بناء ورقي الأمم يأتي عن طريق الممارسة الديمقراطية بين أطراف المجتمع الواحد بدءًا من العائلة والتربية والتعليم ثم الأندية والمراكز الشبابية والأهم من ذلك دور الجمعيات أو الأحزاب السياسية وحتى الأفراد لهم دور كبير في المسيرة الديمقراطية.

وإذا أريد تحقيق روح الديمقراطية في وطننا الغالي يجب التوجه إلى التوعية وثقافة ومفاهيم الديمقراطية مع احترام أديان وأيديولوجيات الآخرين بعيداً عن الإقصاء والتبعية الوصائية حتى نستطيع جميعاً حماية إنجازاتنا ووحدتنا الوطنية.

والديمقراطية ليست شعارات تقال بمناسبة أو من غير مناسبة بل هي مفاهيم ومعان ثقافية وأخلاقية. يستطيع الفرد والجماعة التعامل بالأسلوب الأمثل في الحوار بشأن الأمور الوطنية من كل الجوانب من دون التسرع في اتخاذ المواقف كون الأوضاع تتغير ولا تقف عند مرحلة معينة.

لذلك فإن دور الجمعيات أو الأحزاب السياسية بكل توجهاتها أساسي وضروري ليس فقط للعمل في النشاط السياسي بل يجب ومن خلال الندوات والمجالس وحتى في الأماكن العامة التوجه إلى القاعدة الشعبية والدعوة إلى بث الثقافة الديمقراطية والاجتماعية.

ومن هذا المنطلق نستطيع القول إننا سرنا في الطريق السليم إذا تجاوزنا السلبيات وتحققت مفاهيم ومعاني روح الديمقراطية في وطننا الغالي وهذا يتطلب من الجميع الاهتمام بالأولويات من الأمور الوطنية المطروحة ومنها العمل الجاد والسريع من قبل وزارة العمل والشئون الاجتماعية وديوان الخدمة المدنية من أجل وضع الحلول الحقيقية لقضية البطالة التي تعاني منها شريحة عريضة من المجتمع البحريني.

وأعتقد أن هذه القضية لا أحد يختلف معي فيها بأن البطالة تضر بالاقتصاد الوطني والتحولات الديمقراطية في البلاد والسبب بسيط وهو أن الفرد يفقد القدرة على العطاء تجاه الوطن وأيضاً يصعب عليه تطوير نفسه ثقافياً وديمقراطياً واجتماعياً. فكيف تطلب من الفرد العاطل عن العمل أن يكون عنصراً فعالاً وهو وعائلته متدمرون اقتصادياً ومعيشياً؟

ولأن المسيرة الإصلاحية مسئولية الجميع أعتقد أنه لا يحق لنا المزايدة على الآخرين، لذلك من الأولى عقد مؤتمر وطني يضم كل القوى الوطنية.

محمد جعفر الماجد