لا... هي ليست كارثة خصوصاً بذلك اليوم الذي انقطع فيه التيار الكهربائي عن انحاء البحرين كافة، بل هي كارثة تقع كل يوم من أيام الصيف، إذ بات من المألوف جداً لدى المواطن المغلوب على أمره أن يعيش ساعات طوالاً عند انقطاع الكهرباء في الشعور بالحر القاتل والغرق في العرق الممزوج بالرطوبة فيعيش صورة عملية حية لحر صيف البحرين، وما ادراك ما حر البحرين؟
ولكن لماذا هذا الانقطاع المتكرر؟ هل لأن البحرين مملكة كبيرة المساحة مترامية الأطراف بحيث يصعب توفير الطاقة لها، أم أن ذلك يعود الى أن كل مواطن لديه مفاعل نووي خاص به يستدعي استهلاكاً أكبر للطاقة؟ أو ربما السبب هو أن جميع مواطني البحرين - على رغم ثرائهم الفاحش - لا يسددون فواتير الكهرباء (المتواضعة) فاستحقوا ان يقطع عنهم التيار الكهربائي!! إذن لماذا الانقطاع؟
على رغم تلك الانقطاعات المتكررة للكهرباء، فإن الانقطاع هذه المرة ابى إلا أن يحطم رقمه القياسي، ففي يوم الاثنين الموافق 23 أغسطس/ آب الجاري انقطع التيار الكهربائي عن ارجاء مملكة البحرين كافة، إذ ساد شبح ذلك الانقطاع المنازل والوزارات والمستشفيات والمحلات التجارية، حتى الاشارات الضوئية لم تسلم من وباء ذلك الانقطاع العام، بل وكان من المتعذر على المواطن - الذي لم يجد له ملاذا الا سيارته - الحصول على وقود، الأمر الذي كان غاية في الفظاعة والابتلاء، في واحدة من ابشع صور الانقطاع والتي تعد تتويجا على جبين وزارة الكهرباء، ومكافأة عادلة مرضية منها للمواطن الفقير المسكين الذي قضى عشرات السنين وهو يسدد فواتير الكهرباء الباهظة.
اني اتساءل... الى متى سنبقى على هذا الوضع؟ اجيبوا يا مسئولي وزارة الكهرباء الى متى؟ ما الذنب الذي اقترفناه كي نعامل بالانقطاع المتكرر للكهرباء؟
إن ما حدث في ذلك اليوم المشئوم ليذكر بقول الرسول الكريم «اذا ولي الأمر لغير أهله فانتظروا الساعة» الا انكم لم تمهلونا حتى انتظار الساعة، بل جلبتموها لنا، فكان ذلك اليوم بحره وهروع الناس فيه أشبه بيوم القيامة، فالى متى سنظل تحت انقطاع الكهرباء بدعوى حجج واهية يسكت بها الضحايا من الناس؟ أين تلك التصريحات المدوية الرنانة التي قلتم فيها «لا انقطاع للكهرباء بعد اليوم»؟ كان من الاجدر قول «لا انقطاع إلا للكهرباء بعد اليوم». وفي نهاية تلك الفصول المأسوية تأتينا (بمنتهى الاتقان) فاتورة الكهرباء الباهظة لتثقل كاهل المواطن المسكين الذي لا يسعه إلا أن يقول (حسبنا الله ونعم الوكيل).
أحمد السيد
العدد 722 - الجمعة 27 أغسطس 2004م الموافق 11 رجب 1425هـ