العدد 713 - الأربعاء 18 أغسطس 2004م الموافق 02 رجب 1425هـ

خصم كلما ضرب ازداد قوة

عزوز مقدم Azzooz.Muqaddam [at] alwasatnews.com

قصدت الحكومة العراقية برئاسة أياد علاوي تسديد ضربة قاصمة لـ«جيش المهدي» التابع للزعيم الديني السيدمقتدى الصدر من أجل ردع جميع المقاومين في شتى بقاع العراق. ويتأكد هذا التوجه المتشدد في حال فشلت مفاوضات السلام التي يسعى لها المؤتمر الوطني العراقي. لكن الصدر حقق ما لم يحققه أي سياسي عراقي منذ بداية الغزو الأميركي إذ حشد حركة جماهيرية لم نكن نتصورها وهيمن على شريحة كبيرة من مخيلة الرأي العام العراقي وغير العراقي من شيعة وسنة وليس أدل على ذلك تلك الأصوات المؤيدة من دول أخرى في الجوار العراقي.

وأعتقد أنه ليس من مصلحة الحكومة العراقية توجيه ضربة دموية لإتباع الصدر لأن ذلك لن يقضي عليهم تماما وبإمكانهم أن يوجهوا ضربات موجعة للحكومة والدولة عموما، مثل استهداف منشآت النفط التي تقع غالبيتها في مدن يقطنها الكثير من أتباعه. كما أن الضربة العسكرية لهذه الحركة تؤثر على العملية السياسية برمتها والتي نظمت لها بغداد المؤتمر الوطني الأخير الذي يفترض أن ينسق للمصالحة الوطنية ويضع اللبنة الأولى للدولة الديمقراطية.

لقد كسب الصدر هيئة علماء المسلمين والذين أصدروا فتوى تحرم على قوات الشرطة والحرس الوطني العراقي القتال إلى جانب الأميركيين واصفة ما جرى ويجري في النجف بأنه عملية إبادة كما أن الرأي العام العالمي يؤيده بالإضافة إلى أن الإحباط العام لدى الفقراء والعاطلين عن العمل يصب في مصلحته. لذلك نجد التيار الصدري يتواجد بزخم كبير من أية قوة سياسية أخرى على الساحة العراقية إذ إنه يمثل واقعاً سياسياً واجتماعياً قبل سقوط النظام السابق. لذلك فإن قمع مقاومي الصدر من دون رأفة لن يسمح لحكومة علاوي بالتقاط أنفاسها، حتى إذا قضت عليهم بمساندة القوات الأميركية فإن قادة آخرين سيظهرون لتولي مكانه فالقوة لا تولد إلا قوة

إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"

العدد 713 - الأربعاء 18 أغسطس 2004م الموافق 02 رجب 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً