتى لبعض اليهود، إضافة إلى أن حاخاماتها يعتبرون العرب «حشرات وأفاعي»، كما أن المسئولين الإسرائيليين يمارسون أكبر عملية اضطهاد منذ عشرات السنين ضد الفلسطينيين والعرب في الوقت الذي يثيرون الحديث عن اضطهاد بعض الأوروبيين لهم تحت عنوان «معاداة السامية»، ولذلك فإن الأكثر بطشاً بالساميين والأكثر معاداة لهم هم الإسرائيليون، فهم يضطهدون العرب الذين هم ساميون».

وختم فضل الله بقوله: «إن المشكلة تكمن في أن العرب والمسلمين الذين يتعرضون للاضطهاد في بلدانهم من خلال الاحتلال الأميركي والإسرائيلي، كما يتعرضون للضغط والمضايقة في كثير من البلدان الأوروبية تحت عنوان الإرهاب وما شابه، لا يحركون ساكناً أمام كل هذه الضغوط والآلام، ولا يتحركون في خطة سياسية وإعلامية واضحة الملامح ليتحدثوا عن حجم المعاناة والأخطار والملاحقات التي يتعرضون لها في إطار ما قد تتعرض له الأقليات في كثير من البلدان الغربية. ولعل الخطورة تكمن في استفادة الآخرين، كل الآخرين، من أوضاعنا وأوجاعنا، واننا لا نسجّل الاستنكار لمصلحة شعوبنا وقضايانا وقيمنا حتى على مستوى الصرخة فضلاً عن الخطة»

إقرأ أيضا لـ "السيد عبدالله الغريفي"

العدد 700 - الخميس 05 أغسطس 2004م الموافق 18 جمادى الآخرة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً