العدد 742 - الخميس 16 سبتمبر 2004م الموافق 01 شعبان 1425هـ

مكرمات أم تعويضات ومستحقات؟

اسمحوا لي بهذا السؤال: هل ما يقدم للمواطن أياً كان موقعه أو حالته من حكومته لتحسين حالته المعيشية... المادية منها أو الخدمية فيه فضل أو منة لأحد؟ ولكنه جهد تشكر عليه... هذا طبعاً في الأحوال العادية وفي أي وقت تسمح به الإمكانات المتاحة... أما اذا وقع ظرف معين أصاب الناس بعضهم أو معظمهم في أرواحهم أو أموالهم أياً كان السبب أو المسبب فالأمر هنا مختلف جداً! لأنه دخل في باب المستحقات التي يتوجب أن تصيب معظم الشعب ان لم يكن أكمله؟

ما دمنا متساوون في الواجبات والحقوق، وإذا كانت هذه المكرمات (المستحقة) عوضت البعض... فمن يعوض من تجاهلتهم؟ وخصوصاً إذا كانت أحوال المستثنون المعيشية متقاربة مع من شملتهم تلك التعويضات!

أفلم يكونوا تحت الظروف نفسها، وما مس القوم مسهم... هذا إذا كنا جميعاً فعلاً نقع تحت مظلة التأمين كمواطنين لدى الدولة... ففي هذه البلاد الغالبية تعيش لتوفر قوت يومها ومصاريف أبنائها حتى فيما بعد زواجهم، لأنهم في واقع الأمر سيمكثون مع والديهم ردحاً من الزمن ليس بالقليل... وحياتها مكبلة بالديون والقروض المتواصلة! بل إنها لا تجد سبيلاً ولا وسيلة تخرجها من هذا الكابوس أو حتى الوفاء بتسديد ديونها المتراكمة... ومن يقر بغير ذلك فهو جاهل أو أعمى وأصم أو أنه لا يعيش بيننا... فالغالبية مطحونة والأخرى ليس لديها فائض تدخره ولا تتحمل أية نكسة أو ضربة أياً كان حجمها أو من أين قد تأتي!

والكثير من أبناء هذا الوطن على عوزه، لديه من الكرامة ما يمنعه من السؤال أو مد اليد لفلان أو علان، فهم لا يسألون الناس الحافاً من التعفف. لهذه الأسباب استهان المواطنون بمردودها ولم يحزنوا لأنها لم تشملهم!

والمؤسف المحزن أن الجهات الموزعة تجدها فرصة تتنفس من خلالها الصعداء! معتبرة اياها أحد إنجازاتها الاجتماعية لافتقارها فعلاً للتحرك المجدي والإنجازات وتحقيق ما يرفع من حياة المواطن! وتتخذ من هذه المناسبات (الاستجدائية) مكسباً ومردوداً يحسب لها يستحق العرض إعلامياً على هشاشته! فالقضيه (مصائب قوم عند قوم فوائد).

سعد النعيمي

العدد 742 - الخميس 16 سبتمبر 2004م الموافق 01 شعبان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً